الرباط ـ الحسين ادريسي
يقوم جون كيري وزير الخارجية الأميركي بزيارة إلى المنطقة المغاربية في 7 و8 تشرين الثاني/ نوفمبر تشمل المغرب، وسيكون موضوعها الحديث عن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والمغرب، وتُعَد هذه أول زيارة لجون كيري إلى المغرب منذ تعيينه على رأس الدبلوماسية الأميركية قبل سنة تقريبًا.
وأوضحت مصادر دبلوماسية متطابقة في واشنطن والرباط أن من بين المحاور التي ستناقش خلال هذه الزيارة هناك
"الشراكة الإستراتيجية" بين البلدين.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي خلال الندوة الصحافية التي تنظمها وزارته بعد كل اجتماع حكومي "من سيقوم بالزيارة هو من سيعلن عن توقيتها وبرنامجها"، من دون أي إشارة إلى عودة الحديث عن الشراكة بين البلدين إلى الواجهة، ولا عن زيارة كيري للمغرب.
ووفقًا لـ "وكالة الأنباء الجزائرية" التي نقلت تصريحًا لرئيس الوزراء الجزائري عبد الملك سلال، فإن كيري سيزور الجزائر أيضًا "بداية الشهر المقبل".
وتأتي زيارة جون كيري إلى المغرب لتعطي للعلاقات بين البلدين بعض الدفء بعد التوتر الذي شهدته في المدة الأخيرة، وكان أبرز ما عكر صفوها مشروع قرار أميركي وضع لدى الأمم المتحدة لتوسيع صلاحية البعثة الأممية في الصحراء لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة، وهو ما اعترض عليه المغرب حينها وبقوة، وجرى تبعًا لذلك أن أوقف المغرب حينها تدريبًا عسكريًا مع الولايات المتحدة كان يجري في إطار ما يسمى بـ "الأسد الأفريقي"، قبل أن تُضطر الولايات المتحدة لسحب مشروع هذا القرار.
وكان المغرب منذ 2004 وقَّع مع الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية للتبادل الحر مع واشنطن، إلا أن المسؤولين المغاربة كشفوا عقب سوء العلاقات عن أن تلك الاتفاقية تم توقيها تحت ما يشبه الإكراه، بحكم أن المستثمرين المغاربة لا يستفيدون منها شيئًا، بالمقارنة بالمصالح الأميركية التي تراعيها الاتفاقية ذاتها، وربما جاء الوقت لتعيد الشراكة الإستراتيجية بين البلدين التوازن للأمور بين الرباط وواشنطن.