تونس - أزهار الجربوعي
يعقد المجلس الوطني التأسيسي التونسي (البرلمان)، الأربعاء، جلسة عامّة للنظر في أحداث جبل الشعانبي الأخيرة التي أدت إلى إصابة عناصر من الجيش والأمن التونسي في انفجار أربعة ألغام خلال عمليات ملاحقة لعناصر إرهابية، على علاقة بتنظيم القاعدة، متمركزة في الجبال الحدودية مع الجزائر.
وأكدت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، أن إرهابيي الشعانبي ينتمون إلى كتيبة "عقبة بن نافع" الإرهابية،التي تم الكشف
عنها أواخر العام الماضي، وشددت مصادر وزارة الداخلية التونسية أن هذه الكتيبة تنتمي لما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ولديهم علاقة بعمليات إرهابية متفرقة شهدتها تونس، إلى جانب ارتباطهم بمخازن السلاح الكبرى التي تم اكتشافها في الجنوب التونسي.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أن عدد المتورطين والمتحصنين بالفرار يبلغ قرابة 20 شخصا من جنسيات تونسية وجزائرية، مؤكداً أن أجهزة الأمن التونسي أحبطت العديد من المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف ضرب أمن واستقرار تونس والمواطنين.
وأشار العروي إلى تمكن وحدات الأمن، من حجز 10 أطنان من مادة "الأمونيتر" (سماد كيميائي مستخرج من الفسفات)، وهي المادة المستخدمة نفسها في صناعة الألغام المزروعة في جبال الشعانبي، كما كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، عن حجز كميات كبيرة من الأسلحة في محافظة بن عروس القريبة من العاصمة التونسية.
وشكّلت ظاهرة ترويج السلاح في تونس منذ ثورة 14 كانون الثاني/يناير2011، وبخاصة بعد سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا، علامة استفهام كبرى ومصدر قلق رسمي وشعبي، وطالب سياسيون ومراقبون بضرورة توخي الحذر واليقظة، محذرين من تحوّل تونس من مجرد منطقة عبور للسلاح إلى مستقر للإرهاب والحركات المسلحة.
وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، أنها تُلاحق 20 عنصراً إرهابيا متطرفاً موالين لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، من بينهم " 9 تونسيين و11 جزائرياً"، فيما أكدت وزارة الدفاع أنها كشفت عن أسماء وانتماءات الإرهابيين الذين يحاصرهم الجيش والأمن التونسي بجبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية.
ووصل الرئيس التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة محمد المنصف المرزوقي، إلى جبال الشعانبي التي تتحصن داخلها العناصر المتطرفة، في زيارة تفقدية مفاجئة برفقة قائد أركان الجيوش التونسية الفريق أول رشيد عمار، وسط حالة استنفار أمني قصوى وتحليق كثيف للطيران العسكري التونسي.
وحطت الطائرة التي تقل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وقائد أركان الجيوش الثلاثة رشيد عمار، ظهر الثلاثاء، بالقرب من مرتفعات جبال الشعانبي التابعة لمحافظة القصرين، حيث يفرض الجيش التونسي حصارا مشددا لغلق المنافذ أمام عناصر إرهابية متمركزة بالجبال، وسط حالة استنفار أمني قصوى وتحليق كثيف للطيران العسكري التونسي.