تونس ـ أسماء خليفة
تونس ـ أسماء خليفة تستعد منظمات الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس، (اتحاد الشغل، ومنظمة الأعراف، وعمادة المحامين، ورابطة الدفاع عن حقوق الإنسان)؛ للإعلان الإثنين، عن نتائج المشاورات الجارية منذ حوالي شهر من تعليق الحوار الوطني. وتخشى أوساط عديدة في تونس من مفاجآت الساعات الأخيرة، التي ستسبق الإعلان عن تلك النتائج، وتحوم التوقعات بشأن فرضيتين، هما؛ إعلان التوافق بشأن شخصيّة رئيس الحكومة الجديدة، الذي سيخلف علي العريض، ويُخرج البلاد من المأزق الحالي، أو إعلان فشل مبادرة الرباعي، وبالتالي دخول البلاد في سيناريو جديد لم تتّضح بعدُ ملامحه. وبشأن الفرضية الأولى، أكد متابعون لمفاوضات الساعات الأخيرة، أنّ "الرباعي من المحتمل أن يعلن في ندوته عن اختيار العميد السابق للمحامين التونسيين، شوقي الطبيب، خليفة لعلي العريض، بالرغم من التشكيك في مدى قدرته على إدارة تلك المرحلة الانتقالية الرابعة من نوعها منذ الثورة"، معتبرين أن "الطبيب هو من أفضل الشخصيات المرشحة التي تحوز على دعم مختلف الأطراف، والمطلوب هو شخصية يتفق بشأنها الجميع، وليس شخصية تستجيب لشرط الكفاءة بالأساس". أمّا الفرضية الثانية ثمّة ما يؤكّد قرب إعلانها، إذ لم يُخف الأمين العام لاتحاد الشغل، حسين العباسي، في كلمته التي ألقاها الأحد، لمناسبة إحياء الذكرى الـ61 لاغتيال الزعيم النقابي، فرحات حشاد، أن "المسار السياسي ما يزال يلفه الغموض"، مشيرًا إلى أن "الأزمات المتعددة التي تمر بها تونس؛ الاقتصادية، والمالية، والاجتماعية، وكذلك الأمنية". كما لم يتردد العباسي، في التنديد مجددًا برابطات حماية الثورة القريبة من حركة "النهضة الإسلامية"، واصفًا إياها بـ"اللجان الإرهابيّة"، ومذكّرًا بـ"اعتداء تلك المجموعات على المقر الرئيس للمركزيّة النقابيّة في 4 كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي". وهذا التصريح لم يرق لرئيس رابطة حماية الثورة، والذي ردّ مباشرة في إحدى الإذاعات المحلية، واصفًا اتحاد الشغل بأنه "مصدر الإرهاب"، باعتماده على الإضرابات المتكررة؛ لإفشال العمل الحكومي، ما يُعد توترًا عائدًا من بعيد بين الطرفين، يلقي بظلاله على مشاورات الساعات الأخيرة، كما يسري هذا التوتر على للعلاقة بين الاتحاد وحركة "النهضة" بعد هدنة دامت أشهر. مؤشر آخر يوضح أنّ "الوضع يتجه نحو إعلان فشل مبادرة الحوار الوطني، وهو تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية والقيادي في حزب "التكتل"، ثالث الأحزاب الحاكمة، خليل الزاوية، وذلك على هامش انعقاد المجلس الوطني لحزبه، حيث قال الزاوية صراحةً؛ "ليس لنا إلى الآن أية إشارة إيجابية بخصوص تقدُّم ملحوظ في ما يخص المسار الحكومي"، مضيفًا وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية التونسية، أن "المشاورات متواصلة في ما يعرف بالكواليس، والرباعي الراعي للحوار لم يتصل بنا لإعلامنا بشيء جديد، وأن التوافق على شخصية سياسية وترك المصالح الشخصية جانبًا يبقى الحل لهذا الوضع". وحذَّر الزاوية من أن "يتعمد أناس الضغط على الحكومة، بتعطيل المسار التأسيسي، لاسيما وأنه لم يعد هناك أي سبب لتعطيل هذا المسار" مبرزًا أن ذلك "يُعد موقفًا لا يخدم مصلحة البلاد". من ناحية أخرى، زاد التوتر والارتباك الداخلي لحركة "النهضة"، ودليل ذلك التناقض بين موقفي رئيس الحركة، راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة، وعضو المكتب السياسي للحركة، علي العريض، إذ في الوقت الذي أعلن فيه، راشد الغنوشي، مساندته لمطالب وتحركات المحتجين في الجهات، انتقد العريض ما سماه "اللعب على البعد الجهوي" والتحريض من خلاله"، وذلك في تعليقه على تلك الاحتجاجات، في تصريح أدلى به اليوم لوسائل الإعلام المحلية لمناسبة إشرافه على اختتام معرض للمنتجات الزراعية. ويبقى السيناريو المفتوح في تونس، ما بعد إعلان فشل الحوار السياسي، هو اللجوء إلى الشارع لحسم المواقف، في انتظار ما ستحمله الساعات الأخيرة من مفاجآت.