بيروت ـ رياض شومان
فيما أعلن رئيس الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، هاري ريد، عن إرجاء التصويت بشأن شن ضربة عسكرية على سورية الى يوم غد الاربعاء، تعاملت الادارة الاميركية بحذر كبير وتشكيك مع الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتخلى سورية عن ترسانتها الكيميائية تمهيدا لتدميرها وتوقيع معاهدة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية.
وصرح الرئيس الاميركي باراك اوباما في سلسلة من المقابلات التلفزيونية في سياق الحملة التي يخوضها من اجل كسب التأييد في الكونغرس ولدى الرأي العام لخيار الضربة العسكرية لسوريا، بان الاقتراح الروسي ربما انطوى على احتمالات ايجابية، ولكن ينبغي التعامل معه بتشكيك.
وقال لشبكة "إن بي سي": "هذا يمثل تطورا ايجابيا محتملا"، مضيفاً ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيبحث مع روسيا في مدى جدية هذا العرض. واوضح انه كان يفضل حلاً ديبلوماسياً للأزمة عوض اللجوء الى القوة.
وفي مقابلة مع شبكة "سي ان ان" قال ان "الاقتراح الروسي قد يؤدي الى تجنيب سوريا الضربة".
وأفاد انه لم يقرر ما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية في سوريا إذا رفض الكونغرس منحه تفويضاً لشن عمل عسكري. وقال: "لن اقول انني واثق من ان الكونغرس سيصوت على استخدام القوة في سوريا".
واشار الى انه ناقش مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة العشرين احتمالات مبادرة ديبلوماسية في شأن سوريا.
ورداً على تهديدات الاسد بالرد على اي هجوم اميركي، قال ان "الاسد لا يملك قدرات عسكرية تهدد جيوشنا".
وقال نائب مستشارة الامن القومي طوني بلينكن ان البيت الابيض سيلقي "نظرة قوية" على الاقتراح، لكنه شدد على ان الولايات المتحدة لا تثق بنيات الرئيس السوري بشار الاسد. وأضاف: "نحن يمكن ان نرحب بقرار لسوريا يتبعه تنفيذ يؤدي الى تخليها عن اسلحتها". وكرر ان حكومته لا تثق بالاسد خصوصاً انه لم يكن يعترف بان سوريا تملك مثل هذه الاسلحة.
ولاحقاً صرح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان الاقتراح الروسي جاء نتيجة "التهديد" الاميركي بضرب سوريا.
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري هو الذي بدأ هذه السلسلة المتلاحقة من المواقف عن الترسانة الكيميائية السورية حين قال في لندن جوابا عن سؤال عما يمكن ان يفعله الاسد لوقف الضربة العسكرية: "طبعاً، يمكنه ان يتخلى عن كامل اسلحته الكيميائية وتسليمها الى المجتمع الدولي الاسبوع المقبل... من دون تأخير وان يسمح باجراء كشف كامل عنها، لكنه لن يفعل، وهذا طبعاً لن يحصل".