الجزائر – نور الدين رحماني
الجزائر – نور الدين رحماني
يَعقد، السبت، التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري "الأرندي" المؤتمرات الولائية لانتخاب المندوبين للمؤتمر الرابع، وتتم هذه المؤتمرات في تاريخ واحد عبر 48 ولاية جزائرية، وهي تُعَد مناسبة للتأكيد على إرادة الحزب القوية والثابتة لتوفير كل أسباب النجاح للمؤتمر المقبل المزمع عقده شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، وسط تخوفات من اندلاع شقاقات وخلافات بين المناضلين المنتمين للحزب. واعتبرت الناطقة باسم "الارندي"
الوزيرة السابقة نوارة سعدية جعفر، غداة انطلاق المؤتمرات الولائية، أن نجاح المؤتمر الرابع للحزب لن يكون سوى باعتماد أساليب تنظيمية تهدف إلى تحقيق مشاركة المناضلين في بلورة وصياغة سياسة التجمع وتوجهاته ومواقفه، عبر انتخاب مندوبين في مستوى الحدث، وفي مستوى قوة وقيمة الارندي القوة السياسية في الجزائر، وذلك تحسبًا لانعقاد المؤتمر الرابع الذي سيضع أمينًا جديدًا للحزب خلفا لاحمد اويحيى، ويضع حدًا للفترة الانتقالية التي عرفها الحزب، والتي تمتد الى قرابة السنتين، كما سيحدد موقف "الأرندي" من الانتخابات الرئاسية المقبلة.
بدوره، دعا الأمين العام بالنيابة لـ "الأرندي"، عبد القادر بن صالح، والذي يشغل في الوقت ذاته رئيس مجلس الأمة الجزائري (الشيوخ)، عشية انطلاق المؤتمرات الولائية إلى "جعل مصلحة الحزب فوق المصلحة الشخصية، من خلال التعاطي مع مضامين اللوائح المرتبطة بثوابت الحزب وتحولات المجتمع، ليستعيد الحزب مكانته بعد الهزات التي تعرض لها إثر مغادرة أمينه الوطني السابق احمد اويحيى.
اعتبر الأمين العام للتجمع بالنيابة ورئيس اللجنة الوطنية التحضيرية للمؤتمر عبد القادر بن صالح، هذه المؤتمرات إلى جانب كونها جسرًا بين انعقاد الجمعيات العامة البلدية المنعقدة ما بين 22 سبتمبر / أيلول و15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، والمؤتمرات المحلية المقررة يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، بأنها "محطة تحتاج من المناضلين العزيمة والإرادة والجهد الصادق".
ويرى محللون سياسيون في الجزائر أن التوصيات التي حرص بن صالح على إرسالها إلى قواعد الارندي، تحسبًا للمؤتمرات الولائية، فيها دعوة إلى تجنب "الخلافات" وعدم الدخول في الانشقاقات التي شهدها الحزب في الأشهر الماضية بين الجناحين المتصارعين حاليًا بشأن مؤيدي الامين السابق للحزب احمد اويحيى والرافضين له، حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى أن قواعد الحزب من المناضلين في الولايات ما زالت تدين بالولاء لأحمد اويحيى وتعتبره رمزًا لها، فيما تراه بعض قيادات الحزب من الوزراء السابقين خطرًا على استقرار الحزب ومصداقيته أمام الجزائريين.