دمشق ـ جورج الشامي
سقط أكثر من 30 قتيلاً في حي بستان القصر في حلب جراء غارة جوية شنها طيران الحكومة السورية، فيما استمر انقطاع الاتصالات والانترنت عن حلب لليوم السادس في ريف العاصمة، أما في ريف اللاذقية تعرضت معظم قرى جبل الأكراد التابعة لسيطرة المعارضة لقصف جوي ومدفعي عنيف، يأتي ذلك تزامناً مع عدة مظاهرات عمت مدن وبلدات سورية في جمعة أطلق عليها "دعم ثوار الساحل". وشهدت دوما والزبداني والعسالي والقدم في دمشق وريفها، وقلعة المضيق في حماة، والوعر في حمص، ومعربة في درعا، وبنش في إدلب، وعدد من المدن والبلدات السورية الأخرى تظاهرات نادت بإسقاط النظام، وحيّت الجيش الحر، وبخاصة ثوار الساحل. وشنّت الطائرات الحربية التابعة لقوات الحكومة السورية غارة جوية على حي بستان القصر في حلب، وقصفت عدد من المباني السكنية ما أدى سقوط العشرات بين قتيل وجريح، وسوّيت مجموعة من مباني الحي بالأرض إثر الغارة، ولا يزال بعض سكان المنطقة إضافة إلى الناشطين ينتشلون الجثث من تحت الأنقاض في محاولة لإنقاذ العالقين جراء انهيار الأبنية فوقهم. وأُتبع القصف الجوي بسقوط قذيفة "هاون" على القائمين بأعمال انتشال الجثث في المنطقة ما أدى لسقوط عددٍ آخر من القتلى والجرحى، وفي إحصائية أولية لناشطين في بستان القصر، تجاوز عدد القتلى لـ 30 إضافة إلى عشرات الجرحى. ووجه أهالي حي بستان القصر نداءات استغاثة للجهات المعنية لإرسال الآليات لإخراج الضحايا من تحت الأنقاض، وتعاني كامل مدينة حلب وريفها لليوم السادس على التوالي من انقطاع شبكات الاتصالات الأرضية والخليوية والإنترنت كافة بعد أن كانت المعاناة مقتصرة على مناطق محددة وانقطاعات متواترة ومؤقتة. وتتحمل مؤسسات الاتصال التابعة للحكومة مسؤولية الانقطاع بحكم أن مجمل الشبكات في سورية تتبع لإشراف وإدارة مباشرة من الحكومة ولشركات خاصة ترتبط به. وتتخلى غالبية القطاعات العاملة مع المعارضة في حلب عن شبكات الاتصالات الرسمية وتقوم الكتائب المقاتلة بنصب أبراج صغيرة وتمديد شبكات خاصة بها، وتعرضت معظم المقاسم في حلب خلال الاشتباكات بين الجيشين الحكومي والحر للدمار، بينما بقيت بعض أبراج الاتصالات ضمن الخدمة حيث تقوم حركة أحرار الشام الإسلامية بتشغيلها بينما تتحكم الحكومة بقطع الشبكة عنها أو وصلها. وفي اليوم الثالث مما أطلقت عليه كتائب المعارضة اسم معركة "بركان حوران"، والتي تهدف إلى خرق المربع الأمني والسيطرة على مدينة درعا مركز الثقل في المحافظة، تمكنت قوات المعارضة قبل ساعات من السيطرة على حاجز مؤسسة السكر، ولا تزال قوات الحكومة ترسل المزيد من التعزيزات العسكرية من جنود ومدرعات في محاولة منها لاسترجاع هذا الحاجز لأهميته الكبيرة لأنه يعد المدخل الرئيسي للأحياء التي تسيطر عليها الحكومة، ولا تزال الاشتباكات متواصلة في محيط الحاجز وفي المنطقة الصناعية في درعا، ولا تزال قوات المعارضة تقصف بـ "الهاون" وبالرشاشات الثقيلة أكبر مراكز الحكومة وهو فرع الأمن الجوي وحاجز المطاحن. وأغار طيران الـ "ميغ"، صباح الجمعة، على أحياء مدينة درعا مستهدفاً تجمعاً لمنازل المدنيين في حي طريق السد مما أوقع أعداد كبيرة من الجرحى حالة بعضهم خطرة، وتم نقل بعض المصابين إلى المملكة الأردنية لتلقي العلاج. وتستمر مدفعية جيش الحكومة وراجمات الصواريخ دك أحياء مخيم درعا وطريق السد مستهدفةً مقاتلي المعارضة المتمركزين فيها والمدنيين القاطنين هناك. وفي دمشق، تعرّض حي برزة شرق العاصمة دمشق، الجمعة، إلى قصف عنيف من قبل قوات الحكومة باستخدام المدفعية الثقيلة ومدافع مضادات الطيران وقذائف الـ "هاون" مما أسفر عن وقوع دمار كبير في الأبنية السكنية. وبالتزامن مع ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الجيش السوري الحر وعناصر قوات الحكومة المدعومين بعناصر من "حزب الله" اللبناني، أثناء محاولة الأخيرة اقتحام الحي من جهة قيادة الشرطة العسكرية، وطال القصف المدفعي حي القابون المجاور لحي برزة والمحاصَر منذ فترة من قبل قوات الحكومة، مع سماع أصوات اشتباكات متقطعة على أطرافه. وفي الريف الدمشقي، شنّ الطيران الحربي التابع لقوات الحكومة، الجمعة، غارتين جويّتين على مدينة الزبداني، بالتزامن مع تواصل القصف المدفعي عليها من حواجز جيش الحكومة المنتشرة على الجبال المحيطة بها، وأسفر القصف عن سقوط عدد من الجرحى إصابة أحدهم خطيرة، وتمكن الناشطون من إسعاف الجرحى بشكل سريع وإزالة الخطر عن حياتهم وفقاً لمصادر ميدانية، وبثّ ناشطون مقاطع فيديو تظهر الدمار الكبير الذي حلّ بالأبنية السكنية التي طالها القصف. أما في اللاذقية، تعرضت معظم قرى جبل الأكراد التابعة لسيطرة المعارضة في ريف اللاذقية لقصف جوي ومدفعي عنيف، الجمعة، بعد استهداف تلك القرى خلال الأيام الماضية بمجمل أصناف الأسلحة في محاولة من القوات الحكومية لاستعادة السيطرة عليها. ونقل مصدر عسكري من الكتائب المعارضة المقاتلة في ريف اللاذقية أن اشتباكات عنيفة دارت، الخميس، ومستمرة الجمعة، على عدة محاور تترافق مع قصف من دبابات الحكومة ومدفعيته المتمركزة على كتف صهيون وعرامو والبلاطة، بينما لم تستطع قوات الحكومة التقدم أو استرجاع أية نقطة تابعة للجيش السوري الحر خلال الأيام الماضية. ووصف المصدر القصف الذي توجهه الحكومة من مرصد تلا تجاه قرى جبل الأكراد أنه قصف جنوني إضافة إلى القصف الذي تمارسه المروحيات بالبراميل المتفجرة وغيرها والذي استهدف صباح الجمعة بلدة كنسبّا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مناطق في مدينة الميادين في محافظة دير الزور شرق سورية تعرضت لقصف من القوات الحكومية بالصواريخ، وأضاف أن مناطق في مدينة الشحيل في دير الزور تعرضت لقصف صاروخي من قوات الحكومة، من دون أنباء عن إصابات وسط حركة نزوح للأهالي من المدينة.