دمشق - جورج الشامي
سيطرت المعارضة السورية المسلحة الاثنين على مبنى الاتصالات بالقرب من ساحة العباسيين وسط العاصمة دمشق، فيما انشق 20 جندياً حكومياً عن قوات الحكومة في معسكر وادي الضيف في إدلب، وفي دير الزور حاولت القوات الحكومية تدمير جسر السياسية الذي يعتبر المعبر الوحيد الذي يصل المدينة بالمناطق المحيطة، أما في اللاذقية اشتدت الاثنين الاشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي وسجل مقتل عدد
من العناصر من الطرفين، وفي إدلب أعلنت ألوية "الحر" عن بدء معركة "كسر القيود عن أريحا الصمود".
وتمكنت كتائب المعارضة في دمشق من تحقيق تقدم كبير عند جبهتي جوبر والعباسيين، وقال ناشطون إن كتائب عدة سيطرت على مبنى الاتصالات بالقرب من العباسيين، واقتحمت مبنى الشرطة في جوبر، كما استهدف المقاتلون حاجز ميسلون في ساحة العباسيين بقذائف هاون محققين إصابات مباشرة.
وتصدت الكتائب لهجوم عنيف لقوات الحكومة عند جبهة مشفى تشرين العسكري، بالتزامن مع اشتباكات مستمرة في جوبر.
ودارت اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة وقوات الحكومة في السيدة زينب، تزامناً مع قصف حكومي استهدف المنطقة، وأكد ناشطون أن أحياء دمشق الجنوبية تعرضت لقصف عنيف بمعدل قذيفة كل دقيقتين، مترافقة مع اشتباكات عند المتحلق الجنوبي.
وتجددت الاشتباكات بين المقاتلين المعارضين وقوات الحكومة في داريا، كما قصفت قوات الحكومة كلاً من داريا ومضايا وجسرين ما أدى إلى خسائر مادية، بالإضافة إلى العديد من الإصابات في صفوف المدنيين.
وبث ناشطون سوريون صوراً لما قالوا إنه قصف صاروخي وإطلاق قنابل ضوئية على مخيم اليرموك في العاصمة دمشق. وأظهرت الصور لحظة القصف بصاروخ قال الناشطون إنه استهدف مبنى برج القاعة داخل المخيم.
وترافق هذا القصف مع انفجار ضخم واندلاع حريق في أحد المباني. وكثفت قوات الحكومة السورية من قصفها للمخيم في الساعات الأخيرة.
وفي إدلب قالت مصادر ميدانية معارضة إن 20 جندياً أعلنوا انشقاقهم عن قوات الحكومة المتمركزة في معسكر وادي الضيف بريف إدلب، تزامناً مع إعلان كتائب معارضة عن بدء معركة جديدة، حيث أعلنت كل من ألوية صقور الشام وحركة أحرار الشام وجبهة النصة وألوية وكتائب شهداء سورية، عن بدء معركة كسر القيود عن أريحا الصمود.
وجاء في بيان إعلان المعركة إنها جاءت "ثأراً لأرواح المسلمين التي أزهقت في المدينة وبخاصة في المجازر الأخيرة التي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء، ونؤكد أننا وإخواننا المجاهدون في جبهة الساحل في خندق واحد، وأن معركة كسر القيود عن أريحا الصمود جزء لا يتجزأ من معركة الأمة لرفع راية التوحيد عالياً".
وتعرّضت أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعرضي في دير الزور لقصف عنيف من قبل مدفعية الجيش الحكومي المتمركزة في الجبل المطل على المدينة بينما استمرت الطلعات الجوية فوق قرى ريف المنطقة.
وكانت قد تعرضت قرية حطلة للقصف في حين حاولت القوات الحكومية تدمير جسر السياسية الذي يعتبر المعبر الوحيد الذي يصل المدينة بالمناطق المحيطة.
بثت تنسيقيات الثورة السورية صوراً من داخل مدينة دير الزور التي ألحق بها قصف قوات الحكومة دماراً كبيراً.
وتظهر الصور أنقاض مستشفى الفرات في المدينة إثر قصف من قوات الحكومة، كما تبين الصور أيضا الأضرار التي لحقت بمعظم أقسامها، وتظهر مشاهد أخرى من ساحة الحرية وشارع حسن الطه في دير الزور حجم الدمار الذي لحق بالمباني السكنية.
وفي اللاذقية اشتدت الاثنين الاشتباكات على محاور الصراع بين الجيشين الحر والحكومي في جبل الأكراد في ريف اللاذقية وبخاصة في جبهة قرية استربة وأوبين وبيت الشكوحي والتي تحولت إلى أرض معارك لم يستطيع أي طرف مقاتل من التمركز فيها حالياً.
وسُجّل مقتل عدد من عناصر قوات الحكومة ومن عناصر الجيش الحر إثر الاشتباكات، كما وقع عدد من عناصر الحكومة أسرى في يد الحر خلال اشتباكات قرية تلا وأوبين.
ويؤمن سلاح الجو السوري حالياً غطاء للقوات الحكومية على الأرض في محاولتها لاستعادة السيطرة على القرى التي دخلتها قوات المعارضة في الأيام الماضية، إلا أن قوات المعارضة ترد بالقصف الصاروخي وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وتتخذ مدفعية الحكومة مرصد كتف جبل صهيون كمركز لقصف الريف المقابل ورد تحركات كتائب الحر المتنقلة بين القرى، إلا أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة وسرعة التحرك والكر والفر يتيح للحر استمرار السيطرة والتقدم والتراجع المتواتر على مختلف الجبهات.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي أن جيش الحكومة استعاد السيطرة على عدد من القرى والبلدات في اللاذقية.
وقال إن الجيش أعاد ما وصفه بالأمن والاستقرار إلى قرى الحمبوشية والخراطة والبلوطة والشيخ نبهان وجبل شعبان وبارودا، وقضى على عشرات ممن وصفهم بالإرهابيين من جنسيات سورية وعربية.