موسكو ـ حسن عمارة
لا يزال العميل السابق للمخابرات الأميركية والمتهم بالتجسس إدوارد جوزيف سنودن، عالقًا في مطار شيريميتييفو في موسكو منذ 25 أيار/مايو 2013، فيما حصل الأربعاء، على ملابس ونسخة من رواية "الجريمة والعقاب"، أثناء لقائه محاميه، ولكنه لا يزال غير مسموح له بدخول روسيا. وذكرت وكالات الأنباء الروسية، في وقت سابق، الأربعاء، أن دائرة الهجرة الاتحادية الروسية قد أصدرت شهادة تؤكد طلبه اللجوء إلى روسيا والسماح له بالمرور من خلال الحدود الروسية، فيما تجمهر حشد كبير من الصحافيين والمصورين في مبنى المطار، تحسبًا لوصول سنودن، ولكن في الساعة 6 مساءً، ظهر المحامي الروسي اناتولي كوشورنا مع طلب اللجوء الذي تقدم به لعبور المنطقة، وقال إن الشهادة لم ترد، وإنه لم يعرف سبب التأخير، وأن المسؤولين أبلغوه أن حالة السيد سنودن "ليست إجراءات اعتيادية"، وأن الأوراق اللازمة للسماح له بمغادرة المطار بحاجة إلى مزيد من الوقت، وأنه التقى بالسيد سنودن وهو في حالة معنوية جيدة، ويريد تعلم الروسية. ورفضت دائرة الهجرة الاتحادية، التعليق على طلب لجوء سنودن، وقد كان يقيم في منطقة العبور الدولي للمطار منذ 23 حزيران/يونيو ، بعد أن سافر من هونغ كونغ قبل خطوة واحدة من طلب تسليمة إلى الولايات المتحدة، في حين أن الإجراءات البيروقراطية قد تكشفت ببطء، وأن المسؤولين الروس، بمن فيهم الرئيس فلاديمير بوتين، ليس لديهم أي نية لتسليمه إلى الولايات المتحدة، وهو الموقف الذي أثار غضب إدارة باراك أوباما. وأصر بوتين، أن وجود سنودن في روسيا لا ينبغي أن يضر بالعلاقات بين البلدين، حتى في الوقت الذي أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس أوباما قام بإلغاء لقاء القمة المنتظر في موسكو في أيلول/سبتمبر، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي، أن وزير الخارجية جون كيري دعا نظيره الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، لمناقشة السيد سنودن بضرورة إعادته إلى الولايات المتحدة للمحاكمة. وقالت السيدة بساكي، إن أي خطوة من شأنها أن تمكن السيد سنودن من مغادرة المطار تكون مخيبة للآمال بشدة، فيما أصدر مسؤولون روس هذا الأسبوع، بيانات تشير إلى أن الولايات المتحدة قد رفضت بشكل روتيني طلبات التسليم من الحكومة الروسية، لإرسال رسالة مفادها أن الأميركيين ليس لديهم الحق في أن يتوقعوا عودة سنودن إلى الوطن. وأخبر كوشرنا حشد الصحافيين، أنه حاول الحصول علي تقرير من دائرة الهجرة خاصة بوضع سنودن، وأنه قضى المزيد من الوقت، ولكن لم يستطع الحصول على شيء، ولم يتم حل المسألة، وأن سنودن يرتدي الملابس نفسها منذ وصول مطار هونغ كونغ، وأنه تم إحضار ملابس نظيفة له، فيما أكد كوشرنا أن سنودن ينوي دراسة الثقافة الروسية، وأنه أعطاه كتاب دوستويفسكي "الجريمة والعقاب"، وأنه من الممتع له أن يقرأ عن من هو راسكولينكوف، وكان يشير إلى بطل الرواية في كتاب روديون رومانوفتش راسكولينكوف، الذي يتعامل مع الألم النفسي والقضايا الأخلاقية. وأضاف كوشرنا، في مقابلة تلفزيونية مع "روسيا 24"، أن سنودن سيجد أن الروايات قريبة من موقفة، وأنه لا يعني تشابة الصراع الداخلي بينهما، ولكنها الكلاسيكية العالمية، وأنها ستكون ممتعه له. جدير بالذكر أن الأميركي سنودن (29 عامًا)عمل خبيرًا في جهاز الأمن القومي الأميركي (NSA)، واعترف في 6/ 6/ 2013 بأكبر سرقة ذات تصنيف سري عال في تاريخ الولايات المتحدة، بتزويده وسائل الإعلام ببرنامج ضخم يحتوي على مكالمات وبيانات مسجلة بشأن مكافحة الإرهاب والاستخبارات المضادة, بالإضافة لبرنامج (PRISM) والذي مكن (NSA) من سهولة الوصول لملفات مهمة موجودة على ONLINE تحوي معلومات لمشتبهين بالإرهاب بموافقة النيابة العامة, وكان هذا البرنامج السري يعمل به منذ ثماني سنوات، وإن ما قام به سنودن يعتبر أكبر اختراق للاستخبارات الأميركية ونشر معلوماته على موقع "WIKILEAKS".