دمشق - جورج الشامي
أعلن الجيش السوري "الحر" بدء معركة جديدة في ريف حمص الشرقي محكمًا سيطرته على كتيبة الهجانة في بلدة مهين، فيما ناشد مجلس التنسيق العسكري في حمص المؤسّسات الإنسانية بواجبها "من علاج المرضى ومتابعة الجرحى وتقديم المواد الطبية والإغاثية ومختلف الأعمال الإنسانية الأخرى"، بينما كثفت مقاتلات الجيش الحكومي طلعاتها الجوية، الأربعاء، فوق قرى عدة من محافظة درعا في الجنوب السوري،
و تعرضت بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي لقصفٍ جويٍ مركّز، هذا و قصفت قوات الحكومة السورية براجمات الصواريخ معضمية الشام في ريف دمشق، وسط اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي تدور على الجبهة الغربية للمدينة ذاتها، بينما أكد ناشطون معارضون إن قوات الحكومة استخدمت الغازات السامة في قصف المعضمية، خاصة في الجبهات الشمالية، في حين تجدد القصف على أحياء في دمشق، وأعلنت قوات المعارضة استهداف عدد من النقاط وأسر العشرات من جنود الحكومة.
وأفادت مصادر ميدانية عن إعلان غرفة عمليات مشتركة لبكري الألوية في الغوطة الشرقية تحت اسم "جند الملاحم"، و باتت الكتائب المعارضة على مشارف جرمانا بعد حاجز المليحة، ما أدى إلى حدوث حالة استنفار و توتر كبيرين في صفوف قوات النظام المتمركزة هناك.
وبحسب مجلس قيادة الثورة في دمشق فإن مدينة معضمية الشام تشهد استمرارا لما وصفه بالحملة العسكرية الشرسة على المدينة لليوم الرابع على التوالي، حيث تحاول قوات الحكومة اقتحام البلدة من الجهتين الشمالية والغربية (المعامل) مدعومة بعناصر من الحرس الجمهوري واللجان الشعبية (جيش الدفاع الوطني).
وذكر المصدر ذاته أن مقاتلي الجيش الحر تمكنوا خلال هذه الاشتباكات من صد هجوم قوات الحكومة وإلحاق أضرار بها في الأرواح والمعدات، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة تمكنوا من السيطرة على معملين كانت قوات الحكومة تتمركز داخلهما في الجهة الشمالية الغربية للبلدة.
كما أفاد ناشطون بأن الطيران الحربي شن غارتين على المنطقة المحيطة بمجمع تاميكو في بلدة المليحة في غوطة دمشق الشرقية، وقصف أحياء الغوطة الشرقية وبلدة كفر بطنا.
من جهته، ذكر اتحاد التنسيقيات أن عددا من الجرحى سقطوا في قصف استهدف الأحياء السكنية في بلدة جسرين بريف دمشق.
في غضون ذلك أعلن مجلس قيادة الثورة في سورية تمكن قوات الجيش السوري الحر من أسر العشرات من الحكومة بجنوب العاصمة دمشق، فيما كان القصف اليومي على مخيم اليرموك والعسالي والقدم (جنوب) يتواصل.
وأعلن "جيش الإسلام" عبر موقعه الرسمي عن اعتقال 40 عنصراً من قوات الحكومة في الجبهة الجنوبية للعاصمة.
كما قصفت قوات الحكومة أحياء القابون وبرزة وجوبر شرقي دمشق، بينما استهدف الجيش الحر مقرات "الشبيحة" في حي تشرين ويتصدى لقوات الحكومة في حيي جوبر وبرزة.
وذلك في الوقت الذي يستمر فيه الحصار والتشديد الذي تفرضه قوات الأسد على قدسيا منذ عيد الأضحى ومنع إدخال المواد الغذائية، وسط حالة من الهلع والترقب بين الأهالي.
حيث قال المجلس المحلي في مدينة قدسيا في بيان له" لليوم الثاني عشر على التولي يفرض النظام طوقه الأمني على مدينة قدسيا ويغلق جميع الطرقات منها و إليها وفي حدث سابق من نوعه يقوم النظام أخيرا بعد وضع حاجز جديد عند مفرق المنصورة بمنع إدخال جميع أنواع الاغذية والمواد الاولية ومنع سيارات الطحين والخضار من الدخول للمدينة ومصادرة جميع ما قد سبق ذكره من الاهالي الداخلين للمدينة سيراً على الأقدام بسب منعهم من الدخول بالسيارات بالإضافة للاعتداء على المدنيين من الرجال الكبار بالسن والنساء".
وتابع البيان "ويأتي هذا التصعيد بعد عدة إشاعات قام النظام باختلاقها منها وجود لعناصر من جبهة النصرة وتنتهي باختطاف عناصر من الشبيحة من قبل الجيش الحر المتواجد بالمدينة وجميع ماقد أُشيع منفي جملة وتفصيلاً ولا يتعدى حدود التحريض والتجييش على المدينة الآمنة".
