روما ـ مالك مهنا
اهتزت مشاعر الإيطاليين مع نهاية هذا الأسبوع بوفاة ستة من الشباب المصريين الذين غرقوا أثناء محاولتهم السباحة مسافة 20 ميلاً من قارب صيد خشبي وحتى الشاطئ مدينة كاتانيا في جزيرة صقلية، وكان قارب الصيد الذي كان يحمل أكثر من 100 مهاجر من كل من مصر وسورية جنح بالقرب من منتجع ليدو فيردي الإيطالي. وبدأ المدّعي العام الإيطالي في مدينة كاتانيا التحقيق في الحادث، وقال المتحدث باسم حرس السواحل في كاتانيا إن بعضًا ممن كانوا على ظهر القارب قفزوا إلى المياه بعد جنوح القارب، واختاروا السباحة كوسيلة آمنة للوصول إلى الشاطئ، بينما بقي البعض الآخر على ظهر القارب، وقال أيضًا إن الناجين بلغ عددهم 98 من بينهم 50 طفلاً. ويعتقد بأن الغرقى الستة الذين كانت تتراوح أعمارهم بين 17 و 27 عامًا كانوا لا يجيدون السباحة. وتقول تقارير صادرة عن الأمم المتحدة أن ما يقرُب من 8400 مهاجر ولاجئ سياسي أبحروا إلى سواحل إيطاليا ومالطا، خلال الستة الأشهر الأولى من هذا العام، وأن الكثيرين من هؤلاء قادم من مصر وسورية وغيرهما من بلدان جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية. ومن النادر أن تقترب مثل تلك القوارب إلى السواحل القريبة من المدن الإيطالية الحافلة بالسكان، ويعتقد محققون إيطاليون أن القارب جنح في الاتجاه الخاطئ. وألقت الشرطة الإيطالية القبض على اثنين من المصريين في سن السابعة عشرة للاشتباه في قيامهما بتسهيل عمليات هجرة غير مشروعة، وتخشى السلطات الإيطالية من احتمال أن يكون المهرّبون الذين رتّبوا لتلك الهجرة فرّوا من القارب. ويحاول المدعي العام في كاتانيا جيوفاني سالفي النظر في إمكان توجيه اتهامات بالقتل في ضوء حجم الكارثة، ويقول إن قارب الصيد تمّ جرّه معظم المسافة بواسطة سفينة أكبر وهو يشتبه في وجود شبكة منظمة تنظم تلك الرحلات الكارثية. وأضاف "إن هناك تحقيقات منفصلة سبق إجراؤها من قبل، وتشير إلى تورط شبكات جريمة منظمة محلية في هذا الشأن". وأردف داريغو أن "خفر السواحل قاموا بمحاولات إنقاذ طارئة بعد تلقيهم إنذارات من صاحب منتجع ليدو فيردي عن طريق الشرطة عندما سمع أصوات وصرخات استغاثة بالقرب من الشاطئ". وقام عمال الإنقاذ بنقل الناجين من على ظهر القارب، كما قام بسحب عدد آخر في المياه، وتم إغلاق المنتجع بعد العثور على جثث الغرقى، ودعا مجلس المدينة إلى الحداد، الأربعاء، الذي قد يشهد جنازات الضحايا. وتقول وزيرة الخارجية البريطانية إيما بونينو إنه لا توجد حلول سحرية لتلك الظاهرة التي غالبًا ما تسفر عن فواجع على الشواطئ الإيطالية، وكان الشهر الماضي شهد مأساة 31 فردًا حاولوا الوصول إلى جزيرة لامبيدوسا قادمين من أفريقيا والشرق الأوسط، ويحتمل أن يكونوا قد ماتوا غرقًا. وأكّدت الوزيرة الإيطالية أن هؤلاء الضحايا الذين فرّوا من بلادهم بسبب الجوع أو الحروب أو الاثنين معًا، قد وضعوا مصيرهم في أيدي تجّار الوهم أو بالأحرى تجّار الموت. ويقول أحد الناجين من السوريين في كاتانيا إنه غادر سورية لأنه غير قادر على إكمال دراسته، وقال أيضًا إنه دفع مبلغ 1500 دولار مقابل هذه الرحلة إلى إيطاليا، وإنه لم يكن أمامه خيار غير ذلك. وأضاف أنه كان عليه أيضًا إما أن يقاتل في سورية أو يهرب منها، وقال إنه خاطر بحياته ومدّخراته من أجل أن يعيش.