تونس ـ أزهار الجربوعي
اعتبرت رئاسة الجمهورية التأجيل المتكرر للإعلان عن رئيس الحكومة المقبلة ضربًا لمصداقية الطبقة السياسية، ولعبًا على أعصاب الشعب التونسي، في حين طالب رئيس الحكومة علي العريض بهدنة اجتماعية وإعلامية وسياسية، بغية الوصول إلى الانتخابات بسلام، وتأمين ما تبقى من مرحلة الانتقال الديمقراطي، متعهّدًا بالاستقالة فور نجاح الحوار الوطني.وأكّدت رئاسة الجمهورية أنه
"أمام طول المشاورات، وبعد شهرين من النقاشات المضنية، في إطار الحوار الوطني، لا يمكن لها إلا أن تعبر عن عميق انشغالها وبالغ قلقها من عدم الانتهاء إلى وفاق بشأن اسم المرشح لرئاسة الحكومة".وأوضح الناطق باسم الرئاسة التونسية، ومدير ديوان الرئيس المنصف المرزوقي، عدنان منصر أن "تواصل هذا الوضع يعني تعطّل المسار التأسيسي، وتأخر وضع الدستور، والاتفاق على تحديد موعد الانتخابات، وهي من الطلبات الملحة للشعب التونسي".وأشارت الرئاسة التونسية إلى أن "الإطالة في أمد المشاورات، والتأجيل المتكرر للإعلان عن شخصية رئيس الحكومة المقبل، يعد لعبًا بأعصاب التونسيين، وإساءة لصورة تونس، وبمصالحها الحيوية، لاسيما في الميدان الاقتصادي، وهو ما يزيد في صعوبة عيش الكثير من التونسيين، الذين لن تتحسن وضعيتهم إلا بتحقق الاستقرار والاستثمار".ودعت رئاسة الجمهورية الفرقاء السياسيين إلى "وضع حد لمسلسل لم يعد مقبولاً لدى كل التونسيين، ويضرب فى الصميم مصداقية الطبقة السياسية كلها".من جانبه، أكّد رئيس الحكومة التونسية علي العريّض أن "الهدف الأساسي للحوار الوطني هو الإسراع في إنجاز الدستور، وهيئة الانتخابات، وتحديد موعدها"، داعيًا إلى "هدنة اجتماعية وسياسية وإعلامية"، حتى يتوفر للحكومة المقبلة مناخ سليم للعمل.وأضاف "نريد تهدئة اجتماعيّة حقيقيّة، ومازال أمامنا أسبوع، فنحن نعمل على إنجاح الحوار في كلّ مساراته، ولا يمكن الاستمرار في هذا الشكل، ومن غير المنطقي أن تتكثف الجهود لتحقيق النجاح المنشود، في حين يعمل آخرون على العرقلة والإفشال".وانتهى إلى التأكيد "أنا عند وعدي بشأن استقالة الحكومة حالما تستكمل المسارات، وحان الوقت بأن يحصل التوافق بين الجميع، وسنقول كلمتنا في هذا الصدد".وأكّد رئيس الوزراء "لم نيأس من الحوار الوطني، وحريصون على إنجاحه، ولكن الوضع لا يمكن أن يستمر، والمرحلة لا يجب أن تطول، وفي كل الأحوال ينبغي ألا يدوم هذا الوضع، ولابدّ لنا من حلّ، وأن يتحقق الإجماع، أو في حدّ أدنى الغالبيّة لإنجاح الحوار".وشدّد القيادي في حزب "النهضة" الإسلامي علي العريض على أن "الحكومة تسعى إلى إنجاح الحوار الوطني"، معتبرًا أن "نجاحه يعني دعم مؤسّسات الدولة، وعدم مجاراة كل ما يمسّ بالأمن وكلّ ما من شأنه أن يبث العنف أو الفرقة، أو يجلب الفوضى"، مضيفًا أن "الحكومة تواصل عملها في مقاومة الإرهاب، وتعمل بحرص على إرساء الأمن، خلال هذه الفترة الانتقاليّة".وأمام فشل المفاوضات المتعلقة بتوافق القوى السياسية التونسية بشأن شخصية رئيس الحكومة المقبل، وتمديد المشاورات إلى حدود 14 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، الذي اعتبره الرباعي الراعي للحوار "الفرصة الأخيرة أمام الفرقاء السياسيين للتوافق"، دعا القيادي في "التحالف الديمقراطي" مهدي بن غربية، المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة إلى "تفادي لقاء الأحزاب السياسية بشكل ثنائي ومنفرد، بعيدًا عن الأضواء".واعتبر القيادي في حزب "التحالف" أن "فشل الحوار الوطني ليس مسؤولية النهضة، ولامسؤولية أطراف أخرى في المعارضة"، منتقدًا "الإزدواجية في مواقف بعض الشخصيات السياسية والأحزاب".