الرباط ـ رضوان مبشور
أعلنت الأجهزة الأمنية في مدينة سيدي سليمان قرب العاصمة المغربية، حالة الاستنفار للكشف عن ملابسات التحاق الكثيرين بصفوف المعارضة السورية بدعوة "الجهاد"، وآخرهم سفر أستاذ في إحدى المدارس الإعدادية في المدينة، وانضمامه إلى صفوف الجماعات الإسلامية التي تُشجع على السفر والقتال في سورية. وأكدت مصادر مطلعة، لـ"المغرب اليوم"، أن "الأستاذ البالغ من العمر 26 عامًا، يعمل أستاذًا لمادة التربية
الإسلامية في ثانوية الأمير مولاي عبد الله في سيدي سليمان، ثم التحق بالإعدادية التأهيلية "الفرابي" خلال الموسم الدراسي الحالي، وأن الأستاذ المذكور ترك المغرب في ظروف غامضة من دون الحصول على شهادة المغادرة، متوجهًا في البداية إلى تركيا، ليعبر بعد ذلك الحدود السورية ليلتحق بعناصر الجيش السوري الحر "المعارض"، وقد أثار غيابه المفاجئ وغير المبرر عن العمل الكثير من الأسئلة لدى المسؤولين الإداريين والأساتذة والمقربين منه، حيث ظلوا ينتظرون معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلته يختفي عن الأنظار، إلى أن تفاجأ الجميع بخبر مغادرته للمغرب متوجهًا إلى سورية "للجهاد".
وعلم "العرب اليوم" من المقربين من الأستاذ المذكور، أنه أصبح قبل سفره إلى سورية يهتم بدرس الخرائط، وكان يستعين بأستاذ رفقته في المدرسة الإعدادية نفسها لمعرفة كيفية استعمال الخرائط وفهم الرموز وتحديد الطرقات، كما أصبحت علاقاته محدودة، وظهرت عليه علامات الحيطة والحذر في جميع معاملاته، وكان يعد العدة لهذا السفر، حيث قام ببيع سيارته إلى أحد أئمة المساجد في سيدي سليمان، الذي لم يسلم هو الآخر من التحقيق، بعدما فتحت معه القوات الأمنية والشرطة القضائية تحقيقًا مطولاً لمعرفة علاقته بالأستاذ وملابسات سفره "للجهاد" في سورية.
وكشف مسؤول أمني، في تصريحات سابقة لـ"العرب اليوم"، عن تزايد طلبات تأشيرات دخول الأراضي التركية من أجل التسلل إلى سورية للالتحاق بالجماعات الإسلامية المقاتلة إلى جانب الجيش الحر ضد القوات السورية، واعتبره تهديدًا حقيقيًا على أمن واستقرار المغرب، موضحا أن الشباب المغاربة المتوجهين إلى سورية "للجهاد" يرجعون إلى بلدهم بفكر الجماعات الإسلامية الجهادية، منبهًا إلى ضرورة توخي الحذر من دون تكرار سيناريو "الجهاديين" المغاربة الذين شاركوا في القتال في أفغانستان والعراق والبوسنة والشيشان، حيث تزايدت بعد رجوعهم للمغرب عدد الجماعات الإسلامية الجهادية التي تمكنت السلطات الأمنية والمخابرات المغربية من تفكيكها، كما كانت هذه الجماعات وراء العديد من التفجيرات الإرهابية والانتحارية في كل من الدار البيضاء في 2003 و 2007 ومراكش في 2011، والتي خلفت عشرات القتلى، غالبيتهم من جنسيات أوروبية مختلفة، استهدفت مصالح أجنبية في المغرب، بالإضافة إلى منشآت سياحية عدة في المملكة.
وأشارت تقارير إعلامية، إلى أن عدد "الجهاديين المغاربة" المتوجهين إلى سورية تجاوز 200 مقاتل، غالبهم من المغاربة المتطرفين دينيًا المقيمين في أوروبا وبخاصة فرنسا وهولندا وبلجيكا، وسبق لهم أن قضوا عقوبات حبسية سواء في المغرب أو أوروبا أو سجن غوانتانامو في ملفات مرتبطة أساسًا بالإرهاب.