الدوحة ـ سناء سعداوي
توصل وزراء خارجية دول "أصدقاء سورية" خلال اجتماعهم في الدوحة السبت إلى اتخاذ "قرارات سرية" لتغيير الوضع على الأرض في سورية، حسب ما قال رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، إلا أن الشيخ حمد قال إن 9 دول فقط في المجموعة المكونة من 11 دولة متفقة على الدعم العسكري من خلال المجلس
العسكري للجيش السوري الحر، ما يشير إلى أن مسألة تزويد المعارضة بالسلاح لم تحظ بإجماع الدول "الصديقة للشعب السوري"، فيما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن زيادة الدعم للمعارضة السورية ترمي إلى تعزيز فرص الحل السلمي، مؤكداً أن الدول المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سورية" ستزيد نطاق وحجم الدعم لها.
وقال وزير الخارجية القطري إن الدول الـ11 اتخذت "قرارات خاصة سرية في كيفية التحرك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سورية"، إضافة إلى القرارات المعلنة وأبرزها مطالبة إيران وحزب الله بوقف التدخل إلى جانب القوات الحكومية.
وفي حين أكد الشيخ حمد بن جاسم "أن هناك دولاً مستعدة لتقديم أشياء مهمة للمعارضة السورية"، قال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إن "مؤتمر الدوحة رأى أن يكون الدعم العسكري للمعارضة السورية حسب مبادرة كل دولة على حدة".
ودعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني السبت الحكومة اللبنانية إلى وقف تدخل أطراف لبنانية في الصراع في سورية، معتبراً أن تسليح المعارضة قد يكون الطريق الوحيد لإحلال السلام.
وقال بن جاسم في افتتاح الاجتماع الوزاري لمجموعة "أصدقاء سورية" في الدوحة "ينبغي على الحكومة اللبنانية وقف تدخلات أية أطراف لبنانية في الصراع الدائر في سورية".
وتابع "لم يكن بوسع النظام السوري المضي في سياسته الدموية ونهج المناورة والمماطلة براحه تامة إزاء أية تسوية سلمية للصراع لولا المساعدة والدعم الذي ما زال يناله من قوى إقليمية وعالمية معروفة لديكم وأكبر دليل على ذلك تدخل حزب الله اللبناني".
واتهم النظام السوري باستخدام للأسلحة الكيميائية، معرباً عن مخاوفه من "الأنباء والأدلة على عدم تورّع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه".
ودعا بن جاسم الدول المشاركة إلى العمل على وضع حدّ لما يجري في سورية، قائلاً "لا يخفى عليكم ما أشرت إليه في اجتماع باريس بأن دولكم تدخلت في قضايا كثيرة أقل إلحاحاً من نزيف الدم المستمر في سورية من دون قرار صريح من مجلس الأمن".
وقال "علينا أن نقدم أشكال الدعم كافة لقوى المعارضة لتمكينها من بلوغ أهدافها المشروعة، وكذلك توفير المساعدات الإنسانية السخية للشعب السوري في الداخل واللاجئين منه في الدول المجاورة".
وأضاف أن القوة قد تكون ضرورية "لإحقاق الحق"، وأن التزود بالسلاح واستخدامه قد يكون "الطريق الوحيد لإحلال السلام وبخاصة في الحالة السورية".
وأشار إلى أن الدعم المعنوي وحده للشعب السوري لن يكون كافياً، بل يجب تقديم أنواع الدعم كافة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وللمجلس العسكري الأعلى حتى يصبح قادراً على مواجهة "القوات الحكومية والقوى الإقليمية والعالمية الداعمة له".
وأضاف أنه "من المهم أن يكون واضحاً للجميع بأن دعوتنا لتقديم الدعم المطلوب للمعارضة السورية ومجلسها العسكري هي دعوة نابعة من أهداف إنسانية، لأن هذا الدعم أصبح ضروريا بعد أن أفسد النظام بمراوغاته ومماطلاته وألاعيبه المكشوفة الجهود كلها الصادقة والمخلصة من أجل حل سلمي يحمي سورية ويحقق الطموحات المشروعة لشعبه".
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال قبل افتتاح اجتماع "أصدقاء سورية" السبت إن بلاده لم تتخذ قراراً بتسليح المعارضة السورية.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن زيادة الدعم للمعارضة السورية ترمي إلى تعزيز فرص الحل السلمي، مؤكداً أن الدول المشاركة في مؤتمر "أصدقاء سورية" ستزيد نطاق وحجم الدعم لها.
وشدد كيري في كلمة ألقاها أمام الاجتماع الوزاري لمجموعة الدول الأساسية لـ"أصدقاء سورية" في الدوحة، على أن "زيادة الدعم للمعارضة لا ترمي إلى حل عسكري بل لتعزيز فرص الحل السلمي ودفع الطرفين لهذا الحل".
وأوضح أن الدعم يرمي إلى "إيجاد فرص تمكن من الوصول إلى جنيف 2 وللتعامل مع انعدام التوازن على الأرض وليس بهدف الوصول إلى حل عسكري للأزمة بل بهدف الجلوس على الطاولة والتوصل إلى حل سياسي".
