الرباط ـ الحسين ادريسي
دعا رئيس "الفريق الاشتراكي الإسبان" أحمد الزايدي في أعمال المنتدى البرلماني المغربي الإسباني، التي احتضنها البرلمان الإسباني (الكورتيس) قبل أيام، إلى "ضرورة التفكير في تخليص علاقاتنا الثنائية من عدد من الرواسب التاريخية، التي تجثم عليها، ومن ذلك مخلفات احتلال إسبانيا لمناطق في شمال وجنوب المغرب".
وقال الزايدي: إن عددًا من الدراسات بشأن حالات الأمراض في الريف لها علاقة
باستعمال هذه الأسلحة السامة والكيماوية. بحيث تنتشر في الريف أمراض السرطان وأمراض أخرى لها علاقة بهذا النوع من الأسلحة الذي استعملته إسبانيا إبان الفترة الاستعمارية.
ويذكر أن عددًا من المناطق التي تعرضت للقصف بالغازات السامة من قبل الجيش الإسباني لم يتأثر فيها الإنسان فقط، بل أثر على الحياة البيولوجية بشكل عام، كما يظهر من خلال الصورة الخاصة بـ "المغرب اليوم"، بحيث يظهر أحد الجبال غير بعيد من مدينة الحسيمة لم يزل قاحلا، لا ينبت فيه شيء بعد قرابة 100 عام على قصفه.
ويذكر أنه في هذه المنطقة تكبد الإسبان هزائمًا وخسائر كبيرة خلال فترة الاستعمار ما بين بداية ومنتصف القرن الماضي.
واستعصى عليهم هزم المقاومة المغربية باستعمال هذه الأسلحة حتى بعد 100 سنة على بداية الاحتلال وما واكبه، خصوصًا من استعمال لأسلحة فتاكة، بما فيها الكيماوية ضد المقاومة المغربية في الريف خلال عشرينات القرن الماضي، ويعود هذا الملف إلى الواجهة بعد فشل عدد من المحاولات لطرح الأمر من قبل جمعيات المجتمع المدني، إلى أن تبنى الملف نائب برلماني من الريف وفتحه للنقاش في مجلس النواب المغربي،
وها هو الزيدي ينقله إلى الكورتيس الإسباني، بعد أن نفذ وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني وعده بطرح الملف ذاته مع المسؤولين الإيبريين.
وسيكون من باب الشجاعة الفكرية - حسب الزايدي - "الاعتراف اليوم بمآسي صفحة الاستعمار في علاقاتنا"، داعيًا الإسبان إلى إعادة قراءة صفحات الماضي بتعقل، كي نتجه نحو المستقبل على أساس واضح".