دمشق - جورج الشامي
قتل 18 شخصاً على الأقل في شمال سورية، في هجوم قام به مقاتلون مرتبطون بتنظيم القاعدة على مناطق ذات غالبية كردية، فيما كشف أعضاء في الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض عن تشكيل لجنة مشتركة بين الأكراد والائتلاف لمتابعة الأمور على الأرض داخل سورية وللتفاوض على الانضمام للائتلاف، وسقط 14 شخصاً قتلى وجرح العشرات جراء سقوط قذائف هاون على بلدة المليحة مصدرها القوات الحكومية، في حين أعلن الحر تدمير رتل دبابات تابعة للقوات الحكومية كانت تسير على طريق مطار دمشق، كما استهدف مطار حماة العسكري وحاجز الجمارك، بصواريخ غراد.
وأشار عضو الهيئة السياسية في الائتلاف كمال اللبواني إلى "اجتماع في اسطنبول ضم الهيئة السياسية للائتلاف ووفداً كردياً، أسفر عن تشكيل لجنة مشتركة لمتابعة الأمور على الأرض، وللتفاوض على الانضمام للائتلاف بحضور ممثل عن الخارجية التركية".
وأشار إلى أن "اللجنة تضم ستة من الوفد الكردي، أبرزهم حكيم بشار ومصطفى جمعة، إضافة إلى ستة من الائتلاف، أبرزهم ميشيل كيلو واللبواني".
ومن مهمة هذه اللجنة حل المشاكل العالقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والكتائب المقاتلة في الميدان، حيث لا تزال المعارك مشتعلة في المنطقة ذات الأغلبية الكردية في سوريا، حيث تجددت اليوم السبت المعارك في محيط مدينة رأس العين (سري كانيه) في محافظة الحسكة بين الطرفين.
ونقلت مصادر كردية تشكيل لجنة تقصّي الحقائق شكلها المؤتمر القومي الكردي بهدف الدخول إلى الأراضي السورية لتقصّي حقائق الأحداث الجارية في المناطق الكردية.
وربطت المصادر إرسال اللجنة بتصريحات من رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بإمكانية "دخول قواته إلى المناطق الكردية السورية لمحاربة المتطرفين والدفاع عن الأكراد السوريين في حال ثبوت ارتكاب تلك الجماعات الإسلامية الجرائم والمجازر بحق الشعب الكردي"، ولكن هذه التصريحات من البرزاني لم تلقَ ترحيباً لدى قوات حزب الاتحاد الديمقراطي، لأن حزب الاتحاد لا يقبل أي قوات كردية لا تعمل تحت مظلته.
وضمن السياق نفسه شن مقاتلون يعتقد أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة هجوما جديدا على مناطق ذات غالبية كردية في شمال سورية، في معارك أدت إلى مقتل 18 شخصا على الأقل، ونزوح العديد من السكان، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان السبت.
وأفاد ناشطون بأن المقاتلين يسعون إلى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، والتي طردوا منها الشهر الماضي إثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد.
وقال المرصد "هاجم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام صباح السبت قرية الأسدية على طريق راس العين - الدرباسية والتي يقطنها مواطنون أكراد من الديانة الأيزيدية، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأهالي القرية".
وأشار ناشطون إلى أن اشتباكات متقطعة تدور السبت في محيط بلدتي أصفر نجار وتل حلف القريبتين من رأس العين، وأكدوا أن وحدات الحماية الشعبية الكردية "صدت الهجوم" على المدينة.
وتحدث المصدر عن "تزايد موجة نزوح أهالي المدينة إلى القرى والمدن التركية عبر الحدود، نتيجة الخوف والهلع" جراء القصف.
وشهدت الأسابيع الماضية اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد والجهاديين في شمال وشمال شرق البلاد، ويحاول الأكراد عموما إبقاء مناطقهم في منأى من الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأفاد المرصد السوري بأن 14 شخصاً قتلوا وجرح العشرات جراء سقوط قذائف هاون على بلدة المليحة (جنوب غرب دمشق) مصدرها القوات الحكومية، مشيرا إلى أن الضحايا هم "4 أطفال دون سن السادسة عشرة وامرأة و9 شبان ورجال".
وتحاول قوات الحكومة منذ أشهر السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في محيط دمشق، يتخذونها قواعد خلفية للهجوم على العاصمة.
