دمشق - المغرب اليوم، وكالات
بعد ساعات قليلة على اعلان واشنطن وباريس ولندن تأييدها لصدور قرار عن مجلس الامن تحت الفصل السابع يدعم تنفيذ الاتفاق الاميركي - الروسي لتجريد سوريا من ترسانتها الكيميائية. صدر تقرير المفتشين الدوليين حول استخدام السلاح الكيميائي في منطقة الغوطة السورية القريبة من دمشق و الذي أدى الى وقوع مجزرة انسانية و بيئية ضخمة.
ومع أن التقرير الذي أعده البروفسور
الأسوجي آكي سالستروم والذي يتألف من 41 صفحة لم يشر مباشرة بأصبع الإتهام الى أي طرف، كان واضحاً من المعطيات العلمية التي وفرها أن الرؤوس الحربية الكيميائية وضعت على صواريخ حددت عياراتها بدقة، وهي أنطلقت من أحداثيات مناطق تسيطر عليها الوحدات النظامية للجيش السوري.
وخلال جلسة تشاور عقدت على عجل لمجلس الأمس من أجل تسلم التقرير، بدت الصدمة واضحة على وجوه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون والمندوبين الدائمين للدول الـ15 الأعضاء وغيرهم ممن كان ينتظر في الأروقة الجانبية، على رغم الإدراك المسبق للجميع أن الأسلحة الكيميائية تستخدم في الحرب السورية.
وفي رسالة تسليم التقرير الى الأمين العام للأمم المتحدة، كتب سالستروم أن المهمة الأصلية كانت تتضمن توجه المحققين الى كل من مناطق خان العسل والشيخ مقصود وسراقب. ولكن تمّ الإتفاق بين الأمم المتحدة والسلطات السورية على اعطاء الاولوية لحوادث المعضمية في الغوطة، الغربية وعين طرما وزملكا في الغوطة الشرقية.
وقال: "على أساس الدليل الذي حصلنا عليه خلال تحقيقنا في حادث الغوطة: الخلاصة هي أن الأسلحة الكيميائية استخدمت في الحرب الدائرة بين الأطراف في سوريا، وأيضاً ضد المدنيين، بما في ذلك الأطفال، على نطاق واسع نسبياً"، موضحاً أن "العينات الطبية والبيئية التي جمعناها توفر دليلاً واضحاً ومقنعاً على أن صواريخ أرض – أرض تحتوي على غاز الأعصاب السارين أستخدمت في عين طرما والمعضمية وزملكا في منطقة الغوطة الدمشقية". وأضاف أن "هذه النتيجة تبعث فينا أعمق القلق". وأفاد أن المختبرات الأربعة التي حللت العينات تقع في فنلندا وألمانيا وأسوج وسويسرا. وحملت الوثيقة تواقيع سالستروم ورئيس الفريق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية سكوت كيرنس ورئيس الفريق التابع لمنظمة الصحة العالمية موريتزيو باربيشكي.
واستند التقرير الى مقابلات مع ناجين وشهود آخرين وتوثيق للذخائر ومكوناتها الفرعية وعينات بيئية وتقويم لأعراض الناجين ومجموعة عينات من الدماء والشعر والبول. وأعد بناء على قواعد ومعايير دولية محكمة. وشرح أن المهمة تمكنت من جمع "إفادات أولية من أكثر 50 ناجياً بينهم مرضى وعاملون صحيون ومسعفون أوليون" أكدوا بالإضافة الى معلومات أخرى أن "صواريخ أرض – أرض" سقطت على المنطقة "في الساعات الأولى من صبيحة 21 آب". وبعدما عدد الأعراض لدى المصابين، وبينهم مسعفون وأطباء وممرضون، لفت الى أن الأحوال الجوية التي كانت سائدة فجر ذلك اليوم "تضاعف الأثر المحتمل" للسلاح الكيميائي المستخدم. وقال إن "عدداً من صواريخ أرض - أرض قادرة على نقل حمولة كيميائية كبيرة حددت وسجلت"، وأن "العينات أكدت لاحقاً أنها كانت تحتوي على السارين جمعت من غالبية الصواريخ أو شظايا الصواريخ". وأشار الى أن السارين وجد أيضاً في العينات البيئية التي جمعت. كما ظهر أثر غاز الأعصاب في أعراض الناجين.
وأحال الأمين العام للأمم المتحدة التقرير على أعضاء مجلس الأمن وبقية الدول الأعضاء في المنظمة الدولية في رسالة ندد فيها "بأقوى العبارات الممكنة" بما سماه "جريمة الحرب هذه والإنتهاك الخطير لبروتوكول عام 1925 لحظر الإستخدام الحربي للغازات الخانقة والسامة وقواعد الحرب الجرثومية في الحرب والتشريعات الأخرى المرعية في القانون الدولي". ورأى أن على المجتمع الدولي "مسؤولية أخلاقية لمحاسبة المسؤولين ولضمان ألا تعود الأسلحة الكيميائية الى الظهور كأسلوب في الحرب". ووصف انضمام سوريا الى معاهدة حظر تطوير وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها بأنه "تطور موضع ترحيب".