الرباط ـ محمد لديب
شنّ حزب "الاستقلال" المغربي، هجومًا غير متوقع على وزير التعليم محمد الوفا، متهمًا إياه بارتكاب مجموعة من المخالفات في طريقة تدبيره للدخول المدرسي بالنسبة لأساتذة التعليم الإبتدائي والثانوي، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى المشهد السياسي في المملكة. وقد انصب هجوم "الاستقلال على محمد الوفا، بشأن الميثاق الوطني للتربية والتكوين انطلاقًا من صفحته الرسمية على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"،
حيث تبنى الحزب موقفًا يتهم وزير التعليم المغربي بخرقه لهذا الميثاق، بعد أن حدد تاريخ توقيع محاضر الدخول بالنسبة للأساتذة بمختلف أسلاك التعليم، الأربعاء الأول من أيلول/سبتمبر، وأرغم رجال التعليم على الحضور، الثلاثاء، لتوقيع المحضر المذكور"، فيما أفرد الحزب حيزًا مهمًا على صفحته، ليؤكد أن "الوفا تجاوز الوثائق المرجعية والإطارية التي ينبغي الاستناد عليها في كل قرار يصدر عنه في تدبير الشؤون التربوية والتعليمية في وزارة التربية الوطنية، وأن الوزير، الذي تمت إقالته من عضوية (الاستقلال) عقب عدم امتثاله لقرار الحزب بالانسحاب من الحكومة التي يقودها حزب (العدالة والتنمية)، رافضًا تقديم استقالته، قد تجاوز مقتضيات الميثاق بشأن العطل المدرسية بدورها، ولم يتم إخضاعها لخصوصية كل جهة".
وتواصل الهجوم على الوزير الوفا، بنشر بيانات نقابات أساتذة ومفتشي التعليم على صفحة "فيسبوك" الخاصة بالحزب، والتي يلوحون فيها بالدخول في إضرابات عن العمل، انطلاقًا من الشهر المقبل، وأوردت الصفحة أن "مجلس الوطني لنقابة مفتشي التعليم في المغرب، قرر خوض وقفة احتجاجية إنذارية في الثالث من الشهر المقبل أمام مقر وزارة التربية المغربية في الرباط، لمطالبة الوزارة بإجراء حوار جدي، من أجل معالجة منصفة للملف المطلبي لهيئة التفتيش في شموليته، ولا سيما موقع هيئة التفتيش والدرجة الجديدة في إطار مرسوم جديد، ومعادلة الدبلوم، والتعويض عن التدريب، والحركة الانتقالية”.
وعلق رئيس "المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات" عبدالرحيم منار السليمي، على هذا الهجوم الذي يقوده حزب "الاستقلال" على الوفا بـ"الأمر العادي"، حيث قال في تصريح خاص إلى "المغرب اليوم"، "إن لإشكال المطروح حاليًا هو مدى شرعية استمرار محمد الوفا في الاضطلاع بمنصبه كوزير للتعليم، وأن تمرد محمد الوفا على حزبه يُعتبر سابقة من نوعها، لم تحدث أبدًا في تاريخ السياسي المغربي، وأعني هنا تمسك وزير بمنصبه الحكومي وتمرده ضد حزبه".
وتوقع السليمي، أن يواصل حزب "الاستقلال" هجومه ليس فقط على محمد الوفا "الوزير المتمرد على قيادات حزبه"، بل سيصعّد من وتيرة هجوماته على رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران وحزب "العدالة والتنمية" عمومًا، مضيفًا "لا يجب أن ننسى أن حزب (الاستقلال) تقلد وزراؤه مناصب حكومية عدة لسنوات، وهذا يعني أنهم يملكون ملفات مؤثرة ستكون حاسمة خلال المرحلة، التي سيظل فيها (الاستقلال) في المعارضة، وأن هناك مؤشرات باستعداد الحزب لتوظيف ملفات ساخنة ضد بنكيران في الأسابيع القليلة المقبلة، مباشرة بعد الدخول البرلماني الخريفي، وسيستعين الحزب بخبرة برلمانييه لتشكيل معارضة قوية، وما يميز (الاستقلال) هو توفره في مجلسي النواب والمستشارين على برلمانيين شباب ومحترفين سياسيًا، وهذا يعد بالكثير من المفاجآت في الأسابيع المقبلة".