دمشق - جورج الشامي
بعد ساعات من دخول قوات الحكومة السورية مدعومة بقوات من حزب الله اللبناني إلى مدينة القصير، وانسحاب قوات المعارضة المسلحة والجيش الحر من المدينة، بدأت ردود الأفعال من قبل الطرفين، حيث توعد الجيش السوري بضرب المسلحين أينما كانوا، في المقابل أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن "الثورة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة، والنصر حليف
أصحاب الحق، في حين تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب.
وتوعد الجيش الحكومي السوري، الأربعاء، بـ"ضرب المسلحين أينما كانوا وفي أي شبر" في سورية، وذلك في بيان أصدرته القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة. وأورد البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، أن "قواتنا المسلحة، وعلى إثر الانتصارات المتلاحقة والمتتالية في حربها ضد الإرهاب المنظم والممنهج، تشدد على أنها لن تتوانى في ضرب المسلحين".
واعتبر البيان أن ما وصفه "النصر الذي تحقق هو رسالة واضحة إلى جميع الذين يشاركون بالعدوان على سورية". وقال بيان الجيش إنه حصل على وثائق تثبت تورط جهات إقليمية وعربية وأجنبية في ما يحدث في سورية.
وأكدت القيادة العسكرية أن "معركتها ضد الإرهاب مستمرة لإعادة الأمن والاستقرار لكل شبر من تراب الوطن"، في إشارة إلى المعارك مع المقاتلين المعارضين الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الأسد "إرهابيين".
في المقابل أكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أن "الثورة" ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد مستمرة، رغم سقوط مدينة القصير الاستراتيجية في أيدي قوات النظام وحزب الله صباح الأربعاء، 5 يونيو/حزيران.
وجاء في بيان صادر عن الائتلاف "ستستمر الثورة المباركة، والنصر حليف أصحاب الحق، في أنهم صمدوا في مواجهة الظلم والاستبداد، ودافعوا عن أبناء وطنهم بأروع الصور الممكن تخيلها".
وقال البيان "بعد المعارك المحتدمة على جبهة القصير، وبعد ملاحم بطولية قدمها أبطال الجيش الحر في الدفاع عن المدنيين، فرض الاختلال الهائل في ميزان القوى نفسه، وتمكن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له من التوغل في المدينة والسيطرة على أحياء جديدة فيها".
وجدد الائتلاف الوطني السوري "تحذيره من وقوع مجازر مروعة وجماعية في حال وقف المجتمع الدولي متفرجاً على عصابات الإرهاب والتطرف تقتص من الأبرياء"، واضعاً "الأمم المتحدة والدول الكبرى أمام مسؤولياتهم في التدخل السريع لحماية المدنيين".
في حين تعهد رئيس أركان الجيش السوري الحر، اللواء سليم إدريس، بمحاربة "حزب الله" داخل لبنان، ونفى أن يكون جيشه قد خسر الحرب، على الرغم من الانتكاسات الأخيرة وسيطرة الجيش السوري على مدينة القصير.
وقال اللواء إدريس لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "مقاتلي حزب الله يغزون سورية ولا تفعل الحكومة اللبنانية شيئاً لوقفهم".
وأضاف اللواء إدريس أن المعارضة السورية "لن تقبل بأي دور للرئيس بشار الأسد في سورية ما بعد الأزمة، وإذا كان ثمن السلام يعني بقاءه في السلطة، فنحن لا نحتاج إلى هذا النوع من السلام".
وقال إنه "طلب من قادة الجيش السوري الحر، بمن فيهم الموجودون بالقرب من مدينة القصير، محاربة مقاتلي حزب الله داخل سورية فقط، لكن هناك أعداداً كبيرة جداً منهم داخل سورية في القصير وإدلب وحلب ودمشق، وفي كل مكان في البلاد".
وأضاف أن مقاتلي حزب الله "يغزون الأراضي السورية، وعندما يستمرون في القيام بذلك والسلطات اللبنانية لا تتخذ أي إجراء لمنعهم من القدوم إلى سورية، أعتقد أن ذلك سيسمح لنا بمحاربتهم داخل الأراضي اللبنانية".
وفيما أبدى ثقته في أن قوات المعارضة المسلحة "ستكسب المعركة ضد القوات الحكومية"، أقرّ إدريس بأن المعركة "ستستمر لأعوام عدة ستشهد سقوط المزيد من الشهداء والدمار من دون دعم أصدقائنا في الدول الغربية والولايات المتحدة".
وكان اللواء إدريس حذّر من فشل ما وصفها بالثورة ضد نظام الرئيس الأسد ما لم يتم تزويد مقاتليه بالأسلحة من قبل بريطانيا ودول غربية أخرى، وقال لصحيفة "ديلي تليغراف"، الثلاثاء، إن بريطانيا "لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا".
وأعلن التلفزيون الرسمي السوري في وقت مبكر الأربعاء أن "القوات الحكومية استعادت السيطرة الكاملة على مدينة القصير"، بعد قرابة أسبوعين من القتال مع من وصفهم بـ"الإرهابيين".
وكانت القوات الحكومية وحزب الله سيطروا فجراً على مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) بعد أكثر من عام من الحصار المفروض عليها ومعارك طاحنة منذ أكثر من أسبوعين. وأعلن الإعلام الرسمي للنظام وأعلام حزب الله أن "المسلحين انسحبوا" من المدينة.
وبدأ الهجوم على مدينة القصير في 19 أيار/مايو بعد أن كانت القوات الحكومية وحزب الله تمكنت من السيطرة على عدد كبير من القرى في ريف القصير في الأسبوعين اللذين سبقا. وترافق الهجوم مع قصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف أوقع مئات القتلى والجرحى.