الرباط ـ رضوان مبشور
يسافر رئيس الحكومة المغربية عبدالإله بنكيران، الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة، لحضور اجتماع مع وكالة "تحدي الألفية" الأميركية، وهو ما يعني إرجاء إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة إلى أجل غير مسمى، فيما أثار هذا التأخير استياءً كبيرًا في أوساط مختلف الأحزاب السياسية، التي ودعت إلى الخروج من حالة "الانتظار" التي تشهدها البلاد.
وأكدت مصادر مطلعة، لـ"المغرب اليوم "،
أنه من المرتقب أن يقوم العاهل المغربي الملك محمد السادس، بزيارة عمل إلى الولايات المتحدة، نهاية أيلول/سبتمبر الجاري، يلتقي خلالها بالرئيس الأميركي باراك أوباما، كما سيحضر أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما يعني المزيد من التأخير في إعلان حكومة بنكيران الثانية.
وانتقد القيادي في حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" إدريس لشكر، تأخر الإعلان عن الحكومة الجديد، وقال في لقاء في الناظور (أقصى شمال المغرب)، "هل يقبل العقل أن تظل البلاد من دون حكومة إلى الآن؟"، فيما طالب حزب "التقدم والاشتراكية"، المشارك في الائتلاف الحاكم، بتسريع ترميم الغالبية الحاكمة، ودعا في بيان له، مكونات الائتلاف الحاكم، إلى "الخروج من حالة الجمود والانتظارية التي تخيّم على الحياة العامة في المملكة، من خلال تشكيل الحكومة في أقرب وقت، والعودة إلى وضعية سياسية ومؤسساتية سليمة توفر الشروط التي تسمح باستئناف المدّ الإصلاحي الذي شهدته البلاد"، وكذلك دعا مختلف الفرقاء السياسيين إلى "مراعاة المصلحة العليا للوطن وتجنب الصراعات السياسية".
ولا يزال الأمين العام لحزب "الاستقلال" المغربي (المنسحب من الحكومة) حميد شباط، يصر على تسمية الحكومة الحالية بـ"حكومة تصريف الأعمال"، مؤكدًا أنها "حكومة أقلية، ولا تستوفي الشروط الكاملة لاتخاذ قرارات مصيرية شعبية، في ظل أنها لا تتوافر على غالبية داخل البرلمان المغربي بغرفتيه".
وكشفت مصادر مطلعة من داخل حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، لـ"العرب اليوم"، أن الحزب غير مسؤول عن التأخير في تشكيل الحكومة، ما دامت المفاوضات تتدخل فيها مجموعة من الأطراف، تتمثل في الائتلاف الحاكم، والمُشكّل من "العدالة والتنمية" و "الحركة الشعبية" و"التقدم والاشتراكية"، بالإضافة إلى حزب "التجمع الوطني للأحرار"، مؤكدة أن "الأخير وضع في بداية المشاورات، شروطًا تعجيزية قبل الانضمام إلى الائتلاف الحاكم، كان من الصعب جدًا الاستجابة لها، مما عثّر السير العادي للمفاوضات أكثر من مرة".