تونس - أزهار الجربوعي
قرّر رئيس الحكومة التونسية علي العريض الترفيع في قيمة المنح العسكرية بالنسبة الى جميع الرتب المتعلقة بالجيوش الثلاثة البرية والبحرية والجوية، يأتي ذلك فيما قام الرئيس التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الدكتور المنصف المرزوقي بزيارة ميدانية لتفقّد المنطقة العسكرية الحدودية العازلة جنوب البلاد على الحدود الشرقية مع ليبيا.وشدد الرئيس التونسي
، خلال حفل أقامه لتكريم شهداء وجرحى الجيش، على أن "بلاده عازمة على دحر المجموعات الارهابية المتسترة باسم الدين، وذلك من خلال إشاعة قيم التسامح وعب تطبيق القانون ونشر التعاليم الصحيحة للإسلام وبواسطة جهود قوى الجيش والأمن".وقد أصدر رئيس الحكومة التونسية علي العريض ،وباقتراح من وزير الدفاع الوطني وبعد مداولة مجلس الوزراء، أمرا بالترفيع في مقادير منحة الكلفة العسكرية المخوّلة للضبّاط وضبّاط الصف ورجال الجيش التابعين لجيوش البر والطيران والبحر.وتتضمّن هذه المنحة ترفيعا في المقدار الشهري للزيادة بقيمة 110 دنانيرابتداء من1 أكتوبر_تشرين الأول 2013، وتشمل كل الرتب العسكرية دون استثناء من فريق أوّل أو فريق أوّل بالبحرية إلى جندي متطوّع أو جندي متطوّع بالبحرية.و يأتي قرار الحكومة التونسية القاضي بالترفيع في حجم المنح العسكرية نظرا لتنامي الأخطار التي يتعرّض لها العسكريون أثناء أداء مهامهم، وعملا على تحسين الوضعيات الاجتماعية للقوات المسلّحة.وفي سياق متصل، سلّمت الحكومة الألمانية الجيش التونسي أكثر من 300 شاحنة و 150 دبابة لمعاضدة الجهود التونسية في مكافحة الإرهاب .وقد تم الإعلان عن هذه المساعدات خلال الزيارة الأخيرة التي أداها رئيس الديبلوماسية الألمانية غويدو فيسترفيله إلى تونس في 14 اب_أغسطس الماضي.من جانبه، أدّى رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة التونسية محمد المنصف المرزوقي زيارة ميدانية لتفقّد عدد من الوحدات العسكرية المتقدمة المرابطة في المنطقة العسكرية العازلة على الحدود الشرقية لتونس مع ليبيا حيث اطلع على ما تقوم به من جهود لتأمين حرمة التراب الوطني والدفاع عن مصالحه الاقتصادية والأمنية والسهر على تيسير حياة سكان هذه المناطق.وأشاد المرزوقي الذي كان مصحوبا بوزير الدفاع الوطني رشيد الصباغ ورئيس أركان جيش البر الجنرال محمد الصالح حامدي، بالتضحيات التي يقدمها عناصر الجيش في الذود عن حمى الوطن وسلامته واستعدادهم اللامشروط للدفاع عن رايته، مؤكدا ثقته "في قدرتهم على التصدي لشبكات تهريب السلع والأسلحة لما تمثله من خطر محدق على الاقتصاد والأمن الوطنيين دون أن يكون لذلك تأثير على حركة التجارة والسياحة بالجنوب التونسي".وتفقد القائد الأعلى للقوات المسلحة التونسية المنطقة العازلة الجنوبية الشرقية التي تشمل كلا من الذهيبة وعقلة حمادة وسيدي الطوي وراس الجدير، عبر الطائرة المروحية التي أقلّته بصحبة وزير الدفاع ورئيس أركان جيش البر ، قبل أن يحط بالثكنة العسكرية ببن قردان وقبلها بموقع الفرقة المتقدمة المتمركزة بالذهيبة الشرقية، حيث تابع الرئيس المنصف المرزوقي مشاغل عناصر الوحدات العسكرية المتواجدة بهذه المنطقة.