فاس- حميد بنعبد الله
يَمثُل شاب مغربي في بداية عقده الرابع في حالة اعتقال، ظهر الأربعاء، أمام غرفة الجنايات الابتدائية في مدينة فاس، حيث يُحاكَم بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت، بعد عام ونصف على قتله يهوديًا مغربيًا مكلفًا بجمع إيجارات منازل ومحلات تجارية عدّة في حي الملاح وفاس الجديد في المدينة القديمة لفاس، عقب نزاع على حصّة إيجارية
.وسبق لهيئة الحكم أن أجّلَت مناقشة الملف في جلستين سابقتين أعقبتا تعيينه، بعد إنهاء قاضي التحقيق في المحكمة ذاتها التحقيق تفصيليًا مع المتهم الموضوع رهن الاعتقال الاحتياطي في سجن عين قادوس، لأسباب مختلفة من بينها تمكينُه من حقه في الدفاع وتعيين محامٍ ينوب عنه في هذه القضية، التي شغلت الرأي العام المحلي والوطني.
ووفد مدير إيجارات بعض محلات ومنازل وأملاك الطائفة اليهودية في مدينة فاس ومدن أخرى بنيامين صريرو، صباح يوم الحادث، على محل يستأجره والد المتهم، مطالباً إياه بأداء حصته الإيجارية بعد تأخره، مهددًا إياه بطرده منه في حالة عدم أداء مبلغ الإيجار، مما أثار غضب الشاب الذي تناول مطرقة كانت في المحل، ووجه بواسطتها ضربات عدّة قوية لرأس الضحية.وسقط الضحية بعد هذا الاعتداء أرضًا ودخل في حالة غيبوبة نُقل على أثرها إلى مستشفى الحسن الثاني في المدينة، حيث تُوفّي متأثرًا بجراحه البليغة، بينما استنفر الحادث الأجهزة الأمنية التي كثّفت من حملاتها التمشيطية بحثًا عن المتهم الذي لاذ بالفرار بمجرد ارتكابه هذا الفعل، قبل أن يتم اعتقاله بعد الحادث بثلاثة أيام في طريقه ماشيًا إلى منطقة قرية با محمد. واختار المتهم قطع المسافة بين فاس وقرية با محمد مشيًا على الأقدام بعدما نجح في الهروب من المدينة، مستغلاً معرفته الدقيقة بدروبها وأزقتها، قبل أن يباغته رجال شرطة وضعوا خُطّة محكمة للإيقاع به بعدما وُوري جثمان الضحية، الذي كان دومًا يترأس الطقوس الدينية اليهودية في المدينة، في المقبرة الإسرائيلية في مدخل حي الملاح، في حضور وفد رسمي مهمّ.