دمشق - جورج الشامي
بدأ العشرات من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة دمشق اعتصامًا مفتوحًا تحت مسمى "اعتصام الأمعاء الخاوية"، وأكدوا على استمرارهم في الاعتصام لحين فكّ الحصار المفروض على المخيَّم منذ أربعة أشهر ونصف من قِبل قوات الحكومة ومسلَّحي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة".وظهرت الدعوات للاعتصام نتيجة لحالة "الغضب والغليان" التي يشهدها المخيم بعد ارتفاع عدد ضحايا مظاهرة الجمعة إلى أربعة أشخاص، على حدِّ تعبير ناشطين من المخيم، فيما حمّل المعتصمون كل الأطراف مسؤولية تجويع المدنيِّين الفلسطينيين.وتظاهَرَ أكثر من سبعة آلاف شخص، الجمعة، في المخيم للمطالبة بفتح مداخل المخيم، وإدخال المواد الغذائية والطبية والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم، وتحييد المخيم عن الأعمال العسكرية، لا سيما بعد انسحاب كتائب المعارضة منه وفقاً لاتفاق الهدنة مع قوات الحكومة.وعند وصول التظاهرة إلى مشفى فايز حلاوة بالقرب من مدخل اليرموك قام عناصر الحاجز الأمني بإطلاق القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم، مما أسفر عن مقتل شخص اختناقًا، ومع رفض المتظاهرين التراجع فتحت قوات الحكومة النار عليهم مما أودى بحياة ثلاثة أشخاص وسقوط قرابة عشرة جرحى.وفي أعقاب ذلك خرج سكان المخيم في مظاهرة أخرى توجَّهَت نحو منطقة العروبة وأطراف بلدة يلدا، وهتفوا ضد ممارسات كتائب "الجيش الحر" الموجودة في يلدا بسبب "استغلالهم لتدهور الأوضاع المعيشية في المخيم".وأفاد شهود عيان بأن المتظاهرين هاجموا البائعين التابعة لـ "الجيش الحر"، والذين يبيعون المواد الغذائية وعُلب السجائر بعشرات أضعاف أسعارها في السوق، وسرعان ما ردّ عناصر "الجيش الحر" بإطلاق النار عليهم، حيث سقط جريح واحد على الأقل.وأشار أحد سكان المخيم إلى أن هؤلاء الباعة يبيعون الكيلوغرام الواحد من الأرز بسعر يصل إلى 3500 ليرة سورية، أو ما يعادل 25 دولاراً أميركيًا تقريبًا.في حين أكَّد ناشطون ومدنيون من داخل المخيم أن الوجود المسلح الآن يقتصر على الكتائب الفلسطينية، وهو بالتحديد ما تم الاتفاق عليه مع الحكومة، إلا أن قوات الحكومة ومسلحي القيادة العامة يرفضون تنفيذ شروط المبادرة.ويُشكِّك ناشطو المخيَّم في نيّة قوات الحكومة تطبيق شروط المبادرة وفكّ الحصار عن المخيّم، خاصة وأنها استقدمت قبل يومين تعزيزات كبيرة إلى مدخل المخيّم وتواصل قصفها المدفعي عليه بشكل شبه يومي.والجدير بالذكر أنه تم تسجيل وفاة ستة أطفال داخل المخيّم منذ بدء الحصار عليه بسبب النقص الشديد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، في حين فقدت امرأة حامل، السبت، حياتها أثناء عملية الولادة بسبب نقص الأدوية والكوادر الطبية.