تونس_أزهار الجربوعي
رفض الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، وصف حكومة بلاده التي يترأسها القيادي في حزب "النهضة الإسلامي" علي العريض بـ"الفاشلة"، مؤكدًا "أن الحكومة لن تستقيل لمجرد أن المعارضة تريد ذلك"، بينما قدّم خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، مشددًا على أن الحل لانفراج الأزمة يكمن في المُضي نحو إجراء انتخابات في مدة أقصاها 6 أشهر، يشارك فيها الجميع وتكون تحت سقف الدستور وبعد استكمال
جميع فصول مرحلة الانتقال الديمقراطي، يأتي ذلك فيما طالب رئيس الحكومة الأسبق وزعيم حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، بتنحي الرئيس المنصف المرزوقي توازيًا مع تشكيل حكومة جديدة مستقلة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات المقبلة، فيما قال السبسي في اجتماع لحزبه الأحد، أن "الحكومة المستقلة تتطلب رئيسا مستقلا".
وقدّم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي خارطة طريق للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، مشددا على أن الحل لانفراج الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اغتيال المعارض محمد البراهمي في 25 يوليو_تموز الماضي، يكمن في المُضي نحو إجراء انتخابات في أجل أقصاه 6 اشهر، يشارك فيها الجميع وتكون تحت سقف الدستور وبعد استكمال جميع فصول مرحلة الانتقال الديمقراطي.
وأوضح المرزوقي أن الحل السياسي الذي يقترحه يتطلّب الانتهاء من الدستور، إلى جانب تركيز لجنة الانتخابات وتحديد موعد الانتخابات وضبطه بقانون حتى يكون ملزما للجميع ولا يقع تجاوزه.
وأعرب الرئيس المنصف المرزوقي عن رفضه التصريحات التي تعتبر الحكومة "فاشلة"، مضيفا "أنه لا يمكن الحكم على حكومة في ظرف 4 أشهر، في ظل الصعوبات الأمنية والاقتصادية والعقبات السياسية التي تواجهها".وقال الرئيس المرزوقي "الحكومة لا يمكن أن تستقيل لأن المعارضة قررت أنها فاشلة".
وتوقع المرزوقي أن تكون سنة 2014 الأصعب في تاريخ تونس، مشددا على أن "الدورة الاقتصادية للدولة التونسية "مشلولة".
و في المقابل أعلن رئيس حزب "نداء تونس" وزعيم جبهة الإنقاذ المعارضة في تونس الباجي قائد السبسي أن ورقة تسوية الأزمة السياسية التي عرضها الرباعي الراعي للحوار الوطني منقوصة وتشكو من خلل بارز.
وأوضح السبسي خلال اجتماع الهيئة السياسية لحزبه، مساء اليوم الأحد، أن مبادرة المنظمات الراعية للحوار (اتحاد النقابات، اتحاد رجال الأعمال، هيئة المحامية ورابطة حقوق الإنسان)، غيبّت مصير رئيس الجمهورية، مؤكدا أن تنحي الرئيس الحالي المنصف المرزوقي بالتوازي مع تشكيل حكومة جديدة مستقلة ومحايدة، ضروري لضمان نزاهة المرحلة القادمة خاصة وأن البلاد مقبلة على انتخابات رئاسية وتشريعية.
وقال رئيس الوزراء التونسي الأسبق ، "الحكومة المستقلة تستوجب ضرورة رئيس جمهورية مستقل".
وتعتبر هذه المرة الثانية التي يطالب فيها زعيم سياسي في تونس بتنحي الرئيس المنصف المرزوقي، حيث دعا زعيم حزب " النهضة" الإسلامي الحاكم راشد الغنوشي رئيس الدولة إلى الاستقالة من منصبه في صورة تشكيل حكومة جديدة لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، خاصة إذا كان الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ينوي ترشيح نفسه لولاية قادمة.
وأكد رئيس حركة نداء تونس أن المعارضة تطالب برحيل الحكومة لسببين أولهما قانوني ويتمثل في انتهاء فترة العام الأساسية التي تم الاتفاق عليها قبل انتخابات المجلس التأسيسي لتحديد مهام الحكومة، والثاني سياسي وهو فشلها في تسيير دواليب الدولة ومسؤوليتها في تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد.
وتوقّع رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي أن تطول الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، داعيا إلى تشريك الاتحاد التونسي للشغل (كبرى التنظيمات النقابية) واتحاد الصناعة والتجارة (منظمة رجال الأعمال)، في صياغة الحل السياسي والاقتصادي لهدف تخطي الأزمة الراهنة التي مسّت جميع القطاعات الحيوية في الدولة، مشدّدا على أن حزبه سيجتمع مع جبهة الانقاذ لتدارس الحلول الممكنة.
من جانبه ، اتهم الأمين العام لحزب "نداء تونس"، الطيب البكوش حكومة ائتلاف الترويكا (النهضة،التكتل،المؤتمر من أجل الجمهورية) بـ"الفشل، معلنا أن حزبه بصدد تجنيد حوالي 50 ألف شخص، لتكوينهم واعدادهم للانتخابات المقبلة ، مضيفا " الانتخابات ستكون حاسمة ، لا يحق لنا الفشل الذي لن يغفره لنا الشعب ولا التاريخ.."، داعيا القوى السياسية إلى التوحّد لإجبار الحكومة على الرحيل.