الرباط ـ الحسين ادريسي
بعدما تأكد لرئيس فريق "الأصالة والمعاصرة" في مجلس النواب المغربي عبد اللطيف وهبي أن تحالف "الأحرار" مع "العدالة والتنمية" لم يعُد موضع شك، وأن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران استطاع إنقاذ غالبيته، هاجم التحالف واصفًا إياه بـ "الهجين، ويضعنا أمام حالة سياسية عجيبة تثير الكثير من الاستغراب"، مؤكّدًا أنه لم يكن هناك اختلاف بين "الأحرار" والحكومة
إلا على توزيع الكراسي فقط.
وأضاف وهبي خلال برنامج "باريس مباشر" الذي بُث من مقر القناة الدولية "فرانس 24" في باريس، مساء الخميس، أن ما عاشته المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة في نسختها الثانية ليس أزمة سياسية بسبب اختلاف الأطراف المتفاوضة على مضمون البرنامج الحكومي أو الحلول المقترحة لحل الأزمات الكبرى، بقدر ما كان خلافًا حزبيًا على كعكة المناصب الوزارية، وبالتالي فهي مجرد عملية توزيع الكراسي بعيدة كل البعد عن مفهوم التحالف السياسي.
وتساءل وهبي خلال اللقاء ذاته عن طبيعة البرنامج الذي ستشتغل به الحكومة المقبلة، هل هو البرنامج الذي صوتت الغالبية البرلمانية السابقة عليه، وصوت "الأحرار" ضده؟ أم سيستقيل بنكيران ويتم تعيينه من جديد ويأتي للبرلمان ببرنامج حكومي جديد يحظى من خلاله على ثقة البرلمان من جديد؟ وأكَّد وهبي أن هذا الخلل الدستوري الكبير وجب حله وإلا سنعيش العبث السياسي بامتياز.
وأشار وهبي إلى أن رئيس الحكومة أتاح له الدستور الجديد فرصًا عدّة للنهوض بأوضاع البلاد لم يستغلها، مثلما لم يستغل حدث خروج حزب الاستقلال من الحكومة الذي كان عليه تحويله لفرصة جديدة لترميم وتقوية ومراجعة غالبيته، وبناء مؤسسة رئاسة الحكومة بشكل قوي وعلى أحسن وجه، بدل اعتبار كل ذلك مجرد مؤامرة حيكت ضده.