القاهرة/سوهاج – أكرم علي/علي رجب/ أمل باسم
القاهرة/سوهاج – أكرم علي/علي رجب/ أمل باسم
شيع رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي، ونائبه الأول الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وكبار المسؤولين في البلاد، جنازة اللواء نبيل فراج، مساعد مدير أمن الجيزة، الذي استشهد، الخميس، متأثرًا بإصابته بطلق ناري أثناء مشاركته في عملية تطهير كرداسة من البؤر الإجرامية.
نعى المفتي السابق للديار المصرية الدكتور علي جمعة شهيد الشرطة نائب مدير أمن الجيزة اللواء نبيل فراج،
وذلك خلال خطبة الجمعة، من مسجد آل رشدان، في مدينة نصر، والذي شهد صلاة الجنازة على اللواء الراحل، وخروج جثمانه إلى مثواه الأخير.
وعلى الرغم من الغياب الواضح لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فقد حضر عدد كبير من قيادات الوزارة الخطبة، وعدد من الوزراء، ومحافظ الجيزة علي عبد الرحمن، ذلك إلى جانب أهل الشهيد الراحل وذويه.
وفي نعيه للواء الراحل، قال جمعة "نودع الشهيد، الذي جاد بنفسه، بعد صلاة الفجر، لأنه يحارب الفساد في الأرض، وقتل غيلة لأنه قال كلمة حق عند سلطان جائر، وبعض الناس يتصورون أن السلطان الجائر هو الحكومة، إلا أن السلطان الجائر في هذا الموقف هو من أرهب المواطنين في كرداسة، وإن اللواء الراحل ذهب ليقول لأوباش كرداسة توقفوا، فإننا نحن نحمي الشعب الكريم، من الأوباش الفجرة، فاستهدفوه فبات شهيدًا، نحسده على مقامه عند الله"، مضيفًا أن "دم شهيد الشرطة في أعناق أوباش كرداسة".
ودعا جمعة المتطرفين، ممن نفذوا الأحداث الدامية في قسم كرداسة، وغيرها من الوقائع، إلى "الاستتابة"، موضحًا لهم أن "الديار المصرية، ومنذ الفتح الإسلامي، لم يقطع فيها يد سارق، ولم يجلد زان، تطبيقًا لتعاليم الإسلام"، مستشهدًا بالحديث النبوي الشريف "ادرءوا الحدود بالشبهات"، مُبينًا أن "درأ الحدود أمر إلهي، خرج على لسان رسول الإسلام"، وكذلك دعا كل من غرر فيهم من الشباب المسلم إلى أن يتوبوا إلى الله، مشددًا على أن "الشعب المصري سيقبلهم إن قبل الله توبتهم"، ومبديًا توقعاته بأنهم "سيحجمون كالعادة عن التوبة، لأنهم يريدون الحكم بسعار لم نره في التاريخ، حتى عند الخوارج".
وبنبرة حزينة، تابع جمعة "13 قتيلاً هم ضحايا قسم كرداسة، قتلتوهم ذبحًا، لماذا، تب إلى الله أيها القاتل المجرم، حتى لو حكم عليك بالإعدام، فإن نار جهنم تنتظرك، إن لم تتوبوا أيها الأوباش القتلة، ورأفة مني أني أصفكم بالأوباش، وبرغم أن الحكم عليكم بالإعدام سيعطيكم فرصة للتوبة، إلا أن واجبي أن أدعوكم للتوبة على كل الأحوال، وأن أبصركم بأنكم قد غرر بكم".
وعن أحداث كرداسة، أوضح جمعة "أمس لم يسقط من الأوباش شخص واحد، وإنما من سقط كان من أهل الإيمان والحق، و برغم ذلك ندعوهم للتوبة من منطلق الواجب".
واختتم جمعة خطبته بالدعاء للفقيد، ولأهله بالصبر والسلوان، وللأمة المصرية، ولرجال الشرطة والجيش بأن يسدد الله خطاهم، ويوفقهم لحفظ أمن مصر.
هذا، في حين طالب خطيب مسجد مصطفى محمود المصلين بضرورة البحث عن الحقائق، وعدم الانسياق وراء الشائعات والفتن، التي من شأنها تكدير السلم والأمن.
كما حذر الخطيب، أثناء خطبة الجمعة، من انحراف درجة الاختلاف في الآراء، والتي تصل في بعض الأحيان إلى قطع صلة الأرحام، والذي وصفه بأنه أمر مرفوض وغير مقبول، داعيًا إلى ترك النقاشات السياسية جانبًا، بعيدًا عن العلاقات الإنسانية بين البشر.
