لندن – عبدالرحيم جرار
لندن – عبدالرحيم جرار
وقعت دولة الإمارات وبريطانيا، الأربعاء، على مذكرتي تفاهم، الأولى بشأن إنشاء "حوار القيم"، والثانية عن "منظومة المؤهلات"، وذلك على هامش زيارة رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الرسمية إلى لندن، التي تعتبر الأولى من نوعها منذ 24 عامًا. واجتمع الشيخ خليفة، الأربعاء، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وذلك في مقر رئاسة الوزراء
في 10 داوننغ ستريت وسط لندن، وفور وصول رئيس الإمارات والوفد المرافق بدأت المحادثات الرسمية بين الجانبين الإمارتي والبريطاني، فيما أبلغت مصادر بريطانية "المغرب اليوم"، أن المحادثات ستتركز على أوجه التعاون الثنائي في كثير من المجالات، من بينها التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري وزيادة الاستثمارات الإماراتية في المملكة المتحدة.
ووقع مذكرتي التفاهم عن الجانب الإماراتي وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وعن الحكومة البريطانية نظيره وليام هيغ، في الوقت الذي قالت فيه مصادر إمارتية مقربة من الاجتماعات، إن إنشاء "حوار القيم" يأتي انطلاقًا من الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين، والتزامًا بالصداقة والشراكة المنصوص عليها في معاهدة "الصداقة الإماراتية - البريطانية" لعام 1971، والتي أُعيد التأكيد عليها من خلال "إعلان أبوظبي" لعام 2010، وبناء على البيان المشترك الصادر في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 الذي تم تبنيه خلال زيارة رئيس وزراء المملكة المتحدة إلى الإمارات.
واعتبرت المصادر نفسها، أن تأسيس "حوار القيم " بين البلدين انعكاسًا للأهداف المشتركة في البلدين، بشأن تعزيز الرخاء والأمن والروابط الوثيقة المتزايدة بين شعبيهما، واستمرارًا للتاريخ الطويل الحافل بالاحترام المتبادل الذي يكنه كل من الجانبين لتقاليد الجانب الآخر، ورغبتهما في العمل في شراكة وثيقة من أجل تقدير أفضل لوجهات نظر كل منهما للآخر، وتعزيز التفاهم الثقافي والسياسي والاجتماعي بين الإمارات والمملكة المتحدة، وبرهانًا على العلاقة القوية بين لندن وأبوظبي والتزامهما بتعاون أكثر جوهرية.
وأفادت المصادر، أنه من المقرر أن يشرف على "حوار القيم" فريق العمل الإماراتي البريطاني الذي يترأسه كل من وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور محمد قرقاش، ونظيره البريطاني المسؤول عن دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية البريطانية أليستير بيرت، واللذان سيقومان معًا بإقرار ومناقشة مقترحات حوار القيم من أجل العمل والحوار المشترك، وسيتم عقد الاجتماع الأول لحوار القيم في أيار/مايو الجاري، على أن يتم عقد اجتماعات للمتابعة بصفة دورية نصف سنوية.
وسيتم خلال الحوار، تعزيز التفاهم الثقافي والسياسي بين الإمارات والمملكة المتحدة، واستكشاف التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والقضايا الناجمة عنها، والتي تؤثر على قيم البلدين والنظر في كيفية إمكان تعاونهما لمعالجة تلك القضايا على نحو إيجابي.
وجاء في مذكرة التفاهم الثانية بشأن "منظومة المؤهلات"، أن حكومة دولة الإمارات وتمثلها الهيئة الوطنية للمؤهلات، وحكومة المملكة المتحدة، لديهما رغبة في تعزيز أواصر الصداقة القائمة بينهما، وتعزيز التفاهم والمعرفة من خلال تنمية المهارات والمؤهلات، وسيتعاونان معًا على مواءمة منظومات المؤهلات مع بعضهما البعض، حيث يتم أولاً تحديد الهيئات الحكومية المعنية ومؤسسات ضمان الجودة ومؤسسات التعليم والتدريب لإعداد الخطط اللازمة في هذا الخصوص، ويقوم الطرفان بإعداد لائحة بمؤسسات ضمان الجودة لكلا الطرفين، لهدف تعزيز التفاهم وسعيًا لتحقيق الشراكة بينهما وتشجيع مؤسسات ضمان الجودة المعنية على العمل معًا لتحديد أوجه المقارنة العامة بين مستويات منظومات المؤهلات والتي تعمل بها مؤسسات التعليم المعنية.
كما يقوم البلدان بتبادل المعلومات المتعلقة بالمؤهلات التي تمنحها أو تصدقها مؤسسات التعليم في كلا البلدين، ويعملان معًا على وضع سياق محتوى البرامج التعليمية وإخطار بعضهما البعض بشأن الندوات والدورات والزيارات المتبادلة بين كلا البلدين والتشاور حولها إن أمكن.
وقد بحث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال لقائه وليام هيغ، سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في المجالات كافة، كما تم تأكيد أهمية التواصل والتنسيق والتشاور والتعاون بما يخدم البلدين، وبما يسهم في تعزيز العلاقات المتميزة بينهما، وكذلك تطرق اللقاء إلى الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، في ضوء ما يشهده العالم العربي من تطورات سياسية.
وكانت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية، قد اقامت الثلاثاء، حفل غداء، على شرف الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والوفد المرافق في قصر ويندسور التاريخي.
يذكر أن رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، قد بدأ الثلاثاء، زيارة رسمية إلى المملكة المتحدة، تستمر يومين، تلبية لدعوة من الملكة إليزابيث الثانية، هي الاولى منذ 24 عامًا.