الجزائر ـ خالد علواش
تتواصل الجمعة أعمال المؤتمر الخامس لجبهة القوى الإشتراكية في الجزائر العاصمة التي انطلقت، الخميس، وتستمر إلى السبت من أجل انتخاب أعضاء "القيادة الجماعية"، وفقا لما أكده الأمين العام علي العسكري في حديث لـ"المغرب اليوم" على هامش فعاليات اليوم الأول.
وغاب عن المؤتمر الزعيم التاريخي للجبهة حسين آيت أحمد الذي ناب عنه نجله يوغرطة حاملا رسالة والده لكل مناضلي الحزب والشعب الجزائري، والتي حثّ فيها كلّ الجزائريين للبقاء متحدين من أجل بناء دولة القانون و الديمقراطية، مؤكدا انسحابه رسمياً من رئاسة الحزب بعدما تزعمه لمدة نصف قرن.
وقال آيت أحمد إن المؤتمر ينعقد في ظرف استثنائي بالنسبة للحزب و للبلد وبشكل أوسع المنطقة وفي العالم ، مؤكدا في رسالته التي حملها نجله يوغرطة أن "هذا المؤتمر مهم بالنسبة لي على غرار مؤتمرات الحزب الأخرى كافة، ولكن في هذا المؤتمر سأنسحب من رئاسة الحزب، وكان بودي و كان بوسعي أو ربما كان يجدر بي ولم أفعل ذلك من قبل و تحدثت في هذا الأمر مع رفقاء و أصدقاء و لكن التاريخ يصنع نفسه في الوقت الذي نقدم فيه إسهامنا المتواضع".
وكان أيت أحمد قد أعلن عن إرادته في التخلي عن رئاسة الجبهة في رسالة وجهها للمجلس الوطني للحزب الذي اجتمع في دورة استثنائية في 21 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأوصى زعيم أقدم حزب معارض في الجزائر، مناضلي الأفافاس بالمضي نحو تكريس المبادئ التي قام عليها الحزب منذ تأسيسه عام 1963 ، مؤكدا أن كفاح حزبه هو كفاح من أجل الديمقراطية والحرية، وسيادة الجزائر من خلال مؤسسات شرعية و دولة الحق و القانون التي تضمن احترامها و سيرها الحسن و ديمومتها، و هذا ليس مجرد إضافة و إنما أساس يبني عليه ما تبقى"، مضيفا في ذات السياق أن الحزب يعمل على تكريس الإستقلال الجزائري في الديمقراطية في ضوء احترام الحريات و احترام العدالة الإجتماعية والتعددية السياسية والثقافية التي تقوم عليها الحركة التحررية.
وأكد آيت أحمد للمشاركين في المؤتمر والذين بلغ عددهم 1044 مناضلاً من 40 ولاية أن جبهة القوى الاشتراكية " نشأت في سياق الحركة التحررية الوطنية كما تضرب جذورها السياسية و الأخلاقية في مناهضة الاستعمار عن قناعة و ليس بالمناسبات"، آسفا على الحياة السياسية التي تعيشها الجزائر قائلا "50 عاماً من كفاح حزبه من أجل الديمقراطية تقترن بأخرى من الإستقلال الوطني"، " وأنه لم يكن يتصور بعد مرور 50 عاما أنه لا زالت الجبهة تتصارع من أجل الدفاع عن الحق في الوجود".
ووصف الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الإشتراكية علي العسكري الخميس، الحزب بـ "الوطنيّ بلا جدا" ردّا على من يعتبرونه حزبا جهويا لا يمثل إلا منطقة القبائل، مؤكدا أن تواجد مندوبين من 40 ولاية جزائرية - من أصل 48- "دليل على أن جبهة القوى الإشتراكية حزب وطني بلا جدل"، موضحا في افتتاح أعمال المؤتمر "إننا محل اهتمام من طرف الشعب وهو ينصت إلينا و يتطلع إلينا و حزبنا اليوم يمثل حجرا أساسيا في أي مسار سياسي و ديمقراطي"، متأسفا لغياب "القائد التاريخي" لجبهة القوى الإشتراكية.
وأكد عسكري أن "آيت أحمد متواجد بين المشاركين فهو يفكر في كل الجزائريين و كل المغاربين".
ويشارك في المؤتمر 1044 مندوبا من بينهم 216 امرأة حسب ما كشف عنه العسكري الذي أوضح أن "الشباب يمثلون 40% من المشاركين"، مؤكدا أن "الطريق كان طويلا للوصول إلى هنا و مشاركة الجميع تعود إلى تجنيد كل المناضلين و المناضلات".
و أقر المشاركون بالأغلبية تعيين 9 أعضاء من مكتب المؤتمر، فيما تتواصل الأعمال الجمعة على مستوى الورشات كما سيتم تخصيص السبت لانتخاب أعضاء "القيادة الجماعية" التي ستترأس الجبهة.