الجزائر ـ خالد علواش
دعت أحزاب المعارضة في الجزائر إلى تنظيم انتخابات رئاسية مسبقة، معتبرة صور عودة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة إلى أرض الوطن بعد 88 يومًا من العلاج في باريس، مؤشرًا حقيقيًا على عدم قدرة بوتفليقة على مواصلة مهامه بشكل عادي.
وأثارت صور وبيان الرئاسة الذي كشف أن الرئيس بوتفليقة سيواصل فترة النقاهة
وإعادة التأهيل، العديد من التساؤلات بشأن إمكان انهاء بوتفليقة لعهدته الرئاسية الحالية حتى نيسان/أبريل 2014.
ووصف "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" (الأرسيدي) الذي يقوده محسن بلعباس، الرئيس بوتفليقة عقب ظهوره مساء الثلاثاء، "أنه غير قادر على القيام بالحد الأدنى من واجباته"، وجاء في بيان الحزب "أن شؤون البلد تدار بالوكالة، والجزائريون ومن خلال بعض الصور المقطرة من دون وجود صحافة مستقلة، تأكدوا يقينًا أن رئيس الدولة مريض تمامًا، وجميع البيانات الرسمية المطمئنة لا يمكن أن تكذب هذا الواقع، وندعو إلى إجراء فحص طبي مستقل يكشف حقيقة الحالة الصحية للرئيس ومدى قدرته على مواصلة مهامه بشكل عادي"، معتبرًا أن ما يحدث هو "انتهاك للشرعية الدستورية"، واصفًا صفة بوتفليقة بـ"الرئيس الافتراضي".
وأكد رئيس "الجبهة الوطنية" الجزائرية موسى تواتي، في تصريح صحافي الخميس، أن "الصور وبيان رئاسة الجمهورية مؤشران قويان على الوضعية الصحية الحقيقية للرئيس بوتفليقة، الذي لا يمكنه القيام بمهامه الدستورية"، داعيًا بوتفليقة إلى إعلان عجزه وتنظيم رئاسيات مسبقة، معتبرًا أنّ "رد السلطة للشعب عبر رئاسيات نزيهة يكون السيّد فيها، هي أجمل هدية يقدمها بوتفليقة إلى شعبه".
وطالبت جبهة "العدالة والتنمية" التي يقودها الشيخ عبدالله جاب الله، بكشف حقيقة الحالة الصحية للرئيس، بعد الصور وبيان الرئاسة، وقالت على لسان الناطق الرسمي للحزب لخضر بن خلاف، إنه "على الرئيس مصارحة الجزائريين، ما إن كان يستطيع استكمال عهدته، أو أن يرد المسؤولية إلى الشعب، ويعلن عن انتخابات مسبقة مثلما فعل زروال عام 1998"، متسائلاً إن كان الرئيس بوتفليقة قادرًا على أداء مهامه الدستورية حتى نهاية عهدته الثالثة الحالية.
واعتبرت أحزاب "تكتل الجزائر الخضراء" ( حمس، النهضة، الإصلاح )، أن "الوضع لا يزال غامضًا بعد عودة بوتفليقة الثلاثاء إلى أرض الوطن، وأن الحديث الآن لا يجب أن يرتكز بشأن مدى إمكان بوتفليقة على مواصلة مهامه بشكل عادي"، داعية الأحزاب إلى "إيلاء اهتمامها للرئاسيات المقبلة، وتهيئة الظروف التي تمكن من تنظيم هذا الاستحقاق المهم في أجواء نزيهة، وقطع الطريق أمام السلطة لفرض مرشحها".
وشدد حزب "الجيل الجديد" على ضرورة كشف حقيقة مرض الرئيس للشعب الجزائري، معتبرًا بيان رئاسة الجمهورية الذي يؤكد أن الرئيس سيواصل الخضوع لفترة راحة وتأهيل وظيفي، يفسر عدم قدرة الرئيس بوتفليقة على الاستمرار في منصبه وممارسة مهامه، مؤكدًا على لسان رئيس الحزب سفيان جيلالي، أنّ "هذه المستجدات كافية لأن يفتح الطريق أمام انتخابات رئاسة مسبقة".