الجزائر- نور الدين رحماني
غَابَ وَزير الخارجيّة الجزائري رمضان لعمامرة عن أعمال مُؤتمر وزاري عن أمن الحُدود في منطقة السّاحل ودول المغرب العربي، الذي انطلقت أعماله صباح الخميس في مدينة الرباط المغربية، واكتفت الجزائر بإرسال وَفْد مُصغّر لتمثيلها. ويأتي تخفيض الجزائر لعدد مشاركيها في هذا المؤتمر، تعبيراً عن موقفها السّاخط على ما تعرضت له سفارة الجزائر في المغرب من انتهاك، وإنزال للعَلَم الجزائري. وأشارت وسائل إعلام مغربيّة إلى حضور وزراء الشؤون الخارجية والوزراء المسؤولين عن الأمن ورؤساء وفود دول شمال إفريقيا والساحل والصحراء ومنظمات دولية وممثلين عن اتحاد المغرب العربي وجامعة الدول العربية خلال هذا المؤتمر.
في حين يمثّل الجزائر وفد من وزارة الشؤون الخارجية ومسؤولين أمنيين وسفير الجزائر في المغرب، وتكتسب الجزائر موقعا مهما في المنطقة بالنظر إلى الجهود التي تبدلها في سبيل إرساء السلم والأمن في المنطقة، واحتواء الوضع في منطقة الساحل التي تعرف العديد من التوترات الأمنية.
كما تشكل الجزائر شريكا رئيسيا وقويا في المساعي الدولية الرامية لتأمين منطقة الساحل الصحراوي والقضاء على كل البؤر الأمنية من خلال تنسيق عسكري وأمني رفيع من جهة، ومن جهة أخرى تسخير إمكانيات النّهوض بالتنمية وتحقيق تطلّعات شعوب المنطقة في العيش الكريم.
وكان رمضان لعمامرة الذي تم تعيينه على رأس وزارة الشؤون الخارجية خلال التعديل الحكومي الأخير الذي قام به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد ساهم في تقوية الدبلوماسية الجزائرية مند مجيئه.
كما أعلن سابقا خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الاتصال الجزائري عبد القادر مساهل أن الجزائر لا تعلم بشكل كافٍ ما أهمية هذا الاجتماع الجديد الخاص بحدود المغرب العربي ومنطقة الساحل، مؤكدا عدم مشاركته في المؤتمر رغم تلقيه دعوة، وأن الجزائر ستبحث عن مستوى المشاركة في هذا الاجتماع، كما سبق للعمامرة أن أكد أنه ليس هناك خطط في القريب العاجل لزيارة المغرب. وشهدت العلاقات بين الجزائر والمغرب توترات كان من المرتقب أن تلقي بظلالها على هذا المؤتمر الوزاري الثاني من نوعه بشأن أمن الحدود، خصوصاً وأن الحادثة التي شهدتها سفارة المغرب في الجزائر لم يتم طي أوراقها إلى غاية الوقت الحالي.