أغادير - محمد الفقير
توافد عدد من قيادات وأعضاء جبهة البوليساريو الداعية إلى انفصال "الصحراء الغربية" عن المغرب ومناصرين لطرح الجبهة بالانفصال على منطقة تفاريتي المنزوعة السلاح ما بين المغرب وجبهة البوليساريو وذلك من أجل إحياء مناسبة مرور أربعين عاماً على بداية العمل المسلح للجبهة. ومن المقرر أن تجري جبهة "البوليساريو"
احتفالاتها السنوية في المنطقة بحضور قيادات وأعضاء الجبهة الانفصالية إلى جانب مناصرين لها من عدد من الدول.
وتأتي احتفالات جبهة "البوليساريو" بذكرى الأربعين للعمل المسلح في ظل أجواء توتر تعيشها الجبهة على المستوى الداخلي بفعل مطالبة فئات عدة من مخيمات تندوف في الجنوب الجزائري، والتي تعتبر مقر الجبهة، بأن يتم إعمال الديمقراطية والسماح بالتعبير عن الرأي و البحث عن حل لمشكل قضية الصحراء الذي عمر أزيد من 37 عاماً.
ومن جانب آخر فالمغرب عبر في أكثر من مرة عن رفضه إجراء أي أنشطة أو تحركات لجبهة "البوليساريو" في منطقة تفارتي العازلة والمنزوعة السلاح بموجب إتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ العام 1991 ويعتبر احتفالات "البوليساريو" فيها بمثابة خرق لوقف إطلاق النار .
أما المتتبعين لملف الصراع فيعتبرون أن قيادة جبهة "البوليساريو" لن تخرج عن ما كانت تعلنه في احتفالات الأعوام الأخيرة بذكرى حمل السلاح، والمتمثل في التهديد بالعودة إلى القتال ضد المغرب ، من أجل تصدير جزء من المشاكل التي يعيشها تنظيم جبهة البوليساريوا بفعل المطالب التي ترفعها تيارات معارضة للقيادة الحالية للجبهة والمرتكزة في الأساس على تحريك المفاوضات مع المغرب واحترام حق التعبير في مخيمات تندوف.
كما يرون أن تهديدات الجبهة بالعودة إلى السلاح غير مقلق للمغرب بفعل التغيرات الكبيرة التي شهدتها المنطقة المغاربية خصوصاً سقوط نظام القدافي في ليبيا الذي كان أحد أهم مصادر السلاح لجبهة "البوليساريو "والوضع الذي تعيشه الجزائر والتي لا تتحمل حدوث أي نزاع مسلح في حدودها الجنوبية الغربية والحرب القائمة في مالي.