دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت الأمم المتحدة، تأجيل زيارة فريق الخبراء الذي يحقق في استخدام السلاح الكيميائي في ريف دمشق، إلى الأربعاء، لتحسين جهوزيته وسلامة أفراده، فيما قال وزير الخارجية السورية أن دمشق ستواصل الحملة العسكرية رغم احتمال وقوع ضربات أجنبية، معلنًا إرجاء مهمة المفتشين الأممين لعدم توافر ضمانات من المعارضة المسلحة. ونقلت مصادر حضرت اجتماعًا بين مبعوثين غربيين وائتلاف المعارضة السوري، إن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بأنها تتوقع توجيه ضربة في غضون أيام، في حين قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الثلاثاء، إنه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لعقد جلسة الخميس، لمناقشة الرد البريطاني على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سورية. وأصدرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بيانًا قالت فيه، "بعد الهجوم الإثنين على موكب الأمم المتحدة، توصل تقييم شامل إلى أن الزيارة يجب أن تؤجل ليوم واحد من أجل تحسين الجهوزية وسلامة الفريق، ونظرًا إلى التعقيدات في الموقع، لم يتم تأكيد القدرة على الدخول ولكن من المتوقع الحصول عليها الثلاثاء"، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أطراف الصراع في سورية كافة إلى ضمان مرور آمن للفريق. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق ظهر الثلاثاء، "إن اليوم الثاني لعمل فريق مفتشي الأمم المتحدة في سورية تأجّل حتى الأربعاء بسبب خلافات بين مقاتلي المعارضة بشأن الترتيبات الأمنية، وأن بلاده ستواصل الحملة العسكرية رغم احتمال وقوع ضربات أجنبية، وأنه في حال توجيه ضربة ربما لا فرق بين صاروخ (كروز) وقذيفة (هاون)، وأن الزخم (العسكري) الجاري في الغوطة سيستمر، وأن أية ضربة لن تؤثر على ما يجري في الغوطة"، مشيرًا إلى أن أية ضربة عسكرية غربية ضد سورية ستخدم مصالح إسرائيل والجماعات المرتبطة بــ"القاعدة". وردًا على سؤال عن ماهية الرد السوري على أية ضربة عسكرية خارجية، قال المعلم، "إذا تعرضنا لضربة أمام خياران، الاستسلام أو الدفاع عن أنفسنا بالخيارات المتاحة، ولم أحدد ما هي، وإن ما جرى في العراق ويجري في سورية هو تنفيذ لسياسة منذ العام 2009 للوصول إلى طهران، لذلك هم ونحن في خندق واحد". وعن عمل مفتشي الأمم المتحدة في الأسلحة الكيميائية، توجه وزير الخارجية السوري إلى نظيره الأميركي بالقول "نحن لا نعرقل عمل مفتشي الأمم المتحدة، وأن مهمة المفتشين أرجئت حتى الأربعاء، بسبب عدم تقديم مسلحي المعارضة ضمانات للحفاظ على أمنهم، وقد أبلغونا مساء الإثنين أنهم يريدون التوجه إلى المنطقة الثانية، قلنا لا مشلكة، ونتخذ الترتيبات ذاتها في المناطق التي نسيطر عليها وأمنكم مضمون، فوجئنا الثلاثاء أنهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المنطقة الثانية لأن المسلحين هناك لم يتفقوا في ما بينهم على ضمان أمن هذه البعثة، وتأجل سفرهم إلى الأربعاء"، مؤكدًا "لدينا أدلة على ما جرى حقيقة في الغوطة وسنكشف عنها في الوقت المناسب". وردًا على إعلان الأردن بأن أراضيه لن تستخدم لضرب سورية، أشار المعلّم إلى أن "أمن الأردن من أمن سورية"، مضيفًا عن تأجيل الأميركيين لاجتماع تحضيري مع الجانب الروسي لمؤتمر "جنيف 2"، "شككنا منذ البداية في النوايا الأميركية تجاه المؤتمر". وبشأن العلاقات السورية الروسية، قال المعلم، "إنها علاقات تاريخية ومستمرة، وإن التنسيق على المستوى السياسي مع روسيا يكاد يكون يومي، وأن هناك التزامًا روسيًا سوريًا بتنفيذ العقود العسكرية، وإذا كان توازن القيادة التركية اختل بسبب أحداث مصر، فسيزداد عمقًا تجاه سورية". وقالت مصادر حضرت اجتماعًا بين مبعوثين غربيين وائتلاف المعارضة السوري، إن القوى الغربية أبلغت المعارضة السورية بأنها تتوقع توجيه ضربة في غضون أيام، وأن المعارضة السورية سلمت قوى غربية قائمة بأهداف مقترحة لضربها، فيما نصحت الأخيرة المعارضة بالاستعداد لمؤتمر "جنيف 2"، رغم احتمال شنّ هجوم مرتقب. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الثلاثاء، أنه سيستدعي البرلمان من عطلته الصيفية لعقد جلسة الخميس، لمناقشة الرد البريطاني على الهجوم المفترض بأسلحة كيميائية في سورية، مضيفًا في رسالة نشرها على صفحته على موقع "تويتر"، "سيكون هناك مقترح واضح من الحكومة، وتصويت على الرد البريطاني على الهجمات بأسلحة كيميائية". وقد قطع كاميرون عطلته الإثنين، ليعود إلى لندن، وسيقرر في وقت لاحق الثلاثاءـ إن كان سيدعو البرلمان مبكرًا إلى الاجتماع لمناقشة عمل عسكري محتمل بحسب رئاسة الوزراء، في حين قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للصحافيين، إن القوات المسلحة البريطانية تضع خططًا لعمل عسكري محتمل، ردًا على هجوم كيميائي مفترض في سورية. وأشار المتحدث، إلى أنه "ربما كانت هناك ضرورة إستراتيجية لأن تتحرك بريطانيا سريعًا في مواقف مثل الهجوم الكيميائي في سورية، لكنها لم تتخذ قرارًا بعد، وأن أي قرار سيتخذ سيكون في إطار عمل دولي صارم، وأي استخدام للأسلحة الكيميائية أمر مقيت وغير مقبول تمامًا، والمجتمع الدولي يجب أن يرد عليه"، لافتاً إلى أن بريطانيا تدرس اتخاذ "رد مناسب". وأفاد المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في وقت سابق، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ كاميرون أنه لا يوجد دليل على أن القوات السورية الحكومية استخدمت أسلحة كيميائية ضد المسلحين المعارضين.