الرباط ـ رضوان مبشور
طالب النائب البرلماني عن حزب "الأصالة والمعاصرة" المغربي المعارض المهدي بنسعيد، بضرورة إحصاء سكان مخيمات تندوف المتواجدة على التراب الجزائري، والذي يستقر فيه مجموعة من اللاجئين المحسوبين على جبهة "البوليساريو" الراغبة في الانفصال عن المغرب.
جاء ذلك خلال مشاركة بنسعيد، في فعاليات مجلس أوروبا بشأن مساهمة البرلمانات في حل نزاع الصحراء، المنعقد في مدينة ستراسبورغ
الفرنسية، طيلة الأسبوع الجاري،
ودعت السلطات المغربية مرارًا سلطات الجزائر إلى ضرورة إحصاء سكان مخيمات "تندوف"، لا سيما أن المخيمات توجد فوق أراضيها، فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء، الجزائر بإجراء إحصاء شامل لسكان المخيمات، حيث أكد التقرير الأخير الصادر في 8 نيسان /أبريل الماضي، والذي أعده المبعوث الأممي لحل نزاع الصحراء كريستوف روس، أن "إحصاء سكان مخيمات تندوف يعتبر شرطًا أساسيًا لتمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أداء مهامها في حماية اللاجئين، وتقديم المساعدات الضرورية لهم، وفق ما ينص عليه اتفاق1951".
وورد في التقرير الأممي في فقرته 88، والتي تحدثت عن اللاجئين في مخيمات تندوف، أن "المفوضية السامية للاجئين ستواصل التباحث مع البلد المضيف (الجزائر) بشأن إحصاء سكان مخيمات اللاجئين في تندوف"، في حين قدّرت المفوضية السامية للاجئين في العام 2010، عدد سكان مخيمات تندوف بـ80 ألف لاجئ، بعد استعانتها بصور جوية للمخيم، وهو التوجه ذاته الذي ذهب إليه القيادي السابق في جبهة "البوليساريو" أحمدو ولد سويلم، الذي يشغل منصب سفير المغرب في مدريد، والذي أكد أن "مجموع عدد اللاجئين في مخيمات تندوف لا يتجاوز 50 ألف لاجئ".
وقال مجموعة من قياديي جبهة "البوليساريو"، إن عدد سكان المخيمات يفوق 200 ألف لاجئ، غير أن سلطات الرباط اعتبرت الرقم مبالغًا فيه، واتهمت "البوليساريو" بتضخيم الأرقام، بغرض الحصول على مساعدات دولية أكثر، وهو ما أشارت إليه مجموعة من التقارير الإعلامية والاستخباراتية الدولية.
وطالب المفوض الأممي السامي للاجئين أنطونيو غوتيريس، في أكثر من مرة، سلطات الجزائر وجبهة "البوليساريو" بالسماح للمفوضية بإجراء إحصاء شامل للاجئي المخيمات، غير أن هذا الطلب قوبل بالرفض من الطرفين على حد سواء، رغم شرعية هذا المطلب دوليًا.