دمشق - جورج الشامي
نفى الجيش السوري الحر "ما تردد عن انهيار جبهة الساحل"، مؤكدًا أن "المعارك مستمرة على الجبهات كلها". فيما أعلنت مصادر حكومية سورية أنها "أعادت السيطرة على ريف اللاذقية كله".
أعلن مصدر سوري مسؤول لوكالة الأنباء السورية "سانا" أن "وحدات من الجيش الحكومي أعادت الأمن والاستقرار
إلى قرى الحمبوشية والبلوطة والشيخ نبهان والخراطة والخنزورية وبارودة وجبل الشعبان في ريف اللاذقية الشمالي، بعد أن قضت على إرهابيين تسللوا إليها وارتكبوا فيها أعمال للقتل والسلب".
وأضافت المصادر لوسائل إعلامية موالية أن "الجيش الحكومي أعاد السيطرة على كامل ريف اللاذقية، وطرد الإرهابيين التكفريين كافة" - كما تطلق دمشق على معارضيها -.
ومن ناحيته، نفى المنسق السياسي والإعلامي في الجيش السوري الحر لؤي المقداد "ما يتردد بشأن انهيار جبهة الساحل"، وأكد أن "معارك الجيش الحر مستمرة على الجبهات كلها بالتوازي"، وقال: كتائب الجيش الحر لا تتعامل بمنطق النظام نفسه، الذي يمارس أفعاله على أنه جيش للاحتلال يدمر ويحرق ويقتل لتحقيق انتصارات وهمية بغية الادعاء بأنه سيطر على المناطق".
واعتبر المقداد أن "الجيش الحر يتعامل وفق منطق التحرير، وليس السيطرة، ولن يجرنا النظام إلى معارك وهمية". وأضاف "نعمل وفق برامج وخطط عسكرية، وعلى مبدأ السيطرة والتمركز، ولا تتم معارك إلا بحسب الضرورة، وفي المرحلة المقبلة سنجني النتائج ونحقق انتصارات أكبر".
ولفت المقداد إلى أن "الجيش الحر يتقدم وفق خطط يضعها القادة الميدانيون وقيادة الأركان"، واعدًا بـ "انتصارات على مختلف الجبهات". وتابع: ليعلم نظام بشار الأسد أن ليس هناك أي مكان آمن له، وليس من خطة احتياطية تنجده على الأراضي السورية كلها، فالمعارك مستمرة، وهي عمليات للكر والفر، ومعارك انتشار وفق الخطط الموضوعة والعدة والعتاد وموارد الكتائب وظروف المعارك التي يقدرها القادة الميدانيون"، وأشار إلى "إسقاط الجيش الحر طائرة في ريف اللاذقية".
وأضاف المقداد "لنا في تجربة داريا ودوما وحرستا ومنطق النظام داريا، حررها النظام 80 مرة، ودوما دمرها لإدخال دبابات والتصوير لدقائق ليقول إنه سيطر عليها".
وكان قائد الجيش الحر اللواء سليم إدريس تفقد الأحد الماضي ريف اللاذقية للوقوف على الوضع الميداني، حيث التقى بعض القادة الميدانيين الذين يشتبكون مع قوات الأسد في هذه المنطقة.
لكن نشطاء دخلوا ريف اللاذقية حذّروا على مواقع التواصل الاجتماعي من قصير أخرى، بسبب نقص الإمدادات وقلة التمويل العسكري، وطالبوا بالسلاح النوعي الذي وعدوا به، وأشاروا إلى أن "الثوار يقاتلون في ظروف غير طبيعية، ويستبسلون مع قصف لا ينقطع من قبل الحكومة".
وكان مسؤولون وناشطون سوريون الثلاثاء، أفادوا بأن "قوات الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة، صدت هجومًا لقوات المعارضة ودفعتها إلى التقهقر في المعاقل الجبلية لبلاد العلويين في ريف اللاذقية الشمالي".
وكان الهجوم الذي شنه مقاتلون إسلاميون على الأطراف الشمالية لجبال العلويين المطلة على البحر المتوسط دفع مئات من أبناء القرى العلوية إلى الفرار إلى الساحل.
وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان"، الذي يتخذ لندن مقرًا له: إن القوات الموالية للحكومة استعادت مواقع المراقبة العسكرية كلها، التي سيطرت عليها المعارضة عندما بدأت هجومها قبل أسبوعين، واستعادت السيطرة على 9 قرى علوية.
وأوضح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن أن "الجيش لا يزال يحاول استعادة قريتين، وأن القتال الضاري استمر الإثنين".
وأفادت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" بأن "الجيش تعامل مع آخر المجموعات الإرهابية في المنطقة واستولى على أسلحتها".
وأبلغ مصدر أمني سوري وكالة "الصحافة" الفرنسية أنه "لم يبق سوى استعادة منطقة سلمى الاستراتيجية في ريف اللاذقية المحاذية لتركيا، والتي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في نهاية 2012".
وتحدث ناشطون عن "قتل قوات المعارضة 200 شخص معظمهم مدنيون، وطردها المئات من قراهم في الأيام الـ 3 الأولى للهجوم. كما أسقطت طائرة حربية، استنادًا إلى شريط مسجل، بث الأحد".
وفي إحدى المراحل، قال قائد ميداني للمعارضة: إن المقاتلين وصلوا إلى مسافة 20 كيلومترا من القرداحة مسقط الأسد، والتي فيها ضريح والده الرئيس الراحل حافظ الأسد.