الدارالبيضاء - أسماء عمري
اختتمت، السبت، في باريس، أعمال قمّة الإيليزيه عن السّلم والأمن في أفريقيا، بعد يومين من جلسات النّقاش المغلقة بحضور قرابة أربعين رئيس دولة وحكومة أفريقية، من بينهم رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران، ممثلا للملك محمد السادس.وبخصوص المشاركة المغربية في هذه القمّة أكد الباحث في الشؤون الأفريقية محمد بن حمو لـ"المغرب اليوم" أنّ هذا اللقاء الذي يحضره عدد هائل من رؤساء الدول الأفريقية
ويدور في بلد خارج القارة الأفريقية وخارج الضغوطات التي تعرفها بعض المحافل الدولية هو فرصة جيدة ليعرف المغرب أكثر بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء كحل للنزاع الدائر في منطقة الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، وكذا كسب مزيد من الدعم والدفاع عن مصالحه الحيوية والمصرية.
كما أبرز بن حمو، في تصريحه لـ"المغرب اليوم"، أن اللّقاء يكتسي أهمية كبرى لأنه ينعقد في فترة دقيقة من حياة القارة الأفريقية ويتناول تحديات أمنيّة وتنمويّة مرتبطة بالقارة وحضور المغرب للقاء من هذا النوع ضروري، لأن المغرب دائما مكان ملتزم بالقضايا الأفريقية سواء المتعلقة بالاستقرار والأمن أو بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، حيث يعتبر المغرب من أبرز الفاعلين الأساسين في القارة ومن الناحية الاقتصادية يعتبر ثاني مستثمر أفريقي في القارة بعد جنوب افريقيا.
وشدّد بن حمو على أن المغرب جعل من حيث سياسته الخارجية أفريقيا أولوية كبرى وكذلك خياره الأفريقي هو خيار إستراتجي يدخل في إطار تفعيله للعلاقات والتعاون جنوب جنوب وكذلك يقوم على مبادئه الراسخة من خلال التضامن والقرب والالتزام ما يمكن أن يوفر سبل التنمية والأمن والاستقرار في القارة، مضيفا أن المغرب حاضر بشكل كبير في أفريقيا من خلال دعمه الإنساني للدول الأفريقية حين تقع حوادث، كما أنه حاضر في كل ما يرتبط بحفظ الأمن والسلام سواء من داخل القوات الأممية في مناطق النزاع أو من خلال علاقات التعاون التي تربطه بعدد من الدول المؤثرة في القرارات الدولية.
وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، دعا خلال أعمال القمّة، إلى إرساء شراكة جديدة في مجال التعاون العسكري بين أوروبا وأفريقيا.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قناعته بأن أوروبا ستكون في الموعد لإبداء تضامنها مع الأفارقة، وكذا التحلي بالمسؤولية في وضع الآليات والقوّات المشتركة لمكافحة الجماعات الإرهابية وتهريب المخدرات والقرصنة.