وسيطر مقاتلو الجيش الحرّ على عدد من المباني في حي القابون في دمشق، وقصف مبنى كان قناصة قوات الحكومة يتمركزون فيه، إضافة إلى تدميره آليات عسكرية.
كما خاض مقاتلو الجيش الحر أيضاً معارك ضد قوات الحكومة ولواء أبو الفضل العباس في حي السيدة زينب، وردّت قوات الحكومة بقصف المنطقة، بالإضافة لحي برزة.
وتحدثت لجان التنسيق المحلية عن إطلاق قوات الحكومة صواريخ أرض- أرض، وقنابل فوسفورية على مناطق في ريف دمشق، وسجلت عدة إصابات في منطقة الزبداني، بعد تعرضها لقصف جوي من قبل قوات الحكومة.
وأعلن الجيش السوري الحر تدمير رتل دبابات تابعة للقوات الحكومية كانت تسير على طريق مطار دمشق، إلا أن مصدرا أمنيا حكوميا نفى صحة ما أعلنه الجيش الحر.
وأفادت لجان التنسيق المحلية استمرار القصف على حي القابون والمليحة، بالإضافة إلى شن هجمات على حي السيدة زينب في دمشق.
وفي العاصمة دمشق، بث ناشطون شريطي فيديو على شبكة الإنترنت، يظهر الأول ما قالوا إنه حريق اندلع في أحد الأبنية السكنية نتيجة القصف المستمر على مخيم اليرموك، بينما أظهر الشريط الثاني ما قالوا إنه دمار كبير لحق بحي القابون شرقي العاصمة، نتيجة اشتباكات وعمليات قصف دخلت شهرها الثاني في هذا الحي.
وذكر ناشطون في شريط مصور أن أفرادا ينتسبون لما يعرف "كتيبة أم المؤمنين"، نفذوا هجمات بالأسلحة والقنابل على مراكز تجمع للجيش الحكومي في حي السيدة زينب في ريف دمشق.
وفي دير الزور شرقي سورية، قال ناشطون وشهود عيان إنهم سمعوا صوت انفجار قوي هز المدينة، ولم يعرف على الفور سبب الانفجار، وفي حلب شمالي سورية، قال ناشطون إن غارة جوية للجيش السوري على حي الكلاسة أسفرت عن مقتل 15 شخصا على الأقل.
وقصف الطيران الحربي السوري قرى ناحية كنسبّا في ريف اللاذقية، شمال غربي سورية، في إطار سعي الحكومة لاستعادة السيطرة على هذه القرى التي يتجمع فيها مقاتلون من المعارضة المسلحة.
وفي شريط مصور، قال ناشطون إن الجيش السوري شن غارات متتالية على قرية سلمى التي تعد أكبر مركز في ريف اللاذقية لتجمع المعارضة المسلحة، ما أسفر عن سقوط قتلى ووقوع أضرار مادية.
وفي موازاة ذلك، أفاد ناشطون سوريون بأن "الجيش الحر استهدف مطار حماة العسكري وحاجز الجمارك، بصواريخ غراد"، وقال عضو مجلس "ثوار حماة"، أبو غازي الحموي، إن كتائب تابعة للمجلس العسكري بحماة استهدفت المطار العسكري بخمسة صواريخ غراد، مما أدى إلى إصابة مقرات داخل حرم المطار وإحداث أضرار كبيرة.
وأوضح أن "مطار حماه يعتبر العصب الرئيس للنظام السوري، فعدا عن استخدامه كمقر للاعتقال يعتبر منصة لانطلاق الطائرات التي تقصف معظم المدن السورية".
وتخوض المعارضة السورية معركة المطارات من أجل تحييد سلاح الجو النظامي عن الصراع العسكري الدائر، إذ تمكن مقاتلوها قبل أسبوعين من الاستيلاء على مطار "منغ" في مدينة حلب.
وفي درعا، تواصلت الاشتباكات بين كتائب "الجيش الحر" والقوات الحكومية في محيط كتيبة الهجانة في درعا، وأفاد ناشطون بأن "الجيش الحر قصف بالصواريخ أماكن تمركز الشبيحة داخل كتيبة الهجانة على الحدود مع الأردن، مما أدى إلى تدمير عربة عسكرية وأجزاء من مبنى الكتيبة، تزامنا مع قصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة نوى في ريف درعا".
وتأتي هذه العملية بعد حصار مستمر للكتيبة من قبل مقاتلي الحر لليوم الثالث على التوالي. كما استهدف الجيش الحر بقذائف الهاون الفوج "175" في ريف درعا.