الجزائر - خالد علواش
أكد زعيم "الإخوان" في الجزائر الدكتور عبد الرزاق مقري، الجمعة، ضرورة المرور إلى انتخابات رئاسية نزيهة تمهد للإصلاح والتغيير المنشود من طرف الشعب الجزائري، ووصف رئيس "حركة مجتمع السلم" في كلمة الافتتاح لأشغال دورة المجلس الشوريّ الوطني لـ"حركة مجتمع السلم"، الجمعة، في الجزائر العاصمة، الوضع السياسي في البلاد بـ "المتأزم"، وزاد بعد مرض الرئيس "غموضًا واضطرابًا"
، مشيرًاإلى أن حركته صبرت طويلاً، ولم تر بعدُ أفقًا مفتوحًا في البلد، الذي تحكمه المصلحة الشخصية لـ "التكتلات والزُّمَر وأجنحة الظلام".
وأعرب مقري عن تمنياته بالشفاء للرئيس وسعادته لرجوعه، وقال "لا تسمح لنا أخلاقنا وحياؤنا أن ندخل في الجدال القائم بشأن صحته احترامًا لإنسانيته وأهله"، وأبدى رئيس "حركة مجتمع السلم" عدم رغبة حزبه في الخوض في مسألة مرض الرئيس والحديث عن المادة 88 من الدستور، مكتفيًا بطرح مجموعة أسئلة عن قضايا سياسية قال إنها من صلب صلاحيات الحركة، وعلى رأسها الانتخابات الرئاسية المقبلة، وما إذا كان هذا الاستحقاق سيمر بكل شفافية ونزاهة، ويمهد للإصلاح والتغيير المنتظر.
وتابع "لا نملك أن نتحدث عن المادة 88 من الدستور لأننا لا نعرف وضعه الصحيّ، ولا نملك صلاحية التحقّق من ذلك، لكن هناك ما هو من صلاحيات الحركة، ومنها هل ستكون الانتخابات الرئاسية المقبلة شفافة ونزيهة وفرصة للتغيير، وهل ستكون خطوة لفتح الآفاق السياسية لتحقيق الانتقال الديموقرطي السلس الذي يحفظنا مما حدث ويحدث في بلاد عربية شقيقة، من صراع مرير يُبدّد مُقدَّرات الأمة، ويَفرح به الصهاينة الأعداء".
وفي أولى التوجهات المعلنة من طرف رئيسها الجديد عبد الرزاق مقري تسعى حركة "حمس" لضخ دم جديد في النشاط السياسي، والتأسيس لمكانة جديدة للتيار الإسلامي، وبدا هذا التوجه في خطاب مقري عندما قال "إن أولوياتنا اليوم هي خدمة الوطن وصيانة ثوابته، والحرص على وحدته وتطوّره واستقراره، وإعادة الاعتبار للفعل السياسي وسمعة السياسيين النزهاء والعمل الحزبي الجاد والمفيد، وكذا تشجيع التعايش والتعاون والالتقاء بين مختلف التوجهات والتيارات لتكون الأحزاب فاعلة لا مفعولاً بها مُحرّكة للواقع لا متحركة بالإيعاز"، ودعا إلى منافسة شريفة قائلاً "يجب أن يكون التنافس بيننا وبين بني وطننا شريفًا مبنيًا على الأفكار والبرامج لا تتدخل فيه القوى الخفيّة أو المؤسّسات التي لا علاقة لها بالشأن السياسي حتى نؤمّن مستقبل الحريات والديمقراطية، التي ما زلنا بعيدين عنها".
وتطرّق مقري إلى تخبّط أحزاب السلطة ودخولها في أزمات كبيرة، بعد انهيار التحالف الرئاسي وخروج "حمس" من الائتلاف إلى المعارضة، مشيرًا في السياق ذاته إلى استمرار تفرّق الحركات الإسلامية رغم محاولات التقارب التي لم تتجاوز مستوى التناول الإعلامي إلى حد الآن، واعتبر تحالفات السلطة مع أحزاب جديدة في إشارة لحزبي غول وبن يونس فشلت في تحقيق أهدافها، مؤكدًا أن "التأثير الأساسي في المشهد السياسي تصنعه الاهتزازات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية".
وأشار إلى أن الوضع في مصر اليوم شبيه بما حصل في الجزائر بالأمس، قائلاً "في الوقت الذي لا تزال فيه الحشود العظيمة في مصر تضغط بسلمية الاحتجاجات، وتحقق نتائج مبهرة على الأرض رغم صعوبة الظروف والقتل اليومي والاعتقالات بالجملة، انحرفت الأمور في الجزائر في وقت مبكّر ولم يصبح الحديث يتعلق بالسياسة، بل بأخبار الاقتتال والدماء والدموع، وفشِلت كل محاولاتنا المتكررة في رأب الصدع".
وأكد رئيس "حمس" قائلاً "موقفنا هذا الذي وقفناه بخصوص الانقلاب على الشرعية في مصر هو الموقف نفسه الذي وقفناه في الانقلاب على الشرعية في الجزائر سنة 1992، حيث قمنا بإدانة إلغاء الانتخابات التشريعية في بيانات رسمية، وطلبنا في الوقت نفسه من "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" التزام السلمية في الاحتجاج وعدم التصعيد".