واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت مصادر طبية أميركية، عن أن سبب وفاة المسؤول عن تفجيرات ماراثون بوسطن، تامرلان تسارناييف، يرجع إلى إصابته بطلق ناري في كل من الرأس والجذع، في حين أكدت مصادر رسمية، أن تامرلان وأخيه كان بصدد استخدام المتفجرات في احتفالات "يوم الاستقلال" الموافق في الرابع من تموز/يوليو، ولكنهما قررا تنفيذ الهجوم فور الانتهاء من إعداد القنابل، تزامنًا مع صدور أوامر مشددة إلى سلطات الجمارك
والحدود كافة، بالتحقق من ماهية الطلاب الأجانب القادمين إلى الولايات المتحدة.
وقال بيتر ستيفان صاحب مكتب حانوتي في ورشيستر، الذي يوجد به جثمان تامرلان (26 عامًا)، وهو يقرأ شهادة وفاته، الجمعة، إن شهادة الوفاة تشير إلى جروج من جراء طلقات نارية في الجسم والأطراف، وأن وقت وتاريخ الوفاة كان في تمام الساعة 1:35 صباح 19 نيسان/أبريل الماضي، أي بعد 4 أيام من وقوع انفجارات ماراثون بوسطن.
وذكرت تقارير صحافية، أن السلطات عثرت على بقايا مواد متفجرة في الحوض والبانيو وطاولة المطبخ في منزل تامرلان، الذي تشاركه فيه زوجته كاثرين روسيل، ومن شأن هذا الكشف أن يزيد من التكهنات بأن زوجته كانت على علم مسبق باعتزامه شن تلك الهجمات.
وتوفي تامرلان بعد قيام السلطات بإطلاق النار عليه، في أعقاب عملية بحث واسعة النطاق لاصطياده هو وأخيه، وكلاهما من أصول شيشانية وجاؤوا من روسيا إلى الولايات المتحدة قبل 10 أعوام.
وأفادت الشرطة، أن الذخيرة نفذت منه قبل أن يقوم أخيه بسحب جسمه تحت سيارة أثناء هروبه، فيما قامت عائلة تسارناييف، الجمعة، باتخاذ الترتيبات اللازمة لجنازته، ولكنهم يواجهون مشكلة في العثور على مكان لدفن الجثة، حيث أوضح ستيفان، أن "مشكلته تكمن في العثور على مدفن، حيث لا يرغب الكثيرون القيام أو المشاركة في ذلك".
وقد تجمع العشرات أمام مكتب المشرحة والحانوتي، احتجاجًا على قرار ستيفان بتولي ترتيبات الجنازة، وهو يرد على ذلك بالإشارة إلى مراسم دفن كل من الماركسي لي هارفي أوزالد قاتل الرئيس جون كيندي، أو تيموثي ماكفي الذي فجر شاحنة أمام المبنى الفيدرالي في أوكلاهوما سيتي، أو السفاح الأميركي تيد بوندي، وقال "إنه لابد من أحد ليتولى ترتيبات جنازة تامرلان أيضًا، وأن كل فرد يستحق جنازة مبجلة، بصرف النظر عن الظروف والملابسات المحيطة بوفاته، وأنه على استعداد لمواجة أي احتجاجات في هذا الشأن".
واعتاد ستيفان في ورشيستر، على تولي جنازات المسلمين، وهو بصدد التعهد بجنازة تامرلان الذي أفرجت السلطات الطبية عن جثته مساء الخميس الماضي، وكانت الجثة قد انتقلت إلى مكتب جنازات في بلدة نورث أتيلبروه، وهناك قوبلت الجثة باحتجاجات لعشرين متظاهرًا، الأمر الذي أدى إلى نقل الجثة إلى مكان آخر، وفقًا لما ذكرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".
