فاس - حميد بنعبد الله
تابعت المحكمة الابتدائية في مدينة فاس المغربية، ظهر الإثنين، مُوظّفين اثنين في السّجن المحلي بوركايز ضاحية المدينة و4 نزلاء به، على خلفية ضبط 60 غراما من مُخَدّر الشيرا مع أحدهم داخل الزنزانة، وهاتف نقّال وأوراق تلفيف (نيبرو) وأشياء ممنوعة لدى آخرين، إثر تفتيش روتيني قامت به لجنة خاصة من موظفي السجن.
وأجَّلَت المحكمة النظر في الملف الجُنَحِي التَّلَبُّسِي المُتَابَع فيه المُتَّهمون السِّتَّة الذين يُتابَع
أحدُهم في حالة سراح مؤقت، لمدة أسبوع لتمكينهم من إعداد الدفاع وتعيين محامين للدفاع عنهم، بعد متابعتهم بتهم "الإتجار في المخدرات وحيازتها وتسهيل استعمالها على الغير، وإيصال أشياء ممنوعة إلى سجين" والمشاركة في ذلك.
وأحيل المتهمون الستة، السبت، على النيابة، بعد إنهاء إجراءات الضبط في حي بنسودة، وأُودِع قائد سجن عين قادوس المكلف بالحراسة الليلية بعد متابعته في حالة اعتقال، في الوقت الذي حصل زميله حارس سجن من الطبقة الرابعة مكلف بالحراسة الليلية، على الإفراج المؤقت مقابل كفالة مالية قدرها 10 آلاف درهم (الدولار الأميركي يساوي 8.3 درهم مغربي).
واعتُقِل الموظفان بعد عملية تفتيش روتينية قامت بها فرقة خاصة عثرت على 60 غراما من مخدر الشيرا لدى سجين، و20 ورقة تلفيف لدى آخر، قبل استدعاء قوات الأمن، وتحويل المتهمين إلى النيابة التي باشرت تحقيقات استمعت فيها إلى أربعة سجناء أكدوا مشاركة الموظفين في تسهيل حيازتهم للمخدرات مقابل إتاوات.
ووجّه السجناء الأربعة اتهامهم إلى قائد السجن المكلف بالحراسة الليلية، مُؤكّدين تورُّطه في تسريب المخدرات إليهم لترويجها بين صفوف السجناء، أما زميله حارس السجن من الطبقة الرابعة، فورد اسمه على لسان سجين قال إنه يقوم بتسريب الهواتف النقالة إلى السجناء بعد الاتفاق المسبق معهم ومع عائلاتهم على مواعيد محددة لذلك.
وتأتي هذه المتابعة بعد أيام قليلة من ضبط إدارة السجن، لكمية مهمة من المخدرات محشوة في كمية من الطماطم بكيفية احترافية بعد تفتيش روتيني، والعثور على هاتف محمول مخفي في علبة حليب بحوزة قريبة سجين، وورقتي تلفيف وبطاقة هاتفية مخبأة عمدت قريبة أحد السجناء إلى إخفائها في حفّاضات ابنها الصغير.
يشار إلى أن الجلسة نفسها شهدت تقديم ومتابعة امرأة متزوجة بالتهم ذاتها بعد ساعات قليلة من ضبطها متلبسة بحيازة كمية من المخدرات كانت تنوي تسريبها إلى قريبها في السجن لاستخدامها وترويجها بين السجناء، إثر تفتيش مألوف لحاجيات النزلاء في حملات يومية تشرف عليها إدارة السجن المذكور.