دمشق ـ جورج الشامي
نفذ الطيران الحربي السوري، فجر الثلاثاء، غارات على حلب والرقة، فيما دمرت المعارضة دبابة وعربة مدرعة على المتحلق الجنوبي في دمشق، في الوقت الذي تعرضت فيه دورية إسرائيلية إلى إطلاق نار من الجانب السوري قرب الحدود من دون وقوع إصابات، وردّ جيش الاحتلال على ذلك ودمر موقعًا سوريًا قرب هضبة الجولان، مع تأكيد المحللون أن سورية أصبحت
بمثابة ساحة صراع بالوكالة بين إيران الشيعية ودول خليجية مثل السعودية وقطر.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قذيفة سقطت على مخيم اليرموك في مدينة دمشق، وسط أنباء عن إصابة عدد من المواطنين بجراح بينهم نساء، وفي الريف تتعرض مناطق في مدينة حرستا لقصف من القوات الحكومية براجمات الصواريخ، ولا أنباء عن خسائر بشرية، في حين قتل مقاتل من مدينة عربين، نتيجة قصف الجيش السوري لمناطق في المدينة، في حين قتل مواطن من مدينة جيرود تحت التعذيب بعد اعتقاله منذ أشهر، وأن الكتائب المعارضة دمرت لدبابة وعربة مدرعة على المتحلق الجنوبي في دمشق، خلال اشتباكات بين مع القوات الحكومية هناك، كما تتعرض مناطق في مدينة داريا وبلدة معضمية الشام لقصف من الجيش الحكومي المتمركز في (الفوج 100)، بالتزامن مع قصف من جبال الفرقة الرابعة على المنطقتين، ولا أنباء عن إصابات حتى الآن، وأن قوات المعارضة أسقطت طائرة حربية بالقرب من سد الرشيد في الريف الغربي لمحافظة الرقة، وذلك بعد أن أغارت على محيط الفرقة 17 شمال المدينة، ووردت معلومات عن سقوط قتلى وجرحى إثر القصف من طائرة حربية على محيط مركز البحوث، وفي دير الزور يتعرض حيا المطار القديم والصناعة لقصف بالمدفعية الثقيلة من القوات الحكومية، ولا أنباء عن إصابات حتى الآن، وفي محافظة إدلب تتعرض مناطق في بلدة الهبيط في الريف الجنوبي، لقصف براجمات الصواريخ من القوات الحكومية المتمركزة على حاجز ضهرة النمر في خان شيخون، مما أدى إلى احتراق أحد المنازل، ولا أنباء عن خسائر بشرية، وفي حمص قُتل 6 مقاتلين من مدينة القصير، أحدهم قيادي معارض، وذلك خلال اشتباكات مع الجيش السوري وعناصر من "حزب الله" اللبناني وقوات الدفاع الوطني، في حين قُتل رجل متأثرًا بجراحه التي أُصيب بها نتيجة قصف حكومي لمناطق في المدينة، كما وردت أنباء عن اقتحام قوات المعارضة لحاجز الغيضة في ريف القصير وسيطرتهم على عربتين مدرعتين وأسر عناصر من الحاجز، وكذلك تتعرض مناطق في مدينة الرستن لقصف بالمدفعية وراجمات الصواريخ، مما أدى إلى أضرار في ممتلكات المواطنين، وفي حلب تعرض حي الأشرفية بعد منتصف ليل - الأحد الإثنين لقصف بالمدفعية الثقيلة المتمركزة في حي الخالدية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مواطنين، بينهم امرأة، وإصابة ستة آخرين بجروح، نتيجة سقوط قذيفة على منزلهم، كذلك سقطت قذيفة في حي الفرقان على أحد المنازل صباح الثلاثاء بالقرب من نادي الضباط، مما أدى إلى أضرار مادية، كما سقطت قذيفة هاون على حي السكري وسببت أضرارًا في ممتلكات المواطنين ولا أنباء عن إصابات، في الوقت الذي قتل فيه رجل وأصيبت ابنته بجراح نتيجة لقصف القوات الحكومية على حي الشيخ مقصود، وفي الريف نفذ الطيران الحربي فجرًا غارة استهدف فيها مناطق في بلدة بيانون بالرشاشات الثقيلة، ولا أنباء عن إصابات، كما قتل رجل برصاص قناص في حي بستان الباشا، كما سقط عدد من الجرحى جراء القصف على حي الحيدرية، وفي اللاذقية تعرضت قريتي الغنيمة وساقية الكرك في الريف للقصف من قبل القوات الحكومية، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا.
وأضاف المرصد السوري، أن مجموعة مسلحة اختطفت المحامي والناشط الحقوقي عبدالله الخليل، رئيس المجلس المحلي في مدينة الرقة، لدى خروجه فجر الأحد من مقر المجلس في مدينة الرقة، في حين علم المرصد من مصادر موثوقة أن 23 عنصرًا من قوات النخبة في "حزب الله" قتلوا وأُصيب أكثر من 70 آخرين بجراح، وذلك خلال الاشتباكات التي دارت الإثنين في مدينة القصير.
وقال بيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، "تعرضت دورية للجيش الإسرائيلي خلال الليل لإطلاق نار قرب الحدود السورية في هضبة الجولان، ولم تسجل أية إصابة، وتلقت الآلية أضرارًا، وأن الجنود ردوا بفتح النار بشكل دقيق، وأصابوا مصدر النيران".
وأكدت صحيفة "التايمز" أن "الوضع أصبح مثيرًا للانتباه وبخاصة بعد أن أصبحت سورية بمثابة ساحة صراع بالوكالة بين إيران الشيعية ودول خليجية مثل السعودية وقطر اللتين تدعمان خصوم الرئيس السوري بشار الأسد من السنة، وأن انضمام (حزب الله) إلى القوات السورية للسيطرة على بلدة القصير الإستراتيجية القريبة من الحدود اللبنانية يجعل الوضع أكثر دموية، حيث أن نحو 2000 من عناصر المعارضة المسلحة و نحو 30 ألف مدني محاصرون تمامًا من قبل تلك القوات في المدينة".
ونقلت الصحيفة عن أحد الموالين لـ"حزب الله" قوله، "إن السيطرة على القصير قد تعني انتهاء الحرب في سورية بنسبة 70 في المائة، وهو ما يجعل تدخل (حزب الله) في هذه المرحلة حاسمًا، وأن معركة القصير تُعد أولى الحروب التي ينخرط فيها الحزب منذ العام 2006، لكن هذه المرة ليست ضد إسرائيل لكن ضد عرب مسلمين من السنة"، وأنه أصبح من الصعب إخفاء دور (حزب الله) في سورية.