الجزائر ـ سفيان سي يوسف
ردّ زعيم الحزب السلفي "جبهة الصحوة الحرة الإسلامية" غير المعتمد في الجزائر، عبد الفتاح زراوي حمداش، الاثنين، على تصريحات المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية محمد عيسى، الذي وصف وجود التيار السلفي في الجزائر بـ"الاجتياح الأجنبي"، واعتبر الشيخ زراوي ذلك بالتهجم على "الدعوة السلفية المباركة".
وشددت جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية، التي رفضت السلطات الجزائرية منحها الاعتماد، في رسالة تلقى "المغرب اليوم"
نسخة منها، أن "الاجتياح الأجنبي الحقيقي" هو "الغزو الفكري واللغوي والثقافي الفرنسي للجزائر"، معتبرة أن "استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند استقبال الأبطال الفاتحين في الجزائر، وفتح المجال الجوي العسكري للقوات الفرنسية لغزو الجارة مالي، وتمكين اللوبي الفرنسي سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً ولسانياً في بلادنا، والترخيص لأحزاب علمانية وتروتسكية وليبيرالية، وفتح الباب واسعاً للإباحية والانحلال والردة عن الإسلام، وترخيص بيع الخمور في بلادنا الجزائر" هو الاجتياح الأجنبي الحقيقي الذي يعصف بالثوابت والقيم والأصالة والشرف.
وكان المفتش العام لوزارة الشؤون الدينية محمد عيسى، اعتبر، الأحد، الطوائف السلفية الناشطة في الجزائر اجتياحاً أجنبياً، وأشار إلى ما يعرف بالتيار الأحمدي الذي قال عنه إنه طائفة على علاقة بالتدخل الصهيوني الماسوني في المغرب والعالم العربي.
وقال زعيم التيار السلفي في الجزائر، عبد الفتاح زراوي حمداش، "إن تصريح محمد عيسى بأن السلفية اجتياح أجنبي مُجانب للصواب، وتهجُّم على الدعوة السلفية المباركة التي ناصرها الإمام مالك إمام دار الهجرة، وهو عماد من أعمدة علماء المدارس السلفية، وكل من جاء بعده من أئمة وعلماء وفقهاء ومجاهدين وإصلاحيين كالعلماء الأجلاء الأساطين عبد الحميد بن باديس والطيب العقبي والعربي تبسي والمبارك الملي".
وأضافت الرسالة أن "هؤلاء وغيرهم من الكبار الذين رفعوا لواء السلفية الأصيلة، ونافحوا عن مذهب السلف العظيم بحمل راية أهل السُّنّة والجماعة الفرقة الناجية والطائفة المنصورة علماً وعملاً وجهاداً وولاء وانتماء، فحاربوا الشرك والكفر والفساد والردة والطرقية الباطلة والدجل والشعوذة والأفكار المخالفة للإسلام والمذاهب الهدامة المصادمة للإيمان، فأبطلوا كل نحلة متفرنجة متمسخة تنشر ثقافة فرنسا الصليبية الفرنجية الغربية المنحلة بين الجزائريين".
وخاطب الشيخ زراوي، عيسى بالقول "أيها المفتش العام من الويلات والطامات والكوارث والآفات والمآسي والانحلال الأخلاقي والفساد الاجتماعي والنفاق السياسي والهزات الاقتصادية والفضائح المالية المدمرة للدولة والشعب أولى بأن تشغل وزارتكم أليس كذلك؟".
وأرجع المفتش العام في وزارة الشؤون الدينية، محمد عيسى، الأحد، ظهور التيار السلفي والوهابي والشيعي والأحمدي، والتكفيري في الجزائر خلال الأعوام الأخيرة، إلى الاجتياح الأجنبي عن طريق القنوات الفضائية، مؤكداً أنه من بين تلك التيارات التيار الأحمدي، الذي يعتبره، حسب وصفه، طائفة لها علاقة بالقنوات الأجنبية مثل الصهيونية الدولية، وهدفها زعزعة استقرار السلطة الحاكمة في منطقة المغرب العربي والعالم العربي، "بحجّة أنها تصبو إلى تنظيم نفسها في شكل تيارات سياسية".