واجتمع القائد الأعلى للقوات المسلحة لدى وصوله إلى مطار رمادة بآمر اللواء الأول مشاة ميكانيكية وآمر الفيلق الأول الترابي الصحراوي كما كانت له لقاءات أخرى بقادة ثكنة بن قردان وبالقاعدة الجوية بقابس، جنوب البلاد.من جهته، جدّد وزير الدفاع الوطني رشيد الصباغ نفيه بشكل قاطع ما تردّد من أنباء عن وجود قاعدة عسكرية أمريكية بتونس حاضرا أو مستقبلا، مبرزا الأهمية البالغة للقرار الجمهوري الذي أصدره الرئيس المنصف المروقي مؤخرا والذي تمّ بموجبه إحداث مناطق عازلة على الحدود الشرقية والغربية لتونس مع جارتيها ليبيا والجزائر لتأمين حرمة التراب الوطني وفي التصدي للأخطار والتحديات الأمنية التي تواجهها تونس خلال هذه الفترة الدقيقة من تاريخها.وفي سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية التونسية و القائد الأعلى لقواتها المسلحة، محمد المنصف المرزوقي، خلال موكب انتظم بقصر قرطاج لتكريم شهداء وجرحى المؤسسة العسكرية الذين
سقطوا ضحايا لعمليات إرهابيه، أن "بلاده عازمة على دحر المجموعات الارهابية المتسترة باسم الدين عبر اشاعة قيم التسامح بين الجميع، ومن خلال تطبيق القانون ونشر التعاليم الصحيحة للإسلام وبواسطة جهود قوى الجيش والأمن" .كما شدّد المرزوقي على أن "الدولة والمجموعة الوطنية سيواجهان "هذه العصابات الارهابية ومن يقف وراءها من أيادٍ خفية لا تريد الخير لهذا الوطن ولشعبه ولديمقراطيته الناشئة ولمستقبله حيث ستكون المؤسسة العسكرية التي تم إهمالها كثيرا في السابق في صدارة الهياكل التي ستتولى هذه المهمة"، وفق قوله .وأدان رئيس الجمهورية الجرائم الارهابية الفظيعة التي قام بها "شباب فقير مغرر به في حق شباب أخر من بني وطنه ومن نفس طبقته الاجتماعية"، معتبرا أنهم تعرضوا إلى عملية غسيل دماغ بغرس فكرة انهم بأفعالهم الاجرامية تلك يمارسون الجهاد ضد طواغيت لا وجود لهم إلا في أذهانهم الجوفاء وغير مدركين انهم بصنيعهم ذلك اقحموا في باب الارهاب دون وعي"، على حد وصفه.وأضاف أن "هؤلاء الشباب من المجموعات الارهابية عوض إن يزرعوا الزيتون زرعوا الألغام، وعوض ان يصنعوا الحياة يقومون بصناعة الموت، وعوض ان يزرعوا المحبة يقومون بزرع الكره".وتوجه الرئيس التونسي للعناصر المتطرفة بالقول "أين هم الطواغيت الذين تعتقدون في وجودهم؟...هل افعالكم الارهابية من تعاليم الاسلام الحنيف ..تيقنوا ان افعالكم لا علاقة لها بدبينا الاسلامي السمح..ولا بعقيدتنا القائمة على التسامح والتحابب والتآخي"وأبرز الرئيس التونسي أن المؤسسة العسكرية ستعود إلى دورها الطبيعي في الدفاع عن حرمة الوطن، مشيرا إلى أن رعاية ابناء عائلات شهداء وجرحى الجيش الوطني ستنضاف إلى الأعباء المحملة على عاتق هذه المؤسسة التي لن تتأخر عن اداء واجباتها.من جهة أخرى، اعلن الرئيس التونسي أنه أمر ببعث هيئة من وزارة الدفاع الوطني مكلفة بالاهتمام بأبناء وعائلات شهداء وجرحى الجيش الوطني إلى جانب فتح الاكتتاب في الحساب الجاري المخصص لأبناء المؤسسة العسكرية، متوجها لعائلات شهداء وجرحى المؤسسة العسكرية بالقول "أبناؤكم هم ابناء الوطن وتضحياتهم لن تذهب سدى"كما حثّ القائد الأعلى للقوات المسلحة الشباب التونسي على الإقبال على اداء الخدمة العسكرية لأن حماية الوطن هي مسؤولية الجميع والذود عنه حماه شرف لكل تونسي، وفق تعبيره.