فاس - حميد بنعبد الله
حاول شاب مغربي ملتح، إضرام النار في المدخل الرئيسي لكلية الشريعة التابعة لجامعة القرويين في مدينة فاس، أمام أعين طلاب وجدوا في المكان، وعلى مرأى ومسمع منهم، لأسباب لا تزال مجهولة وغامضة، فيما فتحت المصالح الأمنية تحقيقا في ظروف وملابسات هذا الحادث الغريب، وفيديو يظهر الشاب وهو بصدد إحراق باب الكلية، نشر في موقع "يوتوب" .وجمع هذا الشاب الذي بدا في حالة غضب شديدة، قشا وبعض الأوراق وأضرم النار فيها، في الوقت الذي تكلف فيه طلبة عاينوا الحادث بتصويره بواسطة هواتفهم المحمولة، ويعتقد أنهم وراء نشر الفيديو في الموقع المذكور، قبل أن ينتبه إلى ذلك ويتعقبهم محاولا الاعتداء عليهم برميهم بواسطة الحجارة، لكنهم فروا خوفا من تعرضهم إلى مكروه.ولم يكتف هذا الشاب، بذلك، بل أمسك بعصا أشعل النار في جهتها العلوية محاولا إحراق لافتة مثبتة في المدخل الرئيسي للكلية، تشير إلى ندوة علمية نظمت بمناسبة افتتاح السنة الجامعية في هذه الكلية الموجودة في موقع إستراتيجي قرب كليتي العلوم والآداب والعلوم الإنسانية في موقع سايس، التابعتين إلى جامعة محمد بن عبد الله في مدينة فاس.وفي الوقت الذي باءت فيه محاولاته إضرام النار في اللافتة، عمد الشاب الذي كان يرتدي لباسا تقليديا مغربيا، إلى إتلاف حاوية نفايات وجدت بالمكان قبل وضعها فوق النار، من دون أن يهدأ إلا بالتوجه إلى باب فرعية للكلية، شرع في ركلها بطريقة هستيرية، قبل أن ينتبه لوجود طلبة يعاينون الحادث، ليتعقبهم وهو يفرون خوفا من بطشه واعتدائهم عليه.وتناقلت صفحات طلبة الكلية المذكورة التي عاشت خلال السنوات الأخيرة على إيقاع تشنج كبير بين عمادتها وبعض الأساتذة، على "فيسبوك"، هذا الفيديو الكاشف لعملية إحراق قض وأوراق أمام بابها، في غياب حراس الأمن الخاص وأمام ذهول الطلاب الذين شوهدوا داخل الكلية وعند بابها الفرعية، دون أن يمنع ذلك استمرار محاولة إضرام النار في الكلية.ويأتي الحادث بعد ساعات قليلة من توصل المصالح الأمنية في المدينة، بإخبارية تفيد بوجود قنبلة قابلة للانفجار في سوق "برج فاس" التجاري الواقع في شارع علال الفاسي، قبل أن يتم التدخل وتكثيف المراقبة ليتضح أن الأمر يتعلق بإخبارية كاذبة فتح في شأنها تحقيق للاهتداء إلى هويات المسؤولين عن هذا البلاغ الكاذب الذي "لا أساس له من الصحة".