الجزائر- نورالدين رحماني
عبرت قيادة الجيش الجزائري، الأربعاء، عن رفضها لكل التأويلات التي اسمتها "بالمغرضة" التي تسعى إلى زعزعة الاستقرار وزرع الشكوك بشأن وحدته وصلابته وتماسكه، وذلك عقب التغيير الأخير الذي قام به رئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الجزائرية، وزير الدفاع مؤكدة تماسكها به كقائد وحيد للجيش الجزائري، وذلك ردًا على بعض الآراء
التي ارتفعت داخل الجزائر و خارجها و التي ذهبت إلى حد التأكيد على وجود صراع خفي و غير معلن بين الرئيس بوتفليقة و الجنرال قائد جهاز المخابرات الجزائرية محمد مدين، و اعتبرت أن ذلك من وحي الخيال و لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة و طالبتهم بتحري الحقيقة حفاظا على سمعة وقوة مؤسسة الجيش .
وأكدت في افتتاحية مجلة ‘‘ الجيش ‘‘ الناطقة باسمها في الجزائر و الصادرة الأربعاء، أن الإصلاحات التي ادخلها الرئيس بوتفليقة على قيادة المخابرات الجزائرية مرتبطة "بمسار عصرنة واحترافية الجيش الجزائري و الظروف السائدة في المنطقة والمتغيرات الدولية والإقليمية و التي تطلبت إجراء تعديلات على بعض إدارات الجيش الجزائري بما يتناسق مع هذه التحولات ".
وردًا على بعض الآراء التي ارتفعت داخل الجزائر و خارجها و التي ذهبت إلى حد التأكيد على وجود صراع خفي و غير معلن بين الرئيس بوتفليقة، و الجنرال قائد جهاز المخابرات الجزائرية محمد مدين " اعتبرت أن ذلك من وحي الخيال و لا يمت إلى الحقيقة بأي صلة و طالبتهم بتحري الحقيقة حفاظًا على سمعة وقوة مؤسسة الجيش ‘‘.
وبعد أن ذكرت الافتتاحية بأنه "ينبغي علينا أن نتذكر ونقرأ التاريخ قراءة صحيحة ولا نتنكر للحقائق التي لا يمكن إخفاؤها أو طمسها" أكدت أن "الجيش الجزائري كان دائما الصخرة التي تتحطم عليها الأطماع والمؤامرات, و الذي ساهم بشكل حاسم في إنقاذ الجمهورية الجزائرية من الانهيار والسقوط تحت ضربات "الإرهاب" المدمر".
وأضافت الافتتاحية في هذا السياق إن البلاد "تمكنت من استرجاع السلم والأمن والطمأنينة بفضل الإجراءات الحكيمة لرئيس الجزائري و التي أفضت إلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة" معتبرة أن الجيش الجزائري "مؤسسة وطنية جمهورية يؤدي مهمته النبيلة في ظل الاحترام الصارم للدستور والانسجام التام مع القوانين التي تحكم سير مؤسسات الدولة الجزائرية".
و كان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أقدم منذ قرابة الشهر على القيام بتغيرات جذرية على مستوى جهاز الأمن، و الاستعلامات الجزائرية، و المخابرات ربطتها بعض الجهات بالصراع الخفي الذي اندلع بين الرئيس بوتفليقة بعد مرضه و مدير جهاز المخابرات بالجيش الجنرال محمد مدين المدعو ‘توفيق بشأن مدى شرعية و قدرة بوتفليقة على حكم الجزائر و إنهاء عهدته الرئاسية .
يذكر أن تلك التغيرات التي تم بموجبها إنهاء مهام الجنرال بشير طرطاق مدير الأمن الداخلي و مكافحة الجاسوسية، و مدير الأمن الخارجي اللواء رشيد لعلالي المسئول في مديرية الإعلام والعقيد فوزي، و كذا المسؤول عن مديرية امن الجيش على مستوى المخابرات الجزائرية الجنرال مهنا جبار، المديريتان اللتان تم حلهما و جعلهما تحت وصاية وزير الدفاع الفريق ‘‘ قايد صالح بدلا من مدير المخابرات الجنرال محمد مدين المدعو توفيق .