بنغازي - مصطفي سالم
ناقش أعضاء من المؤتمر الوطني العام في ليبيا وعلى رأسهم النائب الأول لرئيس المؤتمر عزالدين العوامي مع آمر القوات الخاصة ونيس بوخمادة وآمر منطقة بنغازي العسكرية عبدالله السعيطي ومدراء الاستخبارات والمخابرات والأمن الوطني في مقر شركة الخليج العربي للنفط في وسط المدينة الأحداث المؤسفة التي وقعت، الاثنين، في المدينة
والتي راح ضحيتها 9 أشخاص من قوات الصاعقة.
كما ناقش المجتمعون مواضيع مستجدات وتطورات الأحداث وتداعياتها عقب المواجهات المسلحة التي شهدتها مدينة بنغازي بين قوات الصاعقة وجماعة أنصار الشريعة، وخروج التشكيلات المسلحة من مدينة طرابلس وتسليم مواقعها إلى جهات الاختصاص .
وتجمع المئات من شباب وأهالي القتلى أمام مقر الشركة، لمعرفة ما توصل إليه المجتمعون.
وفي نهاية الاجتماع تعرض الأعضاء للسب والشتم والضرب من قبل بعض المعتصمين، وأفاد مراسل "المغرب اليوم" ببنغازي بأن من أبرز الشخصيات التي تعرّضت للضرب السيد صالح جعوده والسيد محمد بوسدره.
يذكر أن بوسدرة لم يستطع الخروج من الباب الأمامي للشركة وتم تهريبه من الباب الخلفي للشركة لأن بعض المتظاهرين كانوا يريدون قتله، بحسب قولهم، أما السيد جعودة فخرج بسيارته الخاصة واقتحم صفوف المتظاهرين حتى أنه دهس أحد المتظاهرين بسيارته لكن حالته مستقرة ولا توجد إصابات تذكر.
وأفاد الناطق باسم الغرفة الأمنية بنغازي المقدم إبراهيم الشرع لـ"المغرب اليوم" بأن ما حدث الثلاثاء أمر طبيعي من الشعب فهذا الأمر سبّب الاحتقان لدى الشارع خصوصا في بنغازي التي تعاني من تدهور الوضع الأمني من حالات اغتيال وتفجيرات التي طالت رجال الجيش والشرطة.
وأوضح الشرع أن قوات الجيش استلمت رسمي قبل قليل نقطة تفتيش القوارشة المدخل الغربي للمدينة، مشيراً إلى أن قوات أنصار الشريعة انسحبوا من النقطة كليا، موضحاً أنه سيتم البدء في عمليات التفتيش فيها خصوصا السيارات الآتية من خارج المدينة.
وأضاف الشرع أن الأوضاع الأمنية في مدينة بنغازي جيدة ومستقرة ولم تسجّل أية اختراقات أمنية تذكر وانتشار للجيش والشرطة في المدينة في بعض الطرقات الرئيسية
وتشهد المدينة حالة من العصيان المدني، والانتشار الكبير لقوات الأمن في مداخل ومخارج المدينة وشوارعها.
وفنّد آمر القوات الخاصة ونيس بوخمادة ما تناولته بعض وكالات الأنباء وصفحات التواصل الاجتماعي من بدء التفاوض مع جماعة أنصار الشريعة، مشيراً إلى أنهم من قتل أبنائنا من القوات ولن نتفاوض معهم.
وقال في تصريح خاص لـ"المغرب اليوم" إنه لم يتوصل إلى الآن لحل لمشكلة التشكيلات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة، مطالباً بالدعم المالي والمعنوي للقوات الخاصة لبسط الأمن والأمان في أرجاء المدينة .
وزار بوخمادة بمشاركة نشطاء وناشطات مؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين والحقوقيات ظهر الثلاثاء جرحى الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة بنغازي.
واطمأن هؤلاء خلال الزيارة على الحالة الصحية للمصابين من قوات الصاعقة والمدنيين الذين أصيبوا جراء الأحداث المؤسفة والتي أدت إلى وفاة وإصابة عدد من قوات الصاعقة المكلفين بحماية المدينة وعدد من المدنيين.
وشملت الزيارة عددا من مستشفيات الجلاء، ومركز بنغازي الطبي، والهواري العام حيث قدّموا باقات من الورود للمصابين، كما اطّلعوا خلال هذه الزيارة على أوضاعهم الصّحّية واستمعوا لشروح من الأطباء عن حالتهم وعملية علاجهم.
وأكدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في ليبيا، الثلاثاء، على أن ما يحدث في مدينة بنغازي يعتبر "منكراً وفساداً كبيراً"، ويترتب على هذه الأعمال عواقب وخيمة.
ونقل تقرير، البيان الصادر عن الوزارة، والذي جاء فيه "ما جرى في مدينة بنغازي الاثنين، وما صاحبه من اشتباكات بين أفراد من قوات الصاعقة وكتيبة أنصار الشريعة، وما نشأ عنها من سفك للدماء، وأن استباحة الدماء وانتهاك الأعراض محرم شرعاً بإجماع المسلمين."
وتابع البيان أن من يتعرض للناس بأخذ أموالهم، أو ترويع الآمنين، هو مفسد في الأرض، فكيف بمن يتعرض بسفك الدماء وإهلاك الحرث والنسل وظلم الناس؟ فهذه جريمة عظمى وفساد كبير ومنكر عظيم."
وأشار البيان إلى أن ما يجري في ليبيا من سفك للدماء البريئة، وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة، وغير ذلك، هو عمل إجرامي والإسلام بريء منه.
وعبّر المجلس المحلي بنغازي، الثلاثاء، عن استيائه لزيارة رئيس الحكومة علي زيدان للمدينة دون علم المجلس.
وأوضح المجلس في بيان له حصلت "المغرب اليوم" على نسخة منه أنه يعرب عن استيائه العميق بسبب الزيارة الخاطفة لرئيس الحكومة إلى المدينة الاثنين والتي تكررت للمرة الرابعة دون علم المجلس أو الاتصال به وتجاوزه مؤسسات المجتمع المدني ومجلس الحكماء وأعيان المدينة.
واعتبر المجلس هذه الطريقة التي يتبعها رئيس الحكومة تقليل من قدر المجلس المحلي وأهل بنغازي، مطالبين أن يقوم زيدان في زيارته الآتية دخول المدينة بابها ألا وهو المجلس المحلي المنتخب أسوة بالمدن الأخرى.
وما زاد الطين بلّة هو خروج أحد المحسوبين على أنصار الشريعة ويدعي محمد البرعصي من سكان مدينة درنة، التي تبعد عن مدينة بنغازي قرابة 300 كم، على قناة ليبيا الأحرار في برنامج على الهواء وتكفير الشعب الليبي بالكامل.
وهذا الأمر ما أجج الأمر في الشارع، وصرح أحد أعضاء أنصار الشريعة الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هذا الشخص غير محسوب على الجماعة وأن مثل هذا التصريح يعتبر خطيراً وسيضر سمعة الأنصار في العالم بأسره، مشيراً إلى أن من أهداف المجموعة هو الحكم بما أنزل الله وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام .
ودان مجلس حكماء مدينة بنغازي وضواحيها بشدة ما حدث من اعتداءات على المتظاهرين السلميين في مدينة طرابلس الجمعة وماحدث في بنغازي الاثنين، داعيا إلى دعم الجيش الوطني والأمن الوطني والأجهزة المختصة التابعة لهما بكافة الإمكانيات المادية والمعنوية.
وشدّد المجلس في البيان الذي أصدره الثلاثاء على ضرورة حل الكتائب المسلحة وضم أفرادها إلى الجيش والشرطة ونبذ المظاهر العسكرية داخل مدينة بنغازي والمدن الليبية من التشكيلات المسلحة التي لم تنظم تحت مظلة الجيش والأمن الوطني.
كما دعا الحكماء المواطنين أفرادا وعائلات وقبائل إلى سحب أبنائهم من التشكيلات المسلحة الخارجة عن سلطة الجيش والأمن الوطني ، منبهين الجميع إلى أن كل شخص يرفع السلاح في مواجهة الجيش والأمن الوطني والمواطنين العزل يعتبر دمه مهدورا ولا يحق لذويه المطالبة بأي حقوق قانونية أو مادية تجاه الغير.
وألزم حكماء مدينة بنغازي وضواحيها في بيانهم الدولة المتمثلة في المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة بنزع السلاح من التشكيلات المسلحة واستلام سلاحها استلاما فعليا بقوة القانون وتقديم الدعم الكامل للغرفة الأمنية المشكلة لحماية مدينة بنغازي وضواحيها.