دمشق ـ جورج الشامي
هزّ انفجار ضخم مدينة القامشلي في الحسكة السورية، الإثنين، فيما أطلقت "جبهة النصرة" سراح أربعة مواطنين كرد في مدينة رأس العين، في الوقت الذي قصف الجيش الحكومي بعنف ريف اللاذقية وإدلب وريف حماة، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة في حلب، وإطلاق الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على محيط مطار "كويرس العسكري". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن انفجارًا ضخمًا هزّ مدينة القامشلي بالقرب من مدرسة عربستان في الحسكة، الإثنين، وسط أنباء عن انفجار عبوة ناسفة ومقتل طفلة، كما قام أمن المسلمين التابع لـ"جبهة النصرة" في مدينة رأس العين، بإطلاق سراح أربعة مواطنين كرد من مدينة تل تمر، بعد الاعتداء عليهم وتعذيبهم، والذين تم خطفهم قبل يومين، وفي ريف محافظة اللاذقية تعرضت قرى بلدة سلمى إلى إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من قبل القوات الحكومية، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي حلب تعرض حي المعادي للقصف وسط أبناء عن سقوط عدد من الجرحى، فيما تدور اشتباكات في حي جب الجلبي, واندلعت كذلك اشتباكات عنيفة في جبل معارة الارتيق، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على محيط مطار كويرس العسكري، الذي تحاصره قوات المعارضة، في حين تعرضت قرية الحرية في سهل الغاب في ريف حماة للقصف من دون أن ترد معلومات عن خسائر بشرية، ودارت اشتباكات في محافظة درعا بين مقاتلين من المعارضة والقوات الحكومية في حي الجمرك، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر، وفي إدلب تعرضت بلدات وقرى احسم والبارة وكفرنبل ومناطق في مدينة معرة النعمان للقصف من قبل القوات السورية، مما أدى إلى أضرار مادية، كما تعرضت قرية كفربطيخ في ريف مدينة سراقب للقصف بالطيران الحربي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية ,واستشهد مقاتل من الكتائب المقاتلة من بلدة سرمين خلال اشتباكات مع القوات النظامية على طريق أريحا - اللاذقية. وقال ناشطون سوريون، إن القوات الحكومية قصفت الأحد، قرية إنب في ريف إدلب ومناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حمص بالطائرات، في ثاني يوم من هجومها في وسط سورية، وأن مقاتلي المعارضة الذين يدافعون عن وسط حمص القديمة وخمسة أحياء متاخمة صدّوا إلى حد كبير هجومًا بريًا للقوات الحكومية المدعومة بعناصر "حزب الله" اللبناني، لكنهم أبلغوا عن وقوع اشتباكات جديدة وسقوط قتلى داخل المدينة، فيما أفاد الائتلاف الوطني السوري المعارض، في بيان له، أنه يخشى من استخدام القوات السورية الأسلحة الكيميائية في المدينة، بعد إخفاق حملتها في تحقيق أي نتائج مهمة. ويأتي الهجوم بعدما حققت القوات السورية بدعم من مقاتلي "حزب الله" انتصارات في قرى وبلدات في محافظة حمص بالقرب من الحدود اللبنانية، حيث ذكرت مصادر للمعارضة ودبلوماسيون، أن تقدم القوات الحكومية شددت الحصار على حمص وقامت بتأمين طريق رئيس يؤدي إلى معاقل "حزب الله" في لبنان، وإلى قواعد للجيش في المناطق التي يسيطر عليها العلويون قرب الساحل السوري، المدخل الرئيس لتدفق الأسلحة الروسية التي تمنح الأسد ميزة أساسية في القوة المسلحة. وأضاف الناشطون، أنه في دمشق وريفها استهدف "الجيش الحر" قوات الحكومة وعناصر "حزب الله" في منطقة المرج وعند حاجز تاميكو وحاجز طعمة وحقق إصابات مباشرة، كما استهدف الحر مقر الشرطة العسكرية في القابون والفرع 211 وكبدهم خسائر كبيرة، ومركز البحوث العلمية في برزة وقتل عددًا من عناصر الجيش السوري. واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الأحد، توثيق83 قتيلاً، بينهم خمس سيدات وثمانية أطفال وثلاثة تحت التعذيب، وسجلت مقتل 15 في حلب، و14 في إدلب، و12 في دمشق وريفها، و9 في الرقة، وثمانية في كل من درعا ودير الزور، و7 في حمص، و5 في حماة، وقتيلين في كل من الحسكة والقنيطرة، وقتيل في السويداء. وأحصت اللجان 414 نقطة قصف، وسُجلت غارات الطيران الحربي على 41 نقطة، والبراميل المتفجرة سقطت على خنيز في الرقة، وفي قرى جبل الزاوية في إدلب، وكفرزيتا في حماة وشموخ في الحسكة، وماير ودير حافر في حلب، وصواريخ أرض أرض في تل رفعت في حلب، كما جرى توثيق استخدام القنابل العنقودية في كفرزيتا في حماة، والقصف المدفعي سجل في 132 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 121 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 112 نقطة في سورية، فيما اشتبك الجيش الحر مع قوات الحكومة في 160 نقطة. جدير بالذكر أنه قد قُتل ما لا يقل عن 100 ألف شخص منذ اندلاع الانتفاضة السورية في آذار/مارس 2011 ضد حكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود، لتصبح الانتفاضة الأكثر دموية في ثورات "الربيع العربي"، وأثار تقدم القوات الموالية للأسد قلق الداعمين الدوليين لمقاتلي المعارضة، مما دفع الولايات المتحدة إلى الإعلان أنها ستكثف دعمها العسكري للمعارضة.