الرباط ـ رضوان مبشور
ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس مساء السبت في القصر الملكي في الرباط مراسم حفل الولاء، بمناسبة الذكرى ال14 لتربعه على عرش المملكة المغربية في العام 1999 خلفا لوالده الملك الراحل الحسن الثاني، وسط ردود أفعال متباينة بسبب الطقوس المصاحبة له، وبخاصة "الركوع والانحناء" للملك أثناء مبايعته، حيث طالب مجموعة من النشطاء الحقوقيون وبعض الأحزاب السياسية المحسوبة على اليسار بإلغاء هذه الطقوس، معتبرين إياها "مسا بكرامة المواطن المغربي". وكان العاهل المغربي خلال الحفل برفقة ولي العهد الأمير الحسن، وشقيقه الأمير رشيد وابن عمه الأمير إسماعيل، بالإضافة إلى مجموعة من الأمراء. كما حضر الحفل رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ووزراؤه في الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان كريم غلاب ومحمد الشيخ بيد الله، ومستشارو العاهل المغربي، وأعضاء الهيئة الوزارية، والمندوبون السامون، ورؤساء المجالس الدستورية، ورئيس المجلس الملكي للشؤون الصحراوية، ومديرو الدواوين الملكية، وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، والمدير العام للأمن الوطني، وشخصيات مدنية وعسكرية. وعلى عكس الأعوام الماضية لم يتجاوز حفل الولاء لهذه الأعوام سوى 10 دقائق، لكن الحفل مازال محتفظا بالطقوس المصاحبة له، رغم الأصوات التي طالبت في الأعوام الأخيرة بإلغائها وعلى رأسها الركوع للملك، حيث استهل الحفل بتقديم وزير الداخلية امحند العنصر لولاة وعمال الولايات والعمالات والأقاليم (المحافظات) للعاهل المغربي، حيث انحنوا أمامه 5 مرات سيرا على نهج الأسرة العلوية الحاكمة في المغرب منذ القرن ال 17. يشار إلى أن حفل الولاء في المغرب يقام عادة في اليوم الثاني لذكرى عيد العرش الذي يصادف ال 30 تموز/يوليو من كل عام، لكن هذا العام تم تأجيله بسبب تزامنه مع شهر رمضان، للمرة الثانية على التوالي، بعدما تم تأجيله للسبب ذاته العام الماضي، حيث تمت إقامته في ال 21 آب/أغسطس تزامنا مع ذكرى عيد الشباب. ويشكل حفل الولاء بالنسبة للأسرة العلوية الحاكمة في المغرب مناسبة لممثلي الجهات الستة عشر للمملكة لتجديد تشبثهم بالملك والنظام الملكي في المغرب، ومناسبة للتأكيد على الصلة التي تجمع العرش العلوي بالشعب المغربي والمتجدرة عبر التاريخ. وتم تنظيم حفل الولاء لأول مرة في المغرب في العام 1934 في عهد الملك الراحل محمد الخامس، كتحد صارخ للسلطات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية، التي كانت تريد عزل الملك عن شعبه.