وأضاف أن "قرار تسليح المعارضة السورية، الذي تؤيده حكومته، يجب أن يخضع للنقاش في البرلمان"، موضحًا أن "المفهوم البريطاني للنزاع الدائر في سورية يتركز خصوصًا بشأن تقديم أكبر مساعدات إنسانية، وتشجيع فرص الحل السياسي".
وأكد كيري أن بلاده والدول الأخرى المشاركة في اجتماع السبت ستقوم بزيادة نطاق وحجم الدعم للمعارضة وذلك وفقاً لمقاربة تختارها كل دولة، مشدداً على أن دعم المعارضة "سيثني (الرئيس السوري) بشار الأسد عن الاستعانة بمقاتلين من إيران وحزب الله للقتال في سورية" ذلك أن تحقيق التوازن على الأرض سيشجع على حل سلمي سياسي للأزمة.
وقال وزير الخارجية الأميركي إن بيان مؤتمر "جنيف 1" هو القاعدة الأساسية للحل السياسي في سورية فالجهود كلها ترمي إلى أن يتمتع الشعب السوري بأطيافه كلها بالحرية من دون عنف واضطهاد، مضيفاً "نأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من إحراز تقدم في هذا المجال بما يضمن وقف العنف في سورية وبخاصة وأن المعارضة مستعدة طالما الظروف متوفرة لتنفيذ بيان جنيف 1" .
ولفت كيري إلى أن "زيادة دعم المعارضة السورية جاءت أيضاً بعد أن زاد نظام الأسد من العنف أخيراً بعد الإعلان عن مؤتمر جنيف 2 حيث كانت ردّة فعله بتوسيع مستوى الصراع على النطاق الإقليمي".
وشدد كيري على أن بلاده تؤمن دائماً بتسوية سياسية دائمة، لكنه نبّه من أن "زيادة الدور الإيراني وحزب الله في سورية يحد من فرص السلام إلى جانب استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيمائية".
ويهدف مؤتمر "جنيف 2"، الذي اقترحته واشنطن وموسكو، إلى جمع ممثلين للنظام والمعارضة من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.
وكانت سبقت المؤتمر جملة تطورات سياسية وميدانية، إذ أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في رسالة إلى رئيس مجلس النواب أن بلاده رفعت عدد جنودها في الأردن إلى ألف عنصر، إضافة إلى صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة لأسباب أمنية تتعلق بالوضع في سورية والمخاوف من امتداده إلى الأردن.
بينما انتقدت روسيا، على لسان رئيسها فلاديمير بوتين ووزير خارجيتها سيرغي لافروف "التأهب الأميركي في الأردن، وكذلك تسليح المعارضة السورية، مدافعة في الوقت ذاته عن إمدادها نظام الأسد بالأسلحة".
وكان الجيش السوري الحر أعلن عن وصول كميات من الأسلحة المتطورة إلى مقاتليه.
وأكد المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر، لؤي المقداد أن "من بين تلك الأسلحة دفاعات جوية ومضادات للدروع، وتحدث عن تعهدات من دول أروبية وعربية، بتقديم مزيد من الأسلحة لمقاتليه وفق جدول زمني"، مشيرًا إلى أنه "من شأن هذه الدفعة أن ترجح كفة قوات المعارضة شمالي البلاد".
واعتبر رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سورية باولو بينيرو أن "الحل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في البلاد هو مؤتمر "جنيف 2".. "، داعيًا إلى "مفاوضات حقيقية بين الطرفين".
وكانت مصادر دبلوماسية أكدت أن "اجتماع أصدقاء سورية في الدوحة سيركز على تسليح المعارضة السورية"، غير أن هذه المصادر أشارت إلى أن "هناك عدم توافق بين الأعضاء بشأن نوع الأسلحة التي سيتم تزويد المعارضة بها". وبالإضافة إلى قضية التسليح، تناول الاجتماع الذي شارك فيه وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا والأردن والسعودية وقطر والإمارات وتركيا ومصر، اقتراح عقد مؤتمر جنيف لجمع الرئيس السوري، بشار الأسد، والمعارضة من أجل وضع حد للنزاع المستمر منذ 27 شخصًا وراح ضحيته أكثر من 93 ألف شخص. كما تطرق إلى تدخل بعض الدول الإقليمية في الأزمة السورية، ما أسفر عن تحولها إلى صراع طائفي.
يذكر أنه على صعيد آخر، يضغط وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل تنسيق المساعدات لمسلحي المعارضة السوريين.
ويأمل مسؤولون أميركيون أن يسفر اللقاء عن إعادة تنشيط مجموعة سورية معارضة اتسعت أخيرًا، وستنتخب قيادة جديدة في الأيام المقبلة.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن أخيرًا أن بلاده سترسل أسلحة إلى المعارضة السورية، رغم المخاوف من وقوعها في نهاية المطاف في أيدي متطرفين إسلاميين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ووزير خارجيته سيرغي لافروف حذرا من تسليح المعارضة السورية.
وجدد بوتن تحذيره من "تسليح الغرب للمعارضة السورية"، معبرًا خلال مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن "خشيته من حدوث فراغ في السلطة في حال رحيل الأسد".
أما وزير خارجيته، فقال "إن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة سيكون خطأً جسيماً، لكنه دافع عن صفقة صواريخ دفاعية حديثة ستقدمها بلاده للحكومة السوري.