تونس - أزهار الجربوعي
خيّمت أحداث الاغتيال السياسي و التطرف التي عاشتها تونس أخيرًا على اليوم الأول لعيد الفطر حيث فضل الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي الاحتفال بالعيد مع قوات الجيش، والأمن الوطني، متوجهًا برفقة كل من وزير الدفاع، وقائد أركان جيش البر إلى الجنوب التونسي لتفقد فيلق البر الصحراوي، داعيًا الفرقاء السياسيين إلى هدنة يومين بمناسبة العيد، في حين أشرف مساء الخميس، على تدشين المركز الحدودي المتقدم في قلعة صابر التي تبعد 200 كم على مدينة رمادة في أقصى الجنوب التونسي، حيث تعرف على مهام مختلف مكوناته، وعلى مهامه التي يأتي في مقدمتها حماية الحدود التونسية،
من جانبه أعلن وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي عن قرار "إحداث منطقة عسكرية في الجنوب التونسي لمراقبة الانتشار غير الشرعي للأسلحة والحد منه"، مشيرًا إلى أن تونس ستنسق مع الجزائر في هذا المجال. هذا و أقامت المعارضة التونسية صلاة العيد في ساحة اعتصام الرحيل أمام "المجلس الـتأسيسي" في حضور عائلات المعارضين محمد البراهمي وشكري بلعيد الذين اغتيلا رميًا بالرصاص في النصف الأول من العام الجاري.
وأدى رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة علي العريض صلاة عيد الفطر في جامع مالك ابن أنس في قرطاج، وسط حضور عدد من الشيوخ ومفتي الجمهورية حمدة سعيد.
ودعا الرئيس المرزوقي الشعب التونسي ومختلف مكونات المجتمع المدني، و الفرقاء السياسيين الى ترك الخلافات جانبًا، والدخول في هدنة بيومين بمناسبــة عيد الفطر المبارك. وأضاف المرزوقي "رغم الأحزان والأحداث في الشعانبي، وما يحدث في تونس فإننا سنتحدى وسنجعل من يوم العيد يوم فرحة وراحة ومناسبة للتخفيف من الاحتقان والتوتر".
كما تمني المرزوقي عيد مبارك للشعب التونسي وعلى رأسهم عائلات الشهداء .
وإثر صلاة العيد، توجه الرئيس التونسي، ظهر الخميس، إلى منطقة رمادة التابعة لمحافظة تطاوين بأقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا، في زيارة تفقدية للفيلق الترابي الصحراوي من عناصر الجيش الوطني ولقضاء العيد معهم، صحبة كل من وزير الدفاع رشيد الصباغ، ورئيس أركان جيش البر محمد الصالح الحامدي.
وأشرف الرئيس التونسي، مساء الخميس، على تدشين المركز الحدودي المتقدم في قلعة صابر التي تبعد 200 كم على مدينة رمادة في أقصى الجنوب التونسي، حيث تعرف على مهام مختلف مكوناته، وعلى مهامه التي يأتي في مقدمتها حماية الحدود التونسية بهذه المنطقة الحيوية من التراب الوطني الموجودة على الحدود الجنوبية لتونس مع الجزائر وليبيا.
وتقدم رئيس الجمهورية بتهانيه الحارة للعناصر التي تعمل بهذا المركز الحدودي بمناسبة عيد الفطر المبارك مثنيا على روح العطاء والبذل ونكران الذات التي يقدمونها فداء للوطن.
كما قام الرئيس التونسي (القائد الأعلى للقوات المسلحة) ، باطلاع الجنود الموجودين في المركز المتقدم لقوات الجيش في منطقة قرعة صابر على مختلف الاجراءات التي سيتم اتخاذها لفائدة عناصر الجيش الوطني سواء عل مستوى التغطية الاجتماعية او منحة الخطر أو على مستوى الدعم اللوجيستي للمؤسسة العسكرية حتى تظل دومًا مؤسسة جمهورية وخير حارس للوطن.
وعلى إثر تفقده لوحدات الجيش، أدى رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي، زيارة تفقد للإدارة العامة لوحدات التدخل فوج الوسط بمدينة سوسة (140 كم جنوب العاصمة التونسية)، حيث تعرف على مختلف التشكيلات الأمنية العاملة بها وعلى الوسائل اللوجيستية الموضوعة على ذمتها لتواصل آداء مهامها على أكمل وجه.
كما تعرف على حيثيات العملية النوعية التي قامت بها قوات هذه الادارة أخيرًا بإيقافها لعدد من المتورطين في علاقة بشبكة متطرفة في تونس مثنيا على الجهود الكبيرة التي يبذلها عناصرها وبقية زملائهم الامنيين في مختلف الوحدات والإدارات العامة في شتى جهات البلاد للسهر على تأمين راحة وأمن المواطنين والتصدي للمخربين في كنف الالتزام والشجاعة.
من جانبه، أعلن وزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي عن قرار "إحداث منطقة عسكرية في الجنوب التونسي لمراقبة الانتشار غير الشرعي للأسلحة والحد منه"، مشيرا الى أن تونس ستنسق مع الجزائر في هذا المجال.
وشدد وزير الخارجية التونسي على أن الوضع الأمني في المنطقة يحتم المزيد من التشاور لمواجهة آفة الارهاب و التصدي لها بقوة، مؤكدا على أهمية التعاون مع ليبيا حول مجمل المسائل الأمنية والتنموية التي تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار.
وعلى الضفة المقابلة وفي معسكر المعارضة، أحيت جبهة الإنقاذ الوطني عيد الفطر بساحة المجلس الوطني التأسيسي ، حيث تم إقامة صلاة العيد ، بحضور ممثلين عن مكونات جبهة الإنقاذ إضافة إلى نواب المعارضة المعتصمين منذ 12 يوما والمطالبين بإسقاط حكومة ائتلاف الترويكا (النهضة، التكتل، المؤتمر) وحل "المجلس التأسيسي".
كما شهدت الفعاليات الاحتفالية التي أقامها معسكر المعارضة التونسي مشاركة عائلات ضحايا الاغتيال السياسي، حيث حضرت بنات وأبناء المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، الذين اغتيلا رميا بالرصاص خلال النصف الأول من العام الجاري.
إلى ذلك توجه وفد من النواب المنسحبين من المجلس الوطني التأسيسي والمشاركين في اعتصام الرحيل بباردو إلى مربع الشهداء بمقبرة الجلاز بالعاصمة لتلاوة الفاتحة والترحم على روح المنسق العام للتيار الشعبي محمد البراهمي وروح الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين شكري بلعيد.
ورغم الظروف العصيبة والمحنة السياسية والتحديات الأمنية التي عاشتها البلاد، مؤخرا، عقب تعرض الجيش التونسي لاستهداف مباشر من عناصر متطرفة متحصنة بجبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية وتجدد عمليات الاغتيال السياسي التي خطفت روح المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، إلا ان التونسيين أصروا على الاحتفال بيوم العيد وعلى التمسك ببريق الأمل والحياة وسط ركام الموت والعنف والارهاب، وقد دعا الأئمة الذين أشرفوا على أداء صلاة العيد في مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية التونسية إلى التسامح والتحابب ونصرة تونس من شبح الإرهاب وكل ما يمس الإسلام وتفويت الفرصة على دعاة الفتنة الذين يرومون الايقاع بين أبناء الشعب والدين الواحد.
ولعل أكثر ما ميز العيد في تونس هذا العام، هو التمركز الكثيف لوحدات وعناصر الجيش وقوات الأمن في مختلف مدن التراب التونسي، فضلا عن مضاعفة عدد الدوريات الأمنية خشية استغلال المتطرفين عطلة عيد الفطر لإفساد فرحة التونسيين .
ورغم أن أغلب لسان حال التونسيين يقول ّعيد بأي حال عدت يا عيد" ، إلا أن مظاهر الحياة مستمرة في بلد أبو القاسم الشابي ، وبين طيات العسر يلوح تشبث بالحياة وأمل في أن يكون الغد أفضل.