وقالت مصادر رسمية أميركية، إن زوخار تسارناييف أبلغ المحققين أنه وأخيه فكرا في وضع القنابل في الرابع من تموز/يوليو، الذي يوافق "يوم الاستقلال" الأميركي، ولكنها قررا تنفيذ الهجوم فور الانتهاء من إعداد القنابل، فيما أفادت شرطة بوسطن أنها تخطط لمراجعة الإجراءات الأمنية قبل احتفالات "يوم الاستقلال"، والذي يستقطب ما يزيد عن نصف مليون مشارك سنويًا.
وأكد المتحدث باسم شرطة ولاية ماساتشوسيتس ديفيد بروكوبيو، أن السلطات الأميركية تعتزم إعادة النظر في الإجراءات الأمنية الخاصة بالأحداث الكبرى، وبخاصة احتفالات رأس السنة التي تجرى سنويًا في ميدان "تايمز سكوير" في مدينة نيويورك.
وقال المحافظ ديفال باتريك، إنهم بصدد عمل كل ما هو ممكن من أجل ضمان سلامة وأمن الاحتفالات، وأن اهم شيء أنه تم اعتقال الأخوين، وأن التحقيق متواصل لمعرفة ما إذا كان هناك آخرين، وأن الشرطة بمستوياتها كافة تواصل البحث في كل شيء.
وتقوم السلطات في إطار التحقيقات، بتفتيش الغابات القريبة من جامعة ماساتشوسيتس دراتماوث، حيث كان زوخار تسارناييف يدرس، ولم يتضح بعد ماهية الشيء الذي يبحث عنه المحققون، ولكن المتحدث باسم النائب العام في المنطقة قال إنه ينبغي على السكان أن يدركوا أنه لا يوجد أي خطر يهدد الأمن العام.
وسيحاكم زوخار تسارناييف بتهمة حيازة أسلحة دمار شامل لهدف القتل، وقد تم إلقاء القبض على ثلاثة من زملائه في الجامعة الأربعاء الماضي، لتهمة مساعدته بعد الانفجار على التخلص من جهاز "لاب توب" خاص به، وكذلك حقيبته بغرفة نومه قبل أن يقوم مكتب الـ"إف بي آي" بتفتيشها.
ويعتقد المحققون، أن المتفجرات قد تم إعدادها بمنزل تامرلان، ولكن ذلك لا يمنع من قيامه بإعدادها في مكان آخر، ولم يتضح بعد ما إذا كان الأخوين كانا يخططان لعمل أكبر، فيما لاتزال أم الأخوين تؤكد على أن الاتهامات والمزاعم الموجهة إلى ولديها كلها "أكاذيب ومحض اختلاق".
وأصدرت وزارة الداخلية الأميركية، أوامرها إلى سلطات الجمارك والحدود كافة، بالبدء في التحقق من ماهية الطلاب الأجانب القادمين إلى الولايات المتحدة، والتأكد من أنهم حاملين لتأشيرة طالب، وذلك في أول رد فعل حكومي على تفجيرات بوسطن.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من اعتراف إدارة باراك أوباما، بأن أحد الطلاب المتهمين بإخفاء أدلة قانونية وهو آزامات تازاياكوف من كازاخستان، قد سمح له بالعودة إلى الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي من دون تأشيرة طالب سارية المفعول، في حين قال محاميه إنه لا علاقة له بتفجيرات بوسطن، التي أصابته بالصدمة والذهول، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة ما يزيد عن 260 بالقرب من خط نهاية الماراثون.
يُشار إلى أنه من المقرر في 30 من أيار/مايو الجاري، إقامة حفل خيري يشارك فيه المطرب جيمس تايلور والفنان جيمي بوفيت في بوسطن، لهدف جمع تبرعات تقدر بما يزيد عن 28 مليون دولار من أجل المصابين وعائلات قتلى تفجيرات بوسطن، حيث قال القائم على الحفل الخيري، إنه بصدد عقد اجتماعات مع الضحايا خلال الأسبوع المقبل، ثم البدء في توزيع الشيكات بنهاية حزيران/يونيو المقبل.