لندن ـ سليم كرم
لندن ـ سليم كرم
انضم الجيش السوري الحر "FSA" المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد، إلى جماعة جبهة النصرة، وهي منظمة إسلامية ذات صلات بتنظيم القاعدة، وتعتبر أفضل قوة مجهزة وممولة بأفضل الأدوات، والتي تحارب نظام الأسد في سورية. وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن وجود أدلة لتنامي قوة النصرة، من خلال مقابلات أجرتها مع قادة الجيش السوري الحر في جميع أنحاء سورية، والتي أكدت وجود معضلة
بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا والحكومات الأخرى، لإعادة التفكير في مسألة تسليح المتمردين المناهضين للأسد.
وقال وزيرة الخارجية الأميركي جون كيري، إنه "إذا ذهب للمفاوضات المقبلة بين الحكومة السورية والمعارضة- كما اقترحت الولايات المتحدة وروسيا يوم الثلاثاء - " نأمل أن يكون موضوع تسليح المتمردين أمر غير ضروري".
ويخلق الاتفاق بين واشنطن وموسكو مشكلة بالنسبة إلى بريطانيا وفرنسا، التي اقترحت رفع أو تعديل حظر أسلحة الاتحاد الأوروبي عن سوريا لمساعدة القوات المناهضة للأسد، فيما رحبت وزارة الخارجية بالاتفاق على أنه "خطوة إلى الأمام ".
وأصر كيري على أن "الأسد والمقربين منه فقدوا كل شرعية وليس لهم مكان في مستقبل سورية"، وذلك في الوقت الذي تشكك فيه زعماء المعارضة بشأن آفاق المحادثات إذا بقي الأسد في السلطة.
ويقول قادة الجيش السوري الحر أن وحدات كاملة، ذهبت إلى جماعة النصرة في حين أن آخرين، فقدوا ربع أو أكثر من قوتهم مؤخرًا.
وقال مدرس سابق من دير حافر الذي يقود الآن لواء الجيش السوري الحر في الريف قرب مدينة حلب أبو أحمد "المقاتلون يشعرون بالفخر للانضمام لجبهة النصرة لأن ذلك يعني القوة والنفوذ، ونادرًا ما ينسحب مقاتلي النصرة لنقص في الذخيرة ولا يترك المقاتلين هدفهم إلا بعد تحريره، إنهم يتنافسون لتنفيذ عمليات استشهادية "انتحارية".
وأضاف أبو أحمد وآخرين إن الجيش السوري الحر"FSA" فقد المقاتلين لصالح النصرة في حلب، حماة، ادلب، دير الزور، ومنطقة دمشق.
وحذر قائد لواء السيدة عائشة رئيس الجيش السوري الحر علاء الباشا، الجنرال سالم إدريس ، بشأن هذه القضية الشهر الماضي. وأوضح باشا أن 3 ألاف من رجال الجيش انضموا إلى جماعة النصرة في الأشهر القليلة الماضية، بسبب عدم وجود أسلحة وذخائر.
وقال إن مقاتلي الجيش السوري الحر في منطقة بانياس تم تهديدهم بترك الموقع لأنهم لم يكن لديهم القوة النارية لوقف المجزرة في البيضاء.
وذكرت إحدى التقديرات أن الجيش السوري الحر فقد ربع مقاتليه لصالح النصرة، حيث انضم لواء "أحرار الشمال" إلى الجماعة بشكل جماعي، بينما فقد لواء سفيان الثوري في ادلب 65 من مقاتليه قبل بضعة أشهر لعدم وجود أسلحة.
وكشف أبو حسن من لواء أسود التوحيد في الجيش السوري الحر أن "جبهة النصرة لديها أعضاء يعملون بشكل غير معلن مع وحدات في الجيش السوري الحر FSA حتى يتمكنوا من تحديد المجندين المحتملين".
وقال أبو الإسلام من لواء التوحيد في الجيش السوري الحر في حلب إن "المقاتلين يتجهون إلى النصرة بسبب عقيدتها الإسلامية، والإخلاص، والتمويل الجيد والأسلحة المتطورة".