وختم البيان" وعليه فإننا نحذر النظام الأسدي من وقوع أية كارثة إنسانية في المدينة التي بلغ عدد قاطنيها من أهل المدينة والاخوة اللاجئين أكثر من نصف مليون نسمة، وندعوه إلى وقف نشر الفتن والشائعات و التحريض على أهالي المدينة الآمنة".
وفي حمص أعلن الجيش السوري الحر بدء معركة جديدة في ريف حمص الشرقي محكماً سيطرته على كتيبة الهجانة في بلدة مهين.
وأفاد الناطق الإعلامي لفوج المغاوير الأول في حمص التابع للجيش الحر حسين زيدان عن بدء معركة جديدة ضد القوات الحكومية في ريف حمص الشرقي، أطلق عليها اسم "أبواب الله لا تغلق".
وأوضح زيدان أن "قوات المغاوير المعارضة تمكنت حتى الآن من تحقيق انتصارات كبيرة فأحكمت السيطرة على السيطرة على كل من بلدات صدد وحوارين ومهين، إضافة إلى تدمير حاجزي بئر الغاز وحاجز المشفى الوطني، والسيطرة على كتيبة الهجانة القريبة من بلدة مهين وعلى مفرزة الأمن العسكري".
وأكد زيدان أن "الجيش الحر استطاع إسقاط طائرة حربية من طراز ميغ، وإعطاب دبابتين وعربة شيلكا وعدد من السيارات الأمنية وقتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية واغتنام أسلحتهم".
وردًا على تقدم الجيش الحر في ريف حمص، قصفت القوات الحكومية بالطيران الحربي وراجمات الصواريخ قرى مهين وحوارين حيث سقط عدد من القتلى وجرح العشرات.
وفي سياق متصل ناشد مجلس التنسيق العسكري في حمص الثلاثاء المؤسّسات الإنسانية في مختلف أرجاء العالم القيام بواجبها "من علاج المرضى ومتابعة الجرحى وتقديم المواد الطبية والإغاثية ومختلف الأعمال الإنسانية الأخرى" في حمص.
وبيّن المجلس في بيان أصدره رئيسه عبد القادر جمعة أن المدنيين المتبقين تحت الحصار في حمص يعانون من نقصٍ في المواد الغذائية والطبية ومن القصف اليومي على المشافي والملاجئ والأفران.
وأكّد البيان على التزام المجلس بتقديم كامل التعاون والتسهيلات اللازمة لإتمام مهمّة المؤسسات الإنسانية في مناطق حمص الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وجاء في تقريرٍ سابق أن عشرات الأحياء المحاصرة في مدينة حمص تتعرض بشكل يومي للقصف بكافة صنوف الأسلحة، في ظلّ حصارٍ شديد تطبقه قوات الجيش النظامي على تلك الأحياء. وقد أدّت هذه الظروف إلى شحّ المواد الغذائية، حيث تقف الكثير من أحياء حمص على أبواب المجاعة.
وفي درعا كثفت مقاتلات الجيش الحكومي طلعاتها الجوية الأربعاء فوق عدة قرى من محافظة درعا في الجنوب السوري حيث قصفت أحياءً من مدينة درعا وبلدة نوى وطفس.
ووقعت عدة اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والحكومي في حي المنشية بدرعا البلد، حيث استهدف الجيش الحر حاجز الفندقة بالمدفع b82 بينما ردت قوات الحكومة بالرشاشات الثقيلة.
وتحاول قوات الجيش الحر فرض حصار على حي المنشية تهيئاً لاقتحامه ضمن عملية عسكرية يقوم بها الحر للسيطرة على مواقع الجيش الحكومي داخل مدينة درعا والقطع العسكرية المحيطة بها.
وفي حلب تعرضت بلدة السفيرة في ريف حلب الجنوبي الأربعاء لقصفٍ جويٍ مركّز، إضافةً إلى الاستهداف بقذائف المدفعية المتمركزة في معامل الدفاع القريبة.
وسُجّل فجر الأربعاء سقوط عددٍ من الضحايا بين قتلى وجرحى، وذلك بعد مقتل أكثر من 15 مدنياً الثلاثاء إثر قصف طائرات الحكومة لمخيم الفستق بالقرب من السفيرة والذي يضم النازحين منها.
ووصف ناشطون مدنيون الوضع في السفيرة بأنه "كارثي"، حيث تمّ تدمير غالبية المنازل السكنية فيها نتيجة الاستهداف بكافة أنواع الأسلحة، وخاصة البراميل المتفجرة.
ووجّه الناشطون العاملون في ريف حلب الجنوبي نداء استغاثةٍ إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية لنقل الجرحى في السفيرة إلى المشافي القادرة على استيعابهم وتأمين المتطلبات الإنسانية للنازحين بالقرب من السفيرة.