بغداد – نجلاء الطائي
بغداد – نجلاء الطائي
كشف عضو مجلس محافظة ديالى عدي الخدران لجوء تنظيم القاعدة إلى أسلوب جديد لتأمين إدخال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة إلى مراكز المدن وخاصة التي تتميز بوجود إجراءات أمنية محصنة لأجل اختراقها والتسبب بقتل الأبرياء.
وأوضح الخدران في حديث لـ"المغرب اليوم" أن القاعدة تنظيم متحرك يسعى دوما إلى تغير تكيتكاته
الميدانية من أجل تفادي الإجراءات الأمنية والاستمرار في قتل الأبرياء عبر هجمات عدوانية شرسة يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء.
وأضاف الخدران أن" تنظيم القاعدة عمد أخيرا إلى تطبيق أسلوب جديد في تأمين إدخال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة إلى مراكز المدن الرئيسية عبر ما أسماها نزهة الموت والمتضمنة نقل نساء وأطفال هم أسر قيادات أو عناصر في تنظيم القاعدة في نزهة عائلية داخل مركبات مفخخة أو تحتوي على عبوات ناسفة لأجل نقلها من مكان إلى آخر".
وأشار عضو مجلس ديالى إلى أن"أسلوب القاعدة الجديد يراد منه تجاوز السيطرات ونقاط التفتيش الأمنية التي نادرا ما تفتش سيارات عائلية تحوي نساء وأطفال ويسمحون لها بالمرور لأن المعتقد أنه من المستحيل أن تكون تحمل متفجرات قاتلة".
ودعا الخدران "الأجهزة الأمنية إلى توخي الحيطة والحذر والانتباه إلى أسلوب القاعدة الجديد الذي نرجح بأنه الأكثر استخدما من قبل التنظيم في الوقت الحالي للوصول إلى أماكن محصنة أمنيا لأجل قتل الأبرياء".
فيما لم يستبعد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى مثنى التميمي لجوء القاعدة إلى أسلوب نزهة الموت والذي يبين مدى إجرامه وسعيه إلى قتل الأبرياء بالطرق والأساليب كلها".
واشار التميمي إلى أن" القاعدة تنظيم خطير للغاية ويمثل سرطان حقيقي وهو الخطر رقم واحد على الامن العام في ديالى لافتا الى ضرورة إجراء تغييرات دورية على خطط الأجهزة الأمنية لمتابعة أساليبه التي يراد منها زعزعة الأمنية والاستقرار الداخلي".
فيما أقر مصدر استخباري في محافظة ديالى أن" أسلوب نزهة الموت مستخدم بالفعل من قبل القاعدة منذ وقت ليس طويل وهناك العديد من التحقيقات مع معتقلين كشفت بأن بعض السيارات المفخخة جرى إيصالها إلى أماكن آمنة اعتمادا على إطار نقل أطفال ونساء بها كتمويه وتجاوز السيطرات ونقاط التفتيش الامنية".
وبين المصدر أن" التزام أفراد نقاط التفتيش والسيطرات الأمنية بإجراءت التفتيش دون النظر إلى هوية أصحاب المركبات إطار سليم لتحقيق المصلحة العامة وتجاوز أي أساليب قد تلجأ إليها التنظيمات المسلحة من أجل خرق الأجواء الأمنية وقتل الأبرياء".
وأشار عمران حميد العيسى مراقب أمني في بعقوبة إلى ان"القاعدة انشئت خلال فترة سيطرتها على أجزاء واسعة من ديالي نهاية عام 2007 بيئة حاضنة لها في العديد من مناطق المحافظة وأصبحت هناك أسر بأكملها تؤمن بالأفكار الأيدولوجية للتنظيم".
وبين العيسى أن" استخدام نساء وأطفال القاعدة في دعم خطط وعمليات التنظيم إطار طبيعي وهناك الكثير من الأدلة والشواهد عليه تثبت بأن القاعدة لا تتوانى في اللجوء إلى أي أسلوب من أجل تحقيق مآربها حتى ولو فخخت الأطفال الرضع".
وأكد العيسى ان" تكرار مسلسل الخروقات الأمنية بشكل كبير وبخاصة في العاصمة بغداد إضافة إلى ديالى وبقية المحافظات الأخرى يدلل بأن القاعدة وحلفاءها من التنظيمات المسلحة تعتمد بالفعل أساليب جديدة في إدخال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وقد يكون نزهة موت إحداها حسب قوله".
أما جهاد البكري مراقب أمني في بعقوبة فقد أشار إلى أن أسلوب نزهة الموت قد يكون أحد الأساليب المعتمدة من قبل القاعدة لكنه ليس الوحيد المستخدم من قبلها في الوقت الحالي".
وبين البكري أن" الأجهزة الأمنية ضبطت قبل أعوام عدة، في الضواحي الغربية لمدينة بعقوبة عبوات ناسفة ومتفجرات كثيرة موضوعه داخل تابوت كان التنظيم يسعى إلى إخراجها عبر اختراق الحواجز الأمنية إلا أن أحد المنتسبين تبادر إلى ذهنه الشك وبالتالي نجح في اكتشاف ما موجود تحت التابوت واعتقال اربعة من عناصر القاعدة آنذاك.
وأشار البكري إلى أن "حادثة التابوت تدلل على خطورة أساليب القاعدة التي تستخدم من أجل اختراق الحواجز الأمنية بهدف إدخال أو نقل المتفجرات من أجل زعزعة الأمن والاستقرار وقتل الأبرياء.
فيما أقر الناطق الإعلامي باسم شرطة ديالي المقدم غالب الكرخي إلى أن تنظيم القاعدة يحاول بين فترة وأخرى تغير أسلوب عمله من أجل تفادي الوقوع في قبضة القوى الأمنية وهي تكتشف يوميا مخططات وأساليب جديدة للتنظيم ".
وأشار الكرخي إلى أن"الأجهزة الأمنية تحقق نجاحا جيدا في معركتها مع الإرهاب والقاعدة بصورة عامة لكن الأمر يحتاج إلى مساعدة ودعم الأهالي في تأمين المعلومة الصحيحة لأن الإرهاب خطر على المجتمع ووجوده يهدد الجميع دون استثناء".
وتعد القاعدة إحدى أبرز التنظيمات المسلحة في محافظة ديالي منذ أعوام عدة وهي متورطة في أغلب أعمال العنف وبخاصة التفجيرات الانتحارية والمفخخات التي يذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء.