القاهرة ـ محمد الدوي
أكد رئيس الحكومة المصريّة الدكتور حازم الببلاوي، أنه يجب التركيز حاليًا على مرحلة الاستفتاء على الدستور كي نعبرها بنجاح، بعدما قطعنا شوطًا مُهمًا من خارطة الطريق، والحديث عن إجراء الانتخابات الرئاسيّة قبل البرلمانيّة، فيما كشف أن هناك محاولات من دول الخليج لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والدوحة.
وتوقّع الببلاوي، أن نسبة التصويت على الدستور ستكون عالية، مشيرًا إلى أن النصوص بها تقدير كامل للأديان كافة واحترامها وحرية العقيدة، وفيها إعلاء لشأن مؤسسة الأزهر، والمساهمة في الحضارة البشرية، وأن إعداد الدستور وعرضه للاستفتاء أهم وأخطر مرحلة في خارطة الطريق، التي وضعت عقب 30 حزيران/يونيو، فهي الأساس الذي سيتم البناء عليه، ومشهد لجنة الخمسين الذي انتهى بالتوافق، يدعو إلى الاحترام، فالدستور وثيقة بها أهم من يهم الدولة من بناء ديمقراطيّ رائع، والاستفتاء يُمثل واحدة من أهم الأمور التي يحرص المواطن عليها، لأنه يسهم في بناء المجتمع الجديد، ومن سيتخلف عن الذهاب إلى الصندوق سيكون مُقصّرًا في حق بلده.
وأشار رئيس الحكومة، إلى أنه يجب التصويت على الدستور بالاتجاه العام لمواده، كما أن الدولة عليها أهمية في التوعية السياسية، وكذلك توفير قاعدة بيانات صحيحة ومقار سليمة، وكذلك الرقابة على الاستفتاء، مضيفاً أن "محاولة الإرباك وإفساد الاستفتاء لن تنتظر اليوم بل ستبدأ قبله، وهناك حرب نفسية يجب أن يكون الجميع منتبهًا لها، حيث سيتم استخدام أسلحة غير مشروعة كالمال والشائعات ويجب التصدي لها".
وأضاف الببلاوي، خلال حواره على قناة "دريم 2"، أن مجلس الوزراء الحالي قوي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، أكثر الوزراء التزامًا في حضور الاجتماع، ويتحدث قليلاً في المجلس، ولكن بحسم ووضوح، موضحًا أنه "رأى الفريق السيسي للمرة الأولى عندما قام الوزراء بأداء اليمين القانونيّة أمام رئيس الجمهورية، وأن هناك حقائق معروفة منها أن السيسي يحظى بحب واحترام الجماهير المصريّة، وشعبية السيسي سند للحكومة".
وأشار رئيس الحكومة، إلى أن الفترة المقبلة ستكون صعبة، تحتاج إلى تضحيات عدة، وانضباط قوي، ووجود رئيس قوي أمر مفيد للدولة، والفريق السيسي صاحب القرار النهائي في ترشّحه لانتخابات الرئاسة، ولكن إذا ترشّح سينجح باكتساح، مؤكدًا أن "الحكومة لا ترى لونًا واحدًا، فالحكومة الحالية بها تنوّع هائل من الاتجاهات الفكريّة الموجودة في مصر، وهذا إثراء أعطى للحكومة حيويّة ونظرة متكاملة ومصدر ثقة لكى نرى الألوان جميعها، والقرارات تخرج بالمناقشة، وما نُسب إلى نائب رئيس الوزراء الدكتور زياد بهاء الدين، عن رفضه لقانون التظاهر، غير صحيح، حيث لم يقل هذا، وطالب بإحداث بعض التعديلات في القانون.
وأفاد الببلاوي، أن أفعال جماعة "الإخوان المسلمين" الحالية ومحاربتهم الشرطة والجيش ورغبتهم في تعطيل الدراسة وتدمير قناة السويس، يؤكد أنهم لا يرغبون في حياة ديمقراطية صحيحة، ومن ثم لا يريدون الاندماج في الحياة السياسية، مضيفًا أنه "يحترم نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد البرادعى، ولا ينبغى أن يحتكر البرادعي حقوق الإنسان، حيث أن أعضاء الحكومة يحترمون حقوق الإنسان، كما أنه لا يريد أن يدين الدكتور البرادعي فهو محترم وله مبادئ يجب أن تُحترم، واستقالته يتم استغلالها، وكذلك بعض التصريحات المنسوبة إليه يتم استغلالها بصورة غير صحيحة، وأنه كان يعرف بقرار فض اعتصامي (رابعة والنهضة)، ولكن كانت له وجهة نظر تمسّك بها، ووجد أنه لن يستطيع الاستمرار فقدم استقالته، فهو صاحب رأي اختلف مع آراء الآخرين، ولكن لا يجب أن نخوّنه، وتشويهه مسألة غير مقبولة".
وبشأن العلاقات الدولية، شدد رئيس مجلس الوزراء، على ضرورة مراعاة احترام الدول، مشيرًا إلى أننا لسنا سعداء بالفجوة مع قطر، ولكن هناك انطباعًا أن الحكومة القطرية تأخذ مسارًا مُختلفًا عن الدول العربية، ولكن نتمنى أن يحدث وفاق بين البلدين، خصوصًا أننا ننتمي إلى محيط واحد، وهناك محاولات من دول الخليج لتقريب وجهات النظر وإصلاحها، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء التركي تدخّل تدخلاً سافرًا وتجاوز في الشؤون الداخلية لمصر، وهذا غير مقبول، ولكن نرجو أن تعود العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا خصوصًا أنه بيننا "تاريخ طويل".