وفي نهاية خطبته، حث المصلين على ضرورة الرجوع إلى أصحاب الرؤى والموضوعية، عند وصول الاختلاف إلى أشده.
فيما حث إمام مسجد الجامع "الأزهر" على عدم إراقة الدماء بين المصريين، في إشارة منه إلى الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة كرداسة، واستشهد الإمام بحديث الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ "دم المسلم على المسلم حرام".
وحدد خطيب ميدان التحرير الشيخ جمعة محمد علي، خلال الخطبة التي ألقاها في الميدان، والتي حملت عنوان "الإرهاب بين الكفر والإيمان"، الفرق بين أن ترهب عدوك في سبيل الله، وبين أن يتحول إرهابك إلى كفر، مستشهدا بالآية القرآنية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به أعداء الله"، موضحًا أن "ما يفعله أنصار جماعة الإخوان المسلمين الآن هو الكفر بعينه"، مطالبًا "الحكومة بإقامة حد الحرابة، وهي القتل على كل من شارك فى مذبحة كرداسة، وإلا لن يغفر لهم الله، وسرعة حل حزب الحرية والعدالة"، مشيرًا إلى أنه "يجب وضع جماعة الإخوان المجرمين على قائمة الإرهاب"، وكذلك طالب لجنة الخمسين بـ"وضع دستور جديد للبلاد، وليس تعديل الدستور السابق، وعدم حذف فقرة الأخذ برأي الأزهر في أمور الشريعة، من الدستور، وكذا المسيحيون واليهود"، موجهًا نداءًا إلى "جبهة الشباب الليبرالي"، التي تطالب بإلغاء المادة الثانية من الدستور، قائلا لهم "توبوا إلى ربكم، واعلمو أن مصر هويتها الإسلام، ولن تتغير ولن تتبدل".
وانطلقت الجنازة من مسجد آل رشدان، في طريقها إلى النصب التذكاري، لبدء الجنازة العسكرية، بمشاركة المسؤولين والمواطنين.
وشارك في الجنازة أيضًا آلاف المواطنين، إلى جانب الآلاف من ضباط الشرطة والمجنديين التابعين لوزارة الداخلية.
وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد جماعة "الإخوان المسلمين"، حيث هتف غالبية المشاركين بأن "الشعب يريد إعدام الإخوان"، ونددوا بما يفعله "الإخوان المسلمين" في البلاد، من نشر حالات الإرهاب والفوضى، وطالبوا بضرروة التماسك ومحاربة "الإرهاب"، وقتل الأبرياء.
وأوفد شيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، وفدًا برئاسة عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر الدكتور محمد مهنا، لتشييع جنازة اللواء نبيل فراج.
وقال الأزهر، في بيان له، أنه يحتسب اللواء فراج عند الله من الشهداء، مؤكدًا استهجانه وتحريمه لتلك "الممارسات والأعمال الإرهابية واستحلال الدم، التي تؤدي إلى اضطراب الأمور وعدم استقرار الوطن".
كما حضر وفد من الكنيسة الكاثوليكية، بقيادة الأنبا بطرس دانيا، الذي أعرب عن غضبه الشديد لوفاة اللواء نبيل فراج.
ورصد "المغرب اليوم" فرض قوات الأمن للتشديدات الأمنية في محيط مسجد آل رشدان، الذي شيعت منه الجنازة في مدينة نصر (شرق القاهرة).
وقامت قوات الأمن بتفتيش جميع الحاضرين للجنازة، وفرضت الأسلاك الشائكة في محيط المسجد، ونشر المدرعات بالقرب منه.
كما حلقت الطائرات العسكرية على ارتفاع منخفض من مسجد آل رشدان لزيادة التأمين، نظرًا لوجود شخصيات مسؤولة في الجنازة، أبرزها رئيس الوزراء ونائبه الفريق السيسي.
وفي محافظة سوهاج، نفى محافظ سوهاج اللواء محمود عثمان عتيق ما قاله مذيع التلفزيون المصري، المعلق على جنازة الشهيد اللواء نبيل فراج، عن نقله إلى محافظة سوهاج، لدفنه في مسقط رأسه، وأكد أن أقاربه سيقيمون مجلس عزاء، مساء السبت، وذلك في حضور المحافظ، ومدير الأمن اللواء إبراهيم صابر.