ويقول قادة الجيش السوري الحر أنهم عانوا من الطبيعة المتفرقة من إمدادات الأسلحة
وأضاف المقاتل في الجيش السوري الحر أدهم آل بازي للغارديان من حماة أن "مشكلتنا الرئيسية هي أن عملية ما نحصل عليه من الخارج مثل الصنبور في بعض الأحيان يمكن تشغيله، وهو ما يعني أنهم سيرسلون الأسلحة وأننا نتقدم، ثم، فجأة ،يجف الصنبور، ونحن نوقف القتال ونضطر للانسحاب من مواقعنا في بعض الأوقات".
وأوضح أن الولايات المتحدة ، التي حظرت جماعة النصرة كمجموعة إرهابية، ترددت في تسليح الجيش السوري الحر، في حين حاولت قوات التحالف والغرب والخليج الذين يدعمون المعارضة السورية تهدئة هذه المخاوف من خلال فرض رقابة صارمة على الأسلحة.
واستفادت الحكومة السورية بنجاح من انقسامات الولايات المتحدة وأوروبا على حظر الأسلحة من خلال التأكيد على "الروايات الجهادية " كما كان الحال منذ بداية الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير في أذار / مارس 2011،فالأسد نفسه ادعى في مقابلة أجريت معه مؤخرًا: "لا يوجد جيش سوري حر، فقط تنظيم القاعدة " .
وتؤكد الحكومات الغربية أنها على علم بمشكلة النصرة ، والتي تتم مراقبتها من قبل وكالات الاستخبارات، ولكنهم مترددون حول مداها.
وقال دبلوماسي يتابع عن كثب الأوضاع السورية"من الواضح أن المقاتلين ينتقلون من مجموعة إلى أخرى، باعتبارها وحدات أكثر نجاحًا، لكنها منطقة محددة لا يمكن الحديث عن وجود اتجاه عام في جبهة النصرة، فلديها المزيد من الزخم عن غيرها، صحيح أن البعض يقول أنها أنظف وأفضل من المجموعات الأخرى، ولكن هناك قصص كثيرة حول كونها سيئة".
ويشير النقاد إلى العقوبات المسلطة من قبل المحاكم الشرعية لاستخدامها للتفجيرات الانتحارية.
ويعد نقص الأسلحة وغيرها من الموارد في الجيش الحر مقارنة مع النصرة هو موضوع متكرر، وألقى باللوم في خسارة خربة غزالة، وهي منطقة مفترق طرق رئيسية قرب درعا في جنوب سوريا، يوم ،الأربعاء ،إلى عدم وجود أسلحة التي كان يأمل المقاتلين أن يتسلموها من الأردن.
وأوضح رجل من الجيش الحر ويدعى أبو تميم، أن الذين انضموا للنصرة في محافظة إدلب جاء لمعرفتهم بأنه سيكون هناك دائما لهم بندقية ولكن العديد من كتائب الجيش السوري الحر لا يتوفر لهم الرصاص.
وقال أحد المنشقين عن الجيش السوري الحر أبو حديفة إن جبهة النصرة تكتسب دعما في دير الزور، مضيفا "أنهم يحمون الناس ويقدمون لهم المساعدات المالية، كما تسيطر النصرة على معظم آبار النفط في المدينة".
وأوضح أن وسائل الإعلام الخاصة بالنصرة ، تؤثر في الشعب كثيرًا خاصة بالأغاني التي تثير المشاعر عن الجهاد والاستشهاد.
وقاد أبو زيد لواء المجاهدين في الجيش السوري الحر في منطقة دمشق وقدم 420 مقاتلا إلى جبهة النصرة وقال :"منذ أن انضممنا أنا ورجالي للجبهة، نحصل على كل ما نحتاجه للقتال وتحرير سوريا وتغطية نفقات عائلاتنا " ، كما أن القتال مع النصرة تحكمه قواعد صارمة للغاية صادرة عن قيادة العمليات أو المقاتلين الأجانب، ليس هناك حرية على الإطلاق ولكنك تحصل على كل ما تريد.
وأوضح "لا ينبغي لأحد أن يلومنا للانضمام للنصرة. يجب إلقاء اللوم على الغرب إذا أصبحت سورية ملاذا لتنظيم القاعدة والمتطرفين، فقد ترك الغرب عصابات الأسد تذبحنا. إنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء دعم الجيش السوري الحر ، فقد أصيب المحتجون السوريون بخيبة أمل بعد أن كان أملهم هو الحصول على حريتهم وسوريا لجميع السوريين ".