تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال لقائها مع رئيس الحكومة التونسية علي العريض دعمها للمسار الانتقالي الديمقراطي الذي تعيشه تونس في بناء دولة ومؤسسات القانون، معربة عن مساندتها لبرنامج تحويل ديون تونس إلى مشاريع استثمارية، كما أكدت ميركل تعميق التعاون مع تونس في مجال مكافحة الإرهاب،
في حين أكد العريض عزم حكومته القطع مع عهد الاستبداد وإجراء الانتخابات في موعدها المقرر أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر 2013.
والتقى العريض في العاصمة الألمانية برلين المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس البرلمان (البوندستاغ) نوربير لامير، خلال زيارة رسمية رافقه فيها وفد رسمي ضم عدداً من الوزراء ورجال الأعمال للمشاركة في المنتدى الاقتصادي التونسي الألماني الذي تولى افتتاحه كما حضر رئيس الحكومة مائدة مستديرة في مؤسسة العلوم السياسية في برلين.
وبينت ميركل أن بلادها "تُثمن نموذج الانتقال الديمقراطي الذي سارت عليه تونس في العامين الماضيين على درب الديمقراطية والتطور وبناء المؤسسات، مشددة على دعم بلادها لتونس في مختلف المجالات بما يهدف إلى مساندة التحول الديمقراطي وبناء دولة القانون ودعم الشراكة الاقتصادية في كل مجالات التعاون المتاحةبين الجانبين".
كما أشادت المستشارة الألمانية بمواقف رئيس الحكومة علي العريض قائلة إنه "عانى كثيرا من الديكتاتورية وعايش شخصيا عديد الصعوبات ".
وقالت ميركل إن ألمانيا تتابع باهتمام كبير تطور إعداد الدستور ومحتواه مثمّنة إيلاءه لحقوق الإنسان المكانة التي تستحقها متمنية التوفيق في مراحل إعداده كلها.
وأكدت ميركل أن هناك تعاوناً مشتركاً بين تونس وألمانيا في ما يتعلق بمكافحة الارهاب والجماعات المسلحة علاوة على التعاون الأمني من خلال مكتب التحقيق الاتحادي الألماني.
كما شددت المستشارة الألمانية على أن بلادها تدعم برنامج تحويل الديون التونسية لفائدة ألمانيا إلى برامج استثمار متواصل بما يعزز أُطر التعاون ويخدم التنمية والاقتصاد التونسي قائلة إن تونس تشهد تقدماً حقيقياً في هذا المجال.
فيما تمحور لقاء رئيس الحكومة التونسية برئيس البرلمان الألماني"البوندستاغ" نوربرت لامرت، عن إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس حيث قدّم العريض لمحة عن مختلف المراحل والأشواط التي قطعتها تونس في هذا المجال مستعرضا الخطوات المهمة التي وصلت إليها مرحلة صياغة دستور توافقي للتونسيين كلهم.
وأوضح رئيس البرلمان الألماني أن بلاده تتابع باهتمام المسار الانتقالي في تونس والأشواط المهمة التي قطعها مبرزاً أن ألمانيا مهتمة بالعملية الانتقالية والمسار الجاري في تونس وتتطلع الى دولة ديمقراطية سيما في ظل الخطوات والتوافقات الحاصلة بها بين مختلف الأطراف.
كما التقى رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق له في زيارته إلى ألمانيا بنخبة من المثقفين والمفكرين والسياسيين في معهد العلوم السياسية في برلين حيث تم نقاش عن موضوع "تجربة التحول الديمقراطي في تونس".
وأشار رئيس الحكومة التونسية علي العريض إلى أن الوضع في تونس يتحسّن تدريجيا على المستويات كافة، وبخاصّة على مستوى مقاومة الجريمة والتصدّي للعنف مما ساهم في تحسّن النشاط السياحي حيث تعرف البلاد إقبالاً متزايداً للسائحين بما في ذلك السيّاح الألمان.
وأوضح العريّض أنه يتوقع أن يصادق المجلس الوطني التأسيسي على مسودّة الدستور بأكثر من الثلثين لأنّه دستور يضمن الحقوق والحريّات التي هي من روح الشعب التونسي الذي عانى من الديكتاتورية عقوداً فولّد لديه ارتباطاً بالحريّة لأنّه يعرف معناها ومعنى الحرمان منها، على حد قوله، مشددا على أن تونس عازمة على إنهاء المرحلة الانتقالية والمرور بالبلاد إلى مؤسسات مستقرّة في إطار دولة ديمقراطية من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر 2013.
كما أعرب العريض عن تفاؤله بما حققته تونس من إصلاحات على المستوى الأمني والاقتصادي والصناعي وأنها ستظل دولة ديمقراطية .
وقال كاتب الدولة في وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية بيرغ باشار إن ألمانيا ترغب في تعزيز الشراكة مع تونس في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة والتكنولوجيا المتطورة وذلك خلال كلمة ألقاها في ملتقى رجال الأعمال التونسيين والألمان المنعقد على هامش زيارة رئيس الحكومة علي العريض إلى ألمانيا.
وأضاف باشار أن بلاده مقتنعة بأن نجاح مسار الانتقال الديمقراطي في تونس ستكون له نتائج إيجابية لتونس ولدول المنطقة كلها، داعياً رجال الأعمال الألمان إلى التوجه إلى تونس للاستثمار فيها.