غزة ـ محمد حبيب
قال رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية "عندما تحاك المؤامرات ضد مصر والدول العربية والإسلامية نضع أيدينا على قلوبنا". وأضاف هنية، خلال مشاركته حفل تكريم مجموعة من العلماء والدعاة، نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مساء السبت"حين تكون مصر قوية وبعافية وموحدة نحن أقوياء وبعافية، وحين تكون مصر متفرغة لقضايا الأمة نستبشر بالخير والنصر". ودان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر المجزرة التي ارتكبتها الشرطة المصرية المعززة بالبلطجية ضد المعتصمين المسالمين في ميدان رابعة العدوية، مستهجناً في الوقت ذاته اتهام الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي بالتخابر مع حماس. وأكد بحر أن الأوضاع الداخلية في مصر تنجرف إلى درجة عالية من الخطورة وتؤول تدريجياً إلى الحرب الأهلية المدمرة. وشدد على أن دماء الشعب المصري سوف تظل لعنة تلاحق المتجرئين عليها والمتآمرين على إراقتها بدم بارد ثمناً لمخططات انقلابية حاقدة برسم إقليمي ودولي مفضوح. ووصف بحر توجيه لائحة اتهام لمرسي بالتخابر مع حماس بـ" المسخرة والسذاجة السياسية"، مؤكداً أن قطاع غزة ومقاومة شعبنا الفلسطيني لا يلاحقون بتهم التخابر إلا داخل الاحتلال الإسرائيلي. واعتبر هذا الاتهام للرئيس مرسي مؤشراً بالغ الخطورة عن ملامح المرحلة المقبلة وطبيعة المخطط الأسود الذين يتم تنفيذ حلقاته ضد قطاع غزة وأهله ومقاومته الباسلة. وأكد بحر أن قطاع غزة والمقاومة على وجه الخصوص هما جزء أصيل ولا يتجزأ من حركة التحرر الوطني الفلسطيني وأن شعبنا يحصر جهاده وكفاحه ومقاومته داخل الأرض الفلسطينية فقط، داعياً إلى عدم زج قطاع غزة في الشأن المصري الداخلي. وأشار بحر إلى أن حرص غزة على أمن واستقرار مصر يشكل خطاً أحمر غير قابل للتجاوز أو المساس، لافتاً أن إقحام قطاع غزة في الأحداث الدائرة على الأرض المصرية يقف من ورائه جهات سياسية واستخباريه مصرية وإقليمية ودولية تستهدف ضرب مشروع المقاومة والمشروع الإسلامي في المنطقة بشكل عام. وقال إن قطاع غزة ومقاومته تشكلان رأس حربة شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني وممارساته العدوانية على الأرض الفلسطينية المحتلة. ودعا بحر العقلاء في مصر إلى دق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان واحترام الشرعية الدستورية والشعبية وتجريم الاعتداء على المعتصمين المسالمين، وإلغاء الإجراءات الاستثنائية والإفراج عن المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الرئيس المنتخب محمد مرسي والشروع في عملية مصالحة وطنية شاملة بما يفوت الفرصة على العابثين والمتربصين بأمن مصر واستقرارها وريادتها القومية وبما يجنب الشعب المصري الشقيق ويلات حرب أهلية مجنونة يحاول البعض تفجيرها خدمةً لأجندات خاصة ومصالح مشبوهة بعيداً عن متطلبات الأمن القومي المصري والمصالح العليا للشعب المصري. من جهته دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي إلى وقف نزيف الدم البريء وكل أشكال العنف والاعتداء على المعتصمين في مصر. وقال الهندي" إن مصر قلب العروبة والإسلام والتي تتعلق بها وتتابع أحداثها اليوم أفئدة الملايين من شعوب الأمة وبخاصة شعب فلسطين الذي يتمنى لها الخير والعزة والقوة والوحدة والنهضة والحرية". وأضاف" أننا وأمام المشهد المأساوي الذي يدور اليوم في مصر، فإن قلوبنا تعتصر ألماً لإراقة الدماء البريئة في شوارع مصر"، مؤكدا على ضرورة وقف هذا النزيف وكل أشكال العنف. ورأى القيادي بالجهاد أن الاحتكام للشارع باباً لمزيد من النزف وهو لا يخدم مصالح مصر وشعبها, متمنياً أن يتم الاحتكام إلى أصوات العقل والحكمة لعلماء وحكماء مصر وإلى صناديق الاقتراع وإكمال التجربة الرائدة التي بدأتها مصر حفاظا على أمنها ومصالح شعبها. وشدّد الهندي على أننا في نفس الوقت نبرأ بأي طرف في مصر أن يلقي بالأزمة الداخلية على الشعب الفلسطيني ونرى أن إلقاء تهمة التخابر مع طرف فلسطيني يسيء لمصر ولعلاقتها التاريخية مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية. موضحاً أن ذلك يُظهر كأن العلاقة مع فلسطين أو أي طرف فلسطيني تصبح تهمة فيما العلاقة مع العدو الصهيوني لا تمثل أي اتهام. وأكد أن الشعب الفلسطيني وعلى مدار الوقت يدعو لمصر أن يحفظها الله من كل سوء لتكون سندا قويا لكل الأمة كما كانت على مدار